شؤون محلية

أكد خلال لقائه السفيرة الفنلندية خروج أكثر من 2300 مدرسة عن الخدمة وتسرّب أعداد كبيرة من تلاميذ المدارس … محافظ الحسكة: أبناء المحافظة يعيشون ظروفاً قاهرة بسبب وجود الاحتلالين الأميركي والتركي

| الحسكة - دحام السلطان

أكد محافظ الحسكة لؤي محمد صيّوح خلال استقباله السفيرة الفنلندية في لبنان والقائمة بالأعمال في سورية «آن ميسكانين» أن أبناء محافظة الحسكة يعيشون ظروفاً قاهرة واستثنائية صعبة، نتيجة لوجود الاحتلال المزدوج «الأميركي والتركي»، الذي يقتطع أجزاء واسعة من أراضي المحافظة، بما فيها معظم مقومات الحياة والبنى التحتية والخدمية، وفي ظل ممارساتهما التي ترتقي إلى جرائم حرب بحق الإنسانية ومواطني المحافظة، ولاسيما جريمة قطع مياه الشرب بعد استيلاء المحتل التركي والميليشيات المرتهنة له على محطة مياه علوك «المصدر الوحيد لمياه الشرب» في مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي منذ شهر تشرين الأول لعام 2019، ونهب خيرات أبناء المحافظة وفرض سياستي التضييق والحصار بشكل علني وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي.

وأوضح صيوح أن محطة «علوك» تخدم أكثر من 1.3 مليون مواطن وبالتالي يتم حرمانهم من حقهم في مياه الشرب، على الرغم من الجهود والمساعي الحكومية التي تُبذل بالتعاون مع المنظمات الأممية العاملة في الشأن الإغاثي والإنساني لتأمين المياه النظيفة للأهالي، مشيراً إلى أن مايتم تأمينه من المياه يومياً لا يزيد على 2500 متر مكعب، في حين أن احتياجات المواطنين من المياه تزيد على 70 ألف متر مكعب، وهذا ما يؤكد حجم المعاناة والصعوبات الكبيرة في تأمين مياه الشرب وإيصالها للمواطن.

صيّوح أشار إلى المساعي الإنسانية وحجم الدعم الإغاثي، الذي تبذله دولة فنلندا باعتبارها إحدى الدول المانحة والداعمة لجهود المنظمات الدولية العاملة في الشأن الإغاثي والإنساني، ولاسيما المشاريع التي تنفذها منظمة الطفولة والأمومة «يونيسف»، التي تُعتبر من المنظمات الرائدة على مستوى المحافظة من حيث الدقة في العمل والشفافية في الأداء والسرعة في الاستجابة في تنفيذ المشاريع التي تلبي احتياجات شريحة واسعة من المتطلبات والأساسيات الضرورية والملحة لأبناء المحافظة.

وبيّن حجم الصعوبات الكبيرة التي يشهدها الواقع التعليمي في ظل خروج أكثر من 2300 مدرسة عن الخدمة، وتسرب أعداد كبيرة من تلاميذ المدارس وحرمانهم من حصولهم على حقهم في التعليم، لافتاً إلى حجم الجهود الحكومية التي تبذل في هذا السياق بالتعاون مع منظمة الطفولة والأمومة «يونيسف» للوصول إلى أبعد منطقة في المحافظة، من أجل حصول كل طفل على حقه في متابعة التعليم.

وأشار إلى الجهود الحكومية التي تبذل أيضاً لتخديم جميع أبناء المحافظة في كل المناطق ومن دون استثناء عبر مؤسسات الدولة من خلال تقديم خدمات التعليم والخدمات الطبية والصحية والحصول على الوثائق الرسمية الخدمية الخاصة بالمواطن.

ودعا إلى ضرورة زيادة الدعم الإغاثي الذي تقدمه دولة فنلندا باتجاه الجهود الأممية، من أجل المحافظة على ديمومة واستمرار العمل الخدمي للمشاريع الحيوية التي تنفذها «اليونيسف» في قطاعات التعليم والصحة والإصحاح، إضافة إلى تأمين مستلزمات محطات التحلية التي تساهم بتأمين مياه الشرب للأهالي وصهاريج المياه التي تنقل المياه النظيفة بشكل يومي لمسافة تزيد على 35 كم عبر تزويدها بمادة المازوت اللازم لاستمرار عملها، مؤكداً ضرورة تعزيز وتفعيل الدور الذي ينبغي أن تمارسه أيضاً، باعتبارها عضواً في الاتحاد الأوروبي ولها باع طويل في مجال حماية حقوق الإنسان والعمل الإغاثي والإنساني في التخفيف من معاناة أبناء الحسكة عبر القنوات المتاحة لإنهاء الاحتلالين الأميركي والتركي وممارساتهما غير الإنسانية بحق مواطني محافظة الحسكة.

بدورها أعربت السفيرة الفنلندية عن سعادتها بزيارة الحسكة ولقاء المحافظ، مؤكدة العمل على زيادة الدعم الذي تقدمه فنلندا لمشاريع «اليونيسف» في المحافظة، نتيجة للاحتياج الكبير والظروف الصعبة التي يعيشها المواطن بالمحافظة، في ضوء ما تمت مشاهدته عبر الزيارات الميدانية العديدة لمشاريع اليونيسف في المحافظة.

حضر اللقاء «ميونيموتو» نائب المدير العام للبرامج في مكتب يونيسف بدمشق ومكتب المنظمة في مدينة القامشلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن