رياضة

من يتكل على زاد الآخرين يطل جوعه!

| غانم محمد 

حاولتُ قدر الإمكان ألا أنزلق إلى ردّات فعل تُحسب عليَ بعد خسارة الأولمبي أمام قطر وخروجه من الدور الأول في بطولة آسيا تحت 23 عاماً، ونجحتُ إلى حدّ ما في هذا المسعى، ولن أعود إلى مشاركة منتخبنا الأولمبي في الدوحة إلا من باب تأكيد ما كنّا ندافع عنه من قناعات كروية ملخصها أننا في كرة القدم السورية نعمل دون إستراتيجيات واضحة ومن دون معايير ثابتة ولا نمتلك من مقومات هذه اللعبة سوى حبّنا لها، وما يُرسم للكرة السورية على مستوى اتحادها قد يتجاوزه فريق أحياء شعبية من حيث التنظيم والتدبير والتخطيط المستقبلي، وقبل أن يتهمنا البعض أو يردّ علينا نقول لو أننا فزنا وتأهلنا للدور الثاني لقفزنا بعواطفنا ووضعنا منتخبنا بأعلى من مكانه ولرسمناه حلماً تطرّزه الكلمات والمشاعر الجيّاشة.
هكذا نحن – وهذه من أسباب استمرار تخلفنا الكروي – لا نأخذ الأمور بموضوعية وعقلانية، ولكلّ منّا اصطفافه الذي يدافع عنه ولا يسمح لأحد أن يناقشه به، ولا أضع نفسي خارج هذه المنظومة المغلوطة ولا أستطيع أن أكون خارج محاولة الخروج منها ولكن لستُ متفائلاً ولا أستطيع أن أبعث فيكم التفاؤل، نصنع من الحبّة قبّة، فارتداء رئيس اتحاد الكرة «بيجامة» عليها شعار برشلونة هو سبب تراجع مستوى أولمبينا وخروجنا من الدور الأول، وصافرة خاطئة هي التي نقلتنا من فوق إلى تحت، والاعتماد على المحترفين غير المتجانسين سبب خسارتنا أمام إيران ولو أن المدرب لم يستدعهم أو لم يشركهم لرجموه و… إلخ.
للإنصاف، وحتى أستمر في صدقي أمام نفسي وقناعاتي فإني لست حزيناً على حصادنا في بطولة آسيا، بل أنا سعيد للغاية لأنه لو تأهلنا للدور الثاني لاستمرت الأخطاء في بنية كرتنا، أما وقد خسر المنتخب الأفضل لدينا وانكشفت كلّ عوراته، فهذا سيجبر اتحاد الكرة على التفكير جدياً بما هو جديد لحلحلة واقعنا الكروي وتغيير آلية التعامل مع منتخباتنا والتخلّي عن الأسلوب «الهروبي» واستمرار النوم تحت خيمة الأزمة وقلّة الإمكانات لأن هذه الحجج لم تعد مقبولة, وسيأتي السؤال يومياً لاتحاد الكرة: ماذا تفعل وأين تصرف مواردك؟ فبناء الكرة السورية أهم بكثير من عشرات قرارات الإيفاد التي تصدر عن المكتب التنفيذي أسبوعياً ولن تقوم لكرة القدم السورية قائمة ما لم تصرف على ذاتها لأن الذي يمنّي النفس بزاد الآخرين سيطول جوعه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن