سلافة معمار «سكر» مسلسل «ولاد بديعة».. براعة في الأداء والاختيار للتماهي مع الدور وتقديم شيء من روحها فيه

تخطف النجمة السورية سلافة معمار الأنظار إليها منذ عرض الحلقات الأولى من مسلسل «ولاد بديعة» تأليف الثنائي علي وجيه ويامن الحجلي، وإخراج رشا شربتجي، الذي تعود فيه إلى الدراما الاجتماعية الواقعية التي لطالما تألقت بها وصنعت من خلالها بصمة مميزة جعلت من اسمها جواز عبور لأي عمل إلى قلوب الجماهير.

حيث تطل بشخصية الراقصة «سكر» الفتاة الشعبية التي تنشأ في ظروف صعبة تجعل منها امرأة صلبة وقوية ومشاكسة، مجبولة من الحاجة إلى المال والاستقرار والأمان، حيث تسعى للحصول عليها بشتى الطرق والأساليب من دون أن تنسلخ عن جذورها وعاطفتها، فتدافع عن حقها وحق أخويها غير الشقيقين وترد الصاع صاعين لكل من يحاول اعتراض طريقهم.

سكر العمل

تجسد سلافة خلال هذا العمل حالة مركبة لامرأة تجتمع فيها العديد من التناقضات بين الخير والشر والقسوة والطيبة، وتطوع أدواتها بمهارة لتتلون مع حالات شخصيتها المختلفة التي سرعان ما تصطدم قوتها وجبروتها بعاطفتها وغريزتها للأمومة وتأسيس حياة هانئة في كنف أسرة دافئة تعوض فيها النقص الذي عاشته في طفولتها.

فعلى الضفة المقابلة للمرأة الصلبة التي تقف في وجه الحياة نداً لند تظهر المرأة الطيبة والعطوف التي تغالبها الدموع في كل مرة تتحدث فيها عن حلمها المنشود الذي أفنت حياتها في بيئة قد لا تشبه جوهرها بالمطلق في سبيل الحصول عليه.

تبرع في التماهي مع الدور وتهيم عليه بإبداعها وروحها المميزة التي أضافت له الكثير من الخفة والطرافة فجعلتها من الشخصيات المحببة للجماهير، ناهيك عن جمالها الجريء والخاص الذي أضفى الكثير من المنطقية على أدائها، فكان لها من اسمها نصيب، وكانت «سكر» التي تحلي ظلم الواقع الذي يصوره العمل.

شخصية مناقضة

ومنذ الإطلالة الأولى لـ«سكر» حصدت النجمة سلافة معمار أصداء إيجابية واسعة من الجمهور الذي أشاد بذكائها الفني ودقة اختياراتها، وخاصة أن هذه الشخصية جاءت مباشرة بعد « أسيل» التي تألقت فيها بالمسلسل المعرب «الخائن» طوال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث تجاوزت فخ النمطية والتكرار الذي سبق وغرق فيه غيرها من الفنانين.

فاتجهت مباشرة إلى شخصية مناقضة تماماً لـ«أسيل» صاحبة الإطلالات الهادئة والكلاسيكية لتظهر بشعر طويل ولباس جريء ومكياج صارخ يلائم البيئة والشريحة التي تمثلها، لتؤكد من جديد أنها فنانة على مستوى عال من المهارة، تعرف كيف تبدل جلدتها لتعزف على وتر الأدوار والشخصيات التي تجسدها فتتناغم معها إلى أبعد الحدود لترسي بها على شاطئ النجاح المحتم.

شراكة مميزة

يعتبر «ولاد بديعة» تجديداً للشراكة المميزة التي جمعتها بالمخرجة رشا شربتجي منذ سنوات طويلة، وأخرجت كل ما فيها من قدرات ومكنونات، كما أبرزت جرأتها على أداء الشخصيات المعقدة والمركبة بدءاً من «نضال» في مسلسل «أشواك ناعمة» صاحبة الشخصية الذكورية، و«بثينة» في «زمن العار» الفتاة البسيطة التي تفني حياتها لخدمة عائلتها، بالإضافة إلى «غريتا» في «تخت شرقي»، وصولاً إلى الأم المتزنة والرصينة «أم العز» التي جسدتها في «حارة القبة».

هذا التفرد والتميز ليس بالجديد على سلافة التي خطت مسيرتها الفنية منذ البداية بالعديد من الأدوار والشخصيات التي صقلت خبرتها وجعلتها تحسب خطواتها القادمة بتأن وحنكة لتبقى نجمة ساطعة في سماء الفن السوري الذي لطالما أطلق مبدعين مثلها حري بنا أن نفخر بأسمائهم.