«شؤون الكنائس»: استمرار حرب الإبادة في غزة وصمة عار على جبين الإنسانية … رام اللـه تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية حول ما يجري للأسرى في معتقلات الاحتلال
| وكالات
أكدت رام اللـه أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يعمد إفشال أي جهود لحماية المدنيين وإدخال المساعدات ويواصل جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحرب التجويع بحق أهالي قطاع غزة.
وحسب وكالة «وفا» قالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها أمس إن إسرائيل تتعمد إفشال أي جهود لحماية المدنيين وإدخال المساعدات وتراهن على التطبيع الدولي مع مشاهد الإبادة، وحذرت الوزارة من مغبة المراهنات الإسرائيلية على استمرار إخفاق المجتمع الدولي ومجلس الأمن في وقف حرب الإبادة ضد شعبنا وتدمير البنية التحتية لوجوده الوطني والإنساني على أرض دولة فلسطين كما هو حاصل في قطاع غزة ومخيمات ومدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وطالبت الخارجية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في ترجمة القرار الأممي 2720 إلى إجراءات وتدابير ملزمة تجبر كيان الاحتلال على تنفيذ كامل بنوده، وتنفيذ الأمر الاحترازي التمهيدي لمحكمة العدل الدولية قبل فوات الأوان، وقبل أن يفقد المجتمع الدولي ومؤسساته ما تبقى لها من مصداقية في حراسة القانون الدولي والانتصار له وضمان تنفيذه.
بدروه، قال رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية محمد أشتية: إن جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحرب التجويع تتواصل ضد أهلنا في قطاع غزة، وهي أكثر ما تكون قتلاً وتجويعاً وتشريداً وقهراً، تحصد مئات الأرواح يومياً معظمهم من النساء والأطفال.
وأضاف أشتية في كلمة بمستهل اجتماع حكومة تسيير الأعمال، أمس الإثنين: إن الجريمة الإسرائيلية تتكشف يومياً بمزيد من الصور الفظيعة لما يرتكبه جنود الاحتلال، وتشتد وطأة التجويع الذي لا يعالَج فقط بإسقاط الوجبات، بعضها يسقط في البحر، والآخر يتحول إلى أداة لقتل الجوعى بسبب أخطاء في الإنزال.
وأشار إلى أن الحل الأسهل والأكرم للجوعى هو وقف الجريمة أولاً، وإيصال المساعدات عبر المعابر والموانئ بإشراف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا»، فإذا كان الهدف تقديم المساعدات، فإن هناك خمسة معابر توصل إلى غزة، يمكن إيصال المساعدات عبرها خلال ساعات، بدل الانتظار لثلاثة أيام في البحر.
وطالب أشتية الصليب الأحمر الدولي، بزيارة المعتقلين والمعتقلات في السجون الإسرائيلية، مبيناً أن ما يجري في تلك السجون من وحشية يتطلب تدخلاً عاجلاً لوقفها، وكبح نزعة الانتقام التي تتلبس السجّانين بعمليات تنكيل وتعذيب، وقال: «لقد استقبلت قبل أيام عدداً من الأسرى المفرج عنهم، وسمعت منهم روايات حول التعذيب والقمع لم يحصل مثلها في التاريخ المعاصر، أدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية حول ما يجري للأسرى في سجون الاحتلال».
وتابع أشتية: يأتي شهر رمضان هذا العام، على حين يتضور أهلنا في قطاع غزة جوعاً، وينزفون دماً بجرائم الإبادة التي تتواصل بلا هوادة، نتطلع إلى تدخل محكمة العدل الدولية لوقف تلك الجرائم المروعة، وندعو إلى أن تكون أيام الشهر الفضيل أيام تتوقف فيها هذه الجرائم ويتوقف خيط الدم النازف، وأن تكون مناسبة لإنقاذ الجوعى والمرضى من الخطر الذي يفتك بهم.
وجدد أشتية مطالبته حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الأموال المحتجزة التي بلغت أكثر من مليار دولار، وهي الخصومات التي تدفع للأسرى والشهداء، واستطرد أشتية: «لمناسبة يوم الجريح الفلسطيني الذي يصادف يوم الثالث عشر من هذا الشهر، نتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين والجرحى من ضحايا جرائم الإبادة، وضرورة العمل على نقلهم إلى خارج القطاع لتقديم العلاج اللازم لهم، والعمل على إدخال المستلزمات الطبية لما تبقى من مستشفيات القطاع، وإعادة تشغيل هذه المستشفيات التي خرجت عن الخدمة، أدعو إلى تكريم الجرحى والمصابين في يوم الجريح الفلسطيني».
في الأثناء، أكدت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين أن حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء.
وأوضحت اللجنة في بيان أمس أوردته وكالة «وفا» أن الكارثة الكبيرة التي يعيشها الفلسطينيون يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي «المتواطئ» و«مؤسساته المسلوبة الإرادة التي تقاعست عن حماية أهالي القطاع وسمحت بتشريدهم وهدم منازلهم وتجويعهم وقتلهم».
وحذرت اللجنة من تصعيد الاحتلال ومستوطنيه اعتداءاتهم في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الدينية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، إضافة إلى انتهاكاتهم بحق المصلين وتقييد وصولهم إلى الحرم القدسي الشريف.