عربي ودولي

لافروف: النزاعات في الغرب تعرض أي دولة في العالم للعقوبات … بوتين: مستعدون لحرب نووية إذا تعلق الأمر بوجود دولتنا وسيادتها

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء أن الغرب يواجه حالة من العجز أمام وحدة الشعب الروسي، وأن روسيا ليست على مفترق طرق وإنما هي تسير على الطريق الإستراتيجي لتنميتها ولن تنحرف عنه، في حين أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن النزاعات التي يعاني منها الغرب قد تؤدي إلى حقيقة مفادها بأن أي دولة في العالم معرضة لفرض العقوبات عليها.

وقال بوتين في مقابلة على قناة «روسيا1» ووكالة «نوفوستي»: إن بلاده مستعدة لحرب نووية إذا تعلق الأمر بوجود الدولة الروسية أو إلحاق الضرر بسيادتها واستقلالها، مستبعداً رغم ذلك الصدام النووي المباشر مع الولايات المتحدة أو غيرها من الدول الغربية.

وأضاف: إن الثالوث النووي الروسي متقدم أكثر بكثير والمكون النووي بأكمله لدينا أكثر حداثة من أي بلد آخر ورغم تكافؤ روسيا وأميركا في مجال الرؤوس النووية ووسائل نقلها إلا أن نظامنا أكثر حداثة والجميع ولاسيما المتخصصون يعرفون ذلك، مشيراً إلى أن «روسيا ملتزمة بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية»، ومع ذلك لم يستبعد إجراء التجارب النووية إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك في إطار تطوير مكونات الثالوث النووي.

وأكد الرئيس الروسي أن تدخلاً أميركياً مباشراً في أوكرانيا أمر مستبعد، قائلاً: في الولايات المتحدة هناك متخصصون في مجال ضبط النفس الإستراتيجي، ثم إن الرئيس الأميركي جو بايدن من أتباع المدرسة السياسية التقليدية، وتدرك واشنطن أن إرسال أي قوات إلى أوكرانيا هو تدخل عسكري مباشر ونحن مستعدون لذلك.

وأكد بوتين أن موسكو مستعدة لأي مفاوضات لحل سلمي للنزاع في أوكرانيا، على ألا تكون هذه المفاوضات فرصة للعدو لإعادة التسلح، لأننا أولاً مهتمون بأمن روسيا الاتحادية وسننطلق من هذا في أي مفاوضات لحل هذا النزاع وكل النزاعات على أساس الحقائق التي تطورت على الأرض وخاصة في أوكرانيا.

وقال بوتين: على النخب الغربية الاستعداد لنهاية حفل مصاصي الدماء بعد اعتيادها لقرون على نهب خيرات الشعوب، ورغبتها القوية في بقاء الوضع الراهن من انعدام العدالة في الشؤون الدولية.

وشدد بوتين على أن سعي الدول الغربية للقضاء على روسيا من خلال إلحاق هزيمة إستراتيجية بها في ساحة المعركة منذ بداية العملية العسكرية الخاصة فشل، حيث أصابهم العجز رغم اعتمادهم على قوة الولايات المتحدة، قائلاً: باتوا مدركين أنه من المستحيل الوقوف في وجه وحدة الشعب الروسي وأمام استقرار النظام المالي والاقتصادي الروسي وركائزه الأساسية وأمام القدرات المتنامية للقوات المسلحة الروسية.

وأوضح بوتين أنه «لو تخلت روسيا اليوم عن شعبها في دونباس ونوفوروسيا ستتضاعف الخسائر غداً عدة مرات ولن يكون للأطفال الروس مستقبل»، لافتاً إلى ضرورة دعم المناطق الروسية الجديدة بالعمل لنقلها إلى المستوى الروسي العام من خلال «توظيف الاستثمارات هناك لتحديث كل سبل الإنتاج والحياة، وتوفير ظروف المعيشة والعمل للناس بشكل جديد مختلف تماماً، كذلك دعم مجالات النشاط التقليدية والمجالات الجديدة التي تتناسب مع كل من هذه المناطق».

وحول الانتخابات الرئاسية الروسية، أشار بوتين إلى أن «روسيا لن تتسامح مع التدخل في شؤونها الداخلية، ولن تسمح بالتدخل في عملياتها السياسية الداخلية»، مبيناً أنه لا يرغب في المقابل بالإدلاء بأي تعليق حول الانتخابات الأميركية، قائلاً: أعتقد أن هذا واضح تماماً للجميع، لا يمكن للنظام السياسي الأميركي أن يدعي أنه ديمقراطي بكل ما للكلمة من معنى.

وكشف الرئيس الروسي أنه قبل أربع سنوات سأله دونالد ترامب عندما كان رئيساً للولايات المتحدة الأميركية خلال إحدى المحادثات «هل تريد أن يفوز جو بايدن النائم، معتبراً أننا ندعم بايدن ثم ادعت الإدارة الحالية أننا دعمنا ترامب وبعدها تعرض لاضطهاد ومحاكمة»، موضحاً أن «جو بايدن تدخل في الشؤون الروسية وحاول ثنيه عن الترشح للرئاسة الروسية خلال زيارته لموسكو عام 2011».

ورداً على سؤال حول إمكانية التوصل إلى «معاهدة صادقة» مع الغرب قال بوتين إنه لا يثق بأحد ولكن روسيا تحتاج إلى ضمانات مكتوبة، مؤكداً أنه «لن نفعل أي شيء لا يتوافق مع مصالح بلادنا».

وفيما يخص انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، اعتبر بوتين أن ذلك «كان خطوة عديمة المعنى لم تعزز أمنهما»، مؤكداً أنه «بعد الآن سننشر قوات وأسلحة روسية قرب حدود فنلندا».

في غضون ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن النزاعات التي يعاني منها الغرب قد تؤدي إلى حقيقة مفادها بأن أي دولة في العالم معرضة لفرض العقوبات عليها، وقال لافروف في كلمة أمس الأربعاء خلال اجتماع مجلس أمناء صندوق دعم الدبلوماسية العامة المسمى باسم غورتشاكوف في موسكو: إن المعاناة التي يعيشها الغرب الجماعي الآن قد تؤدي إلى حقيقة أنه في أي لحظة قد تجد أي دولة نفسها تحت وطأة هراوة العقوبات غير القانونية.

وأضاف لافروف: إن الدول الغربية تظل مهووسة بهزيمة روسيا كما يتضح من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إرسال قوات الناتو إلى أوكرانيا، حيث إن الغرب الجماعي دمر نظام الأمن الأوروبي بالكامل وأصبح مهووساً بفكرة إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا.

وشدد لافروف على أن الخط العدواني ضد روسيا الاتحادية هو جزء من مسار الغرب وجزء من جهوده لتقييد العملية الموضوعية لإرساء الديمقراطية في نظام العلاقات الدولية برمته، مشيراً إلى أنهم في الغرب يدركون جيداً أن هذه القضية بالذات يتم حلها في أوكرانيا.

واعتبر لافروف أن مجموعة «بريكس» يمكنها أن تحفز آليات عادلة حقاً لتنظيم العلاقات الدولية فضلاً عن العمل كمنسق محتمل لعمليات التكامل في المناطق المختلفة، مشيراً إلى جانب عمليات التكامل الإقليمي التي تتكثف بشكل ملحوظ وتسعى بشكل متزايد إلى فهم آفاق تنميتها الاقتصادية بشكل مستقل وفي الوقت نفسه تتطور عمليات التكامل أيضاً على المستوى العالمي.

وأوضح لافروف أن مجموعة «بريكس» هي بالفعل رابطة عالمية حقيقية ويمكن أن تكون محفزاً للجهود الفعالة لمصلحة آلية عادلة ومتساوية حقاً أو حتى آليات لتنظيم العلاقات الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن