عربي ودولي

مجازر الاحتلال متواصلة و«الصحة» الفلسطينية: الجوع يفتك بأهالي شمال غزة … «أونروا»: إسرائيل تحظر إدخال مساعدات منقذة للحياة.. «يونيسيف»: لا يمكن وصف الفظائع

| وكالات

على حين واصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر دامية وحرب التجويع التي يشنها بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أن إسرائيل حظرت إدخال مساعدات بالغة الأهمية، بينها أجهزة التنفس الصناعي وأدوية السرطان، إلى غزة، وأرجعت شاحنة مساعدات بسبب مقصات طبية، لتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن الفظائع التي يتعرض لها أطفال غزة لا يمكن وصفها، في وقت أعلنت فيها وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ158 إلى 31184 شهيداً إضافة إلى 72889 جريحاً وذلك حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس.
وحسب وكالة «وفا»، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أمس أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 8 مجازر في قطاع غزة، راح ضحيتها 72 شهيداً و129 جريحاً، وقالت: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ158 على القطاع ارتفع إلى 31184 شهيداً و72889 جريحاً، 72 بالمئة منهم أطفال ونساء، إضافة إلى استشهاد 27 جراء سوء التغذية والجفاف، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات جراء منع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
واستشهد أكثر من 36 فلسطينياً، وأصيب العشرات في وقت سابق أمس جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منازل في أحياء الزيتون والصبرة والشيخ عجلين بمدينة غزة ودير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع وخان يونس وسطه، كما استشهد صيادان بعد استهدافهما من زوارق الاحتلال خلال عملهما في البحر قبالة مخيم النصيرات.
وفي بيان آخر، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن قصف الاحتلال الإسرائيلي تجمعات الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية شمال قطاع غزة بات روتيناً يومياً يمارسه الاحتلال ويراه المجتمع الدولي على الشاشات، وأوضحت أن الجوع سيفتك بكل سكان شمال قطاع غزة، حيث المساعدات قليلة جداً ولا تكفي أحداً، وثمن وجبة منها قد يعني الموت المحقق، مشيرة إلى أن العالم سيشهد أكبر عدد من ضحايا الجوع خلال الأيام القادمة إن لم يتحرك اليوم لإنقاذ الفلسطينيين.
وقالت الوزارة: «أغيثوا سكان الشمال، لا تتركوهم فريسة الجوع والقصف والمرض، الأطباء سيموتون والتمريض هناك سيموت، وسيشهد العالم أكبر عدد من ضحايا الجوع خلال الأيام القادمة إن لم تتحركوا اليوم لإنقاذنا».
بموازاة ذلك، أكد المكتب الإعلامي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي يصر على استهداف الباحثين عن لقمة عيش أولادهم لسد جوعهم، ويمعن في سياسة تجويع أهالي القطاع ولاسيما في شماله الذي يعاني معالم مجاعة حقيقية في ظل انعدام تام لأغلبية المواد والسلع الأساسية وشح كبير في المساعدات.
وأوضح المكتب في بيان أمس أوردته وكالة «سانا»، أن قصف الاحتلال للفلسطينيين خلال انتظارهم صباحاً دخول المساعدات على دوار الكويت شمال القطاع أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء وعشرات الجرحى، مبيناً أن هذه الجريمة الجديدة ترفع أعداد الشهداء الذين قتلهم الاحتلال، وهم ينتظرون المساعدات في دوار الكويت وشارع الرشيد إلى أكثر من 400 شهيد و1300 جريح حتى الآن.
وأشار المكتب إلى أن قصف الاحتلال أهالي القطاع أثناء انتظارهم المساعدات يثبت زيف الأحاديث عن محاولات التخفيف من واقع المعاناة شمال القطاع، ويؤكد أن سياسة التجويع هي عنوان مخطط الاحتلال حالياً، إلى جانب ما يقوم به من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، مشدداً على أن رضوخ المجتمع الدولي لإملاءات الاحتلال وعدم جديته في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني عبر وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات هو ما يشجع الاحتلال على المضي قدماً في جرائمه.
علاوة على ذلك، أكد المفوض العام لأونرو فيليب لازاريني، أن إسرائيل حظرت إدخال مساعدات بالغة الأهمية -بينها أجهزة التنفس الصناعي وأدوية السرطان- إلى غزة، وأرجعت شاحنة مساعدات بسبب مقصات طبية، وذكر لازاريني في منشور عبر حسابه على منصة «إكس» أن جميع أهالي غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء، وأضاف «يأتي القليل جداً وتزداد القيود»، وأوضح أنه «تم إرجاع شاحنة محملة بالمساعدات، لأنها كانت تحتوي على مقصات تستخدم في مجموعات الأدوات الطبية للأطفال».
وأكد أن القائمة تشمل مواد أساسية ومنقذة للحياة، بينها أدوية التخدير والأضواء الشمسية وأسطوانات الأوكسجين وأجهزة التنفس الصناعي وأقراص تنظيف المياه وأدوية السرطان ومستلزمات الأمومة.
بدوره، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» ريكاردو بيريز: إنه لا يجد كلمات مناسبة لوصف الفظائع التي يتعرض لها أطفال غزة من مجاعة، ودعا إلى وضع حد للحرب لإنهاء الكابوس الذي يعيشه السكان، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع، وأضاف إن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من كارثة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة.
وفي وقت سابق، قالت «يونيسف» في بيان لها: «لقد أصبحت غزة مقبرة لآلاف الأطفال، إنها جحيم حي للجميع»، وأضافت إن «أكثر من 80 بالمئة من الأطفال في غزة يعانون فقراً غذائياً حاداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن