قاتل اللـه البرد!!
| محمد حسين
كما هي العادة في الشتاء تتدنى الحرارة وتهطل الأمطار وهذه السنة لم تشذ عن القاعدة فالحرارة هذه الأيام في حدودها الدنيا المعتادة، فالشتاء في موعده المعتاد ناء بكلكله الثلجي فوق كاهلنا وحل الصقيع ضيفاً ثقيلاً غير مرحب به فلا مازوت للتدفئة ولا حطب لكي نوقد ناره في مواقدنا فأين المفرّ؟!
قاتل اللـه البرد!! فهو أصل كل داء كما تقول جداتنا فكيف نتقيه وكيف نحصن أطفالنا من غدره!!
وكيف سنقنعهم أن نعمة الشتاء ليست نقمة تقشعر لها أبدانهم الغضّة؟!
هو الشتاء يأتي في موعده تماماً ولكننا لم نتحضّر له ومن فاز بمئة ليتر من المازوت أنفقها في المنخفض السابق وما قبله فكيف سيتدبر أمره الآن.. فالكهرباء إن أتت لا يمكن الركون لدفئها فهي لا تلبث أن تنقطع في موعد التقنين القريب وكذلك تجاوز سعر طن الحطب قدرتنا على الشراء فتحمر خدودنا خجلاً من رؤية عيون أطفالنا.. فالكبار بمقدورهم التعامي عن شعورهم بالبرد وربما حماية أنفسهم باللباس السميك والأغطية السميكة لكن ما الذي يمكن للأطفال أن يفعلوه في رحلة ذهابهم للمدرسة وعودتهم منها وفي جلوسهم لكتابة فروضهم المدرسية؟!
قد يقول قائل لا حل إلا بمدافئ الغاز ولكن هل الغاز متوافر وكم تكفي جرة الغاز في المدفئة ومن أين يمكن العثور على الجرة اللاحقة؟!
هو البرد أصل كل علة والإنفلونزا بالانتظار وأطفالنا لا بد لهم من فاكهة الشتاء لكي يصبحوا بأمان ولكن كيف السبيل إليها؟!
كلنا يعرف أن الأزمة طاحنة ودامية ولكن هل فكرت الحكومة بنا وبشتائنا القارس الذي لا يرحم، أم هي الأخرى اكتفت بلعن البرد كما فعلنا ونفعل!!