قضايا وآراء

ما الانتخابات التمهيدية الأميركية؟

| دينا دخل الله

تتمتع الولايات المتحدة الأميركية بنظام سياسي فريد من نوعه، ربما تكون الدولة الوحيدة أو الأهم في العالم التي تعتمد النظام الرئاسي في حكمها، إضافة لبعض دول العالم الثالث، فقد حاول الآباء الأوائل عند صياغة الدستور الأميركي عام 1787 الوصول إلى سلطة مثالية تستفيد من الأخطاء الأوروبية التي كانت سائدة، لذلك اعتمدوا نظاماً معقداً اعتقدوا أنه يضمن الفصل بين السلطات. ومن أعقد مكونات هذا النظام هو النظام الانتخابي الذي لا يشبه أي نظام آخر في العالم.

يتألف النظام الانتخابي في الولايات المتحدة من قسمين الانتخابات التمهيدية للأحزاب والانتخابات العامة، لكن ما الانتخابات التمهيدية؟

تُعد الانتخابات التمهيدية مرحلة حاسمة لتحديد مسار المرشحين، فهي وسيلة لتحديد مرشحي الأحزاب الرئيسية، حيث يتنافس المرشحون للحصول على تأييد أعضاء حزبهم والمضي في مشوارهم نحو السباق الرئاسي، وتُعد هذه الانتخابات مناسبة مهمة للناخبين للتعبير عن تفضيلاتهم السياسية وتحديد الاتجاهات التي ينحو إليها الحزب.

على الرغم من أن الانتخابات التمهيدية تختلف في توقيتها وعملياتها باختلاف الولايات، إلا أن الهدف واحد وهو تحديد المرشحين الذين سيمثلون الحزب في الانتخابات العامة، ويشهد هذا الوقت من العام إثارة وتنافساً كبيرين، حيث يسعى كل مرشح إلى كسب دعم الناخبين وتحقيق نتائج إيجابية في التصويت.

تكمن أهمية الانتخابات التمهيدية في تحديد اتجاهات الحزب وتوجيهه نحو السياسات والقيم التي يرغب في تمثيلها، ويظهر الانقسام السياسي داخل الأحزاب في هذه المرحلة، حيث يتقاسم المرشحون وجهات نظر مختلفة حول القضايا الرئيسية التي تشغل تفكير الناخبين، كما يحدث الآن بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ومنافسيه في الحزب الجمهوري، والرئيس الحالي جو بايدن ومنافسيه الديمقراطيين.

يُتوقع أن تشهد الانتخابات التمهيدية اهتماماً خاصاً من الناخبين في هذا العام، حيث تشمل القضايا الرئيسية التي تؤثر في حياتهم اليومية، مثل الاقتصاد، والرعاية الصحية، والبيئة، ويتسابق المرشحون لتقديم رؤاهم حول كيفية التعامل مع هذه القضايا الحيوية وتحسين الحياة للمواطنين.

تعتبر الانتخابات التمهيدية مرحلة حيوية في رحلة الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يتحدد فيها مسار المرشحين نحو المنافسة النهائية، ويتعين على الناخبين أن يستفيدوا من هذه الفرصة للمشاركة في توجيه مستقبل بلدهم، واختيار الشخص الذي يعكس تطلعاتهم وقيمهم في الفترة الرئاسية القادمة.

اقتربت الانتخابات التمهيدية من نهايتها وتبلورت إلى حد ما أسماء المرشحين الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب، فبعد انتهاء الثلاثاء الكبير الذي كان الأسبوع الماضي، حيث صوت عدد كبير من الولايات في يوم واحد، أظهر ترامب تفوقه على المرشحين المتبقيــن في الحزب الجمهوري، وهذا ما أظهره بايدن أيضاً.

تنتهي الانتخابات التمهيدية بمؤتمر لكلا الحزبين يتم فيه إعلان الفائز في الانتخابات والذي سيكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية العامة، حيث يعقد الحزب الجمهوري مؤتمره العام بين 15 و18 تموز في مدينة ميلواكي في ولاية ويسكونسن، أما الحزب الديمقراطي فيقعد مؤتمره بين 19 و22 آب في مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي.

كاتبة سورية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن