في أول أيام شهر رمضان المبارك.. مبادرات وأسواق خيرية.. والتسوق يتضاعف وتفاوت في الأسعار من محافظة إلى أخرى
| الوطن
مع أول أيام شهر رمضان المبارك تضاعفت حركة التسوق مع لحظ تفاوت في الأسعار من محافظة إلى أخرى في العديد من المواد نتيجة ازدياد الطلب عليها، في الوقت ذاته بدأت المبادرات والأسواق الخيرية أعمالها.
«الوطن» رصدت في بعض المحافظات أجواء اليوم الأول في رمضان والبداية من محافظة حلب، حيث تضاعفت حركة التسوق عشية شهر رمضان وفي اليوم الأول منه في حلب، بغية تلبية المستلزمات الملائمة، وتأمين متطلبات الأيام الأولى من الشهر الفضيل.
ويعمد العديد من أبناء المدينة إلى اقتناء حاجات الأيام الأولى من شهر الصيام، بدلاً من قصد الأسواق كل يوم وشرائها أولاً بأول، لاحتمال ارتفاع أسعارها جراء الطلب الزائد عليها.
ولا ينطبق ذلك على أصحاب الدخل المحدود والمتدني لانخفاض مقدرتهم الشرائية على تسوق كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية.
ورصدت «الوطن» إقبال المتسوقين اللافت على مولات المدينة في اليومين الماضيين استعداداً لشهر الصوم، حيث درج العرف على التسوق منها في الساعات التي تلي فترة الإفطار وحتى إقفال أبوابها منتصف الليل.
واضطر أصحاب المولات زيادة عدد «الكاشيير» فيها تلبية للضغط الكبير على اقتناء معروضاتها الغذائية، ولتقليل الدور الطويل من المتسوقين الواقفين للمحاسبة.
وعلى الرغم من تضاعف حركة الشراء، حرص المتسوقون على اقتناء المواد غير القابلة للتلف والقادرة على الصمود لفترة طويلة من دون وضعها في الثلاجة، حيث يعوق تقنين الكهرباء الجائر العملية ولا يسمح بشراء كميات كبيرة من هذه المواد.
يقول صاحب بسطة لبيع الخضر والفواكه في حي الجميلية بمركز المدينة لـ«الوطن»: لا يمكن شراء اللحوم إلا بالمقدار الذي يفي حاجة طبخة أو طبخات الإفطار، لأنني مشترك في أمبير واحد لدى صاحب المولدة، وهو غير قادر على إقلاع البراد أو الفريزر للاحتفاظ باللحوم من دون أن تفسد لفترة طويلة، وهو حال الكثير من أهل حي بستان القصر الذي أعيش فيه، وحال معظم سكان الأحياء الشعبية في المدينة، بخلاف سكان أهالي أحياء غرب حلب المقتدرين مادياً أكثر منا.
من جهته، بين «أحمد. ع. ب»، صاحب متجر في حي الحمدانية، أنه اشترى لحم غنم ولحم دجاج يكفي للأسبوع الأول من شهر الصيام «لأنني اعتدت إقامة ولائم في هذا الأسبوع لأهلي وإخوتي، كل على حدة».
وسجلت أسواق أحياء الشطر الغربي من المدينة حركة تسوق واضحة مع إعلان المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف ميلاد شهر رمضان يوم أمس الإثنين، وشرعت الأسواق أبوابها حتى وقت متأخر من الليل، استجابة لحركة التسوق المضاعفة.
في اللاذقية سوق الخير بأسعار مخفضة
أكد محافظ اللاذقية عامر هلال لـ«الوطن»، أهمية افتتاح سوق الخير في مجمع أفاميا بالتعاون مع المؤسسة السورية للتجارة وفعاليات تجارية معظمهم تجار جملة، بما يوفره السوق من مواد السفرة الرمضانية بأسعار مخفضة بين 25 إلى 30 بالمئة.
وعقب افتتاحه السوق أمس، قال هلال لـ«الوطن»: إن المحافظة قدمت التسهيلات اللازمة للفعاليات التجارية ومنها تقديم الأجنحة بشكل مجاني لعرض منتجاتهم بالسوق الرمضاني من دون تكلفة بمبادرة من المحافظة وتشاركية مع المؤسسة السورية للتجارة، بما يساهم في تخفيض الأسعار للمواد المعروضة.
وأشار هلال إلى أن سوق الخير يتميز بدور التدخل الإيجابي عبر طرح المواد بأسعار مخفضة نتيجة إلغاء دور الوسيط بين المنتج والمستهلك.
وشدد هلال على العمل المستمر لضبط الأسواق ومراقبة الأسعار عبر تكثيف الجولات الرقابية من الجهات التموينية وهي مستمرة على مدار الساعة.
بدوره، أكد رئيس مجلس محافظة اللاذقية تيسير حبيب لـ«الوطن»، أن سوق الخير مناسبة للتشاركية بين الجهات المعنية وطرح مواد بأسعار منافسة لتخفيف الأعباء المادية عن المواطنين خلال الشهر الكريم.
من جهته، كشف مدير فرع المؤسسة السورية للتجارة محمد سلمان لـ«الوطن»، عن تخفيض جديد لأسعار السلل الغذائية نتيجة إقبال المواطنين عليها، لتصبح السلة الأولى بسعر 99 ألف ليرة سورية، وللثانية بسعر 165 ألف ليرة سورية.
وأشار سلمان إلى طرح السلل في عدة صالات على مستوى المحافظة تشمل جبلة والقرداحة والحفة، إضافة إلى تسيير سيارات جوالة إلى الأرياف محملة بكل الأصناف والمواد الغذائية بأسعار مخفضة لتخفيف للأعباء عن المواطنين طيلة الشهر الفضيل.
في دمشق تشديد الرقابة على الأسواق
وأكد مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق قحطان إبراهيم، استنفار المديرية للرقابة المشددة على الأسواق خلال شهر رمضان للحد من أي مخالفات للشروط الصحية وضمان خلو الأسواق من أي تجاوزات جسيمة تضر بصحة المواطنين، والتشدد أيضاً في الرقابة على المواد المكشوفة التي يكثر انتشارها خلال الشهر الفضيل.
وبين مدير الشؤون الصحية أنه تم قبيل بداية رمضان سحب أكثر من 100 عينة من الأجبان والألبان والمأكولات الشعبية والطحينة والقشطة المبيعة بشكل يومي، لتظهر النتائج صلاحية 98 بالمئة من عينات المواد واتخاذ الإجراءات الرقابية اللازمة بحق أي مخالفة للتعليمات الصحية، مضيفاً البدء اعتبارا من الأمس بسحب عينات من «العصائر والمعروك».
وأكد مدير الشؤون الصحية توقف عمل عدد من المحال في أول 10 أيام من رمضان كمحال الفروج والشاورما والوجبات، مع تركز عمل البعض منهم بعد الإفطار، لتعود معظم المحال لتمارس عملها بشكل اعتيادي خلال النصف الثاني من الشهر.
هذا وكشف إبراهيم عن ازدياد أعمال الذبح في المسالخ بنسبة 25 بالمئة عن الفترة السابقة، متوقعاً وصول عدد الذبائح إلى ألف رأس غنم يومياً خلال الأيام القادمة، مؤكداً أن هناك تشدداً مستمراً على جميع الذبائح في مسلخ دمشق.
في طرطوس ارتفاعات في الأسعار
في اليوم الأول من الشهر الفضيل استيقظ أهالي طرطوس على ارتفاع كبير بأسعار الخضر والفواكه، فمنذ الأسبوع الفائت بقيت الأسعار مستقرة لترتفع منذ أمس وليزيد طمع تجار المفرق ويرفعوا قيمة أرباحهم.
حيث سجلت الفاصولياء الخضراء زيادة 8 آلاف ليرة لترتفع 38 ألف بعدما كانت 30 ألف ليرة ولترتفع البندورة إلى 12 ألفاً بعدما كانت 8 آلاف، أما الخيار فسجل 16 ألف ليرة في حين لم يتجاوز 11 ألفاً الأسبوع الماضي والباذنجان المحاشي إلى 17 ألفاً والكوسا إلى 18 ألفاً، ولترتفع أسعار الفواكه 4 آلاف لكل من الحمضيات والتفاح.
وهنا أكد التاجر في سوق الهال نزار بشارة أن كميات الخضر المعروضة قليلة بعد أن خرجت مساحات واسعة من الإنتاج في فيضان السهل وبالتالي نقص بالكمية لمعظم الخضر الشتوية إضافة إلى أن قدوم شهر رمضان جاء مع نهاية البذور الشتوية أي بانتظار تجديد الموسم ما يعني كميات أقل وأسعاراً أعلى الآن، متوقعاً أن الأسعار ستعتدل خلال شهر نيسان.
وأوضح أن هناك شحناً للبندورة إلى عدد من المحافظات والباذنجان سيعطي زهره الجديد بعد عدة أيام، مشيراً إلى أن الأسعار ارتفعت نتيجة تدهور عشرات الأطنان منها بفيضان السهل بعد استجرار كميات من حمص وحماة، متوقعاً أن الثوم سيبقى مرتفعاً نتيجة الخطأ في إدارة تسويقه حيث كسد وتلف بعشرات الملايين ولم يصدّر، وما هو موجود اليوم مستورد والفلاحون لم يزرعوا هذا الموسم سوى نصف المساحات المعتادة وربما أقل.
وعن سبب رفع أسعار الحمضيات، أوضح بشارة أن موسم الحمضيات في نهايته وما يزال تصدير البرادات مستمراً.
بدورهم بائعو مفرق أشاروا إلى أن أسعارهم تحدد نتيجة رفع أسعار النقل وأكياس النايلون وأجور المحال التجارية والضرائب، مشيرين إلى أن انخفاض أسعار سوق الهال يساعد على المبيع أكثر وليس من مصلحتهم رفعها لأن الزبون سيقتصر على نوعين فقط في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، موضحين أن الإقبال اليوم جيد ولكن كل عام يتراجع عن السابق.
في السويداء طقوس رمضان تتغير
وفي السويداء أدى الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية إلى تغيير في طقوس شهر رمضان المبارك حيث فرض الوضع الاقتصادي المتردي جهوداً أكبر من لجنة الإغاثة الفرعية في المحافظة بسعيها لمحاولة تأمين عدد من السلل الغذائية للأهالي وفق برنامجها الإغاثي الذي يتم دعمه من قبل الجمعيات الخيرية وأبناء المحافظة من المغتربين خلال الأيام القادمة.
عضو المكتب التنفيذي المختص وعضو لجنة الإغاثة في المحافظة رغدة الغوثاني أوضحت لـ«الوطن» أنه جرى التنسيق مع جميع الجهات القائمة على العمل الإغاثي في المحافظة لتقديم الإعانات والسلل الغذائية لأكبر عدد من العائلات الأشد فقراً على ساحة المحافظة خلال أيام الشهر الفضيل بناء على حجم وكمية المبادرات المقدمة.
بدوره مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء سامر بحصاص أكد لـ«الوطن» أنه بعد الاجتماع مع الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية في المحافظة تم التأكيد على الابتعاد عن توزيع المبالغ المالية والإعلام المسبق بالمبادرة التي ستقوم بها أي منظمة غير حكومية إضافة إلى توحيد السلة الغذائية حيث لا تزيد قيمتها على 150 ألفاً بهدف زيادة عدد السلل الغذائية.
من جهتها أكدت رئيسة فريق الأقحوانة للتنمية المجتمعية إيفا عزي لـ«الوطن» أن الفريق سيقوم بتقديم مأدبة إفطار تشمل الصائمين والوافدين لما يزيد على 250 شخصاً، إضافة إلى زيارة القسم العسكري بمشفى السويداء وتوزيع وجبات للجرحى ومرضى الجيش وزيارة لمركزي الصم والبكم ومركز التوحد وقسم الأطفال بالمشفى الوطني وتوزيع وجبات غداء للأطفال وزيارة مركز الإطفاء وتوزيع الهدايا العينية ووجبات غداء للعاملين ضمنه.
كما أشار رئيس إدارة مؤسسة مرساة الخيرية إلى قيام المؤسسة باستمرار فعالية توزيع أدوية مجانية لعدد من المرضى المستحقين بشكل مجاني كل أسبوع.