رياضة

المعلومة الرياضية (الضالة)!

| غانم محمد

غالباً ما نقف (حيارى) حين نريد أن نقدّم معلومة (كاملة الأوصاف)، فنبدو وكأننا باحثون عن إبرة في كومة قشّ!

ونقفز أكثر فوق الواقع، عندما نريد تجيير هذه المعلومة لتخدم فريقاً نحبّه ونريد أن (تلمع) أرقامه أكثر مما هي في الحقيقة!

لن أورّط نفسي في أي تفاصيل، لأني لا أدّعي امتلاكي (كل المعلومة)، وهذا نقصٌ يعاني منه معظم من يعمل في الإعلام، لا لـ (عيب) فيه، وإنما لشحّ المعلومات الموثقة، ولقلّة مصادر المعلومات، من دون أن ننكر جهداً متميزاً قام به بعض الزملاء، ومازالوا مستمرين في بحثهم، وفي مقدمتهم، الزميل محمود قرقورا الذي أغنى المكتبة الرياضية المحلية بعديد المؤلفات (المتعوب عليها)….

المشكلة باختصار، أنه لا توجد بنوك معلومات خاصة بالرياضة السورية، ومن قرر أن يفعل ذلك دخل في (خلاف) مع غيره ممن حاولوا المحاولة نفسها، والمطلوب هو أن تكون هناك جهة ما، تأخذ على عاتقها، وبالتعاون مع مختصين، حسم هذه الأمور، وتوحيدها، وتوحيد معايير إنشائها، ومن ثم اعتمادها بقرار رسمي يلغي كل ما قبله.

تابعنا في فترات سابقة اختلافاً بالمعلومة حول من هو أكثر اللاعبين تسجيلاً في الدوري السوري، ومن هو الهداف التاريخي للمنتخب السوري، وأي حارس حافظ على نظافة شباكه لفترة أطول، ومن هم هدافو الدوري السوري في بعض المواسم، وهل (البلاي أوف) الذي كان يحضر في بعض السنين جزء من الدوري أم لا، وغير ذلك من التفاصيل، التي حوّلت جزءاً كبيراً من عملنا الإعلامي إلى (مواضيع إنشاء) هرباً من معلومة لا نثق كثيراً بدقتها!

إزاء هذا الواقع، أدعو من يمتلك المعلومة الدقيقة إلى وضعها في متناول الجميع من دون أنانية، وبالأدلة التي تحتاجها، ومن لا يمتلك هذه (الأدلة) أن يتحفّظ على معلومته، حتى لا تنتشر وتضيف بنداً من بنود الحيرة والتشتت.

بكل أسف، وحتى حين العودة إلى الصحف القديمة نرى المعلومة غير مكتملة، وبحاجة إلى ما يزيد من وثوقيتها، وكما أسلفنا فلا مجال لتصحيح هذا الواقع إلا بالتقاء الجهود في هذا المضمار، وتقديم خدمة جليّة للمتابعين وللمختصين أيضاً، وأن يتمّ ذلك بدعم وتمويل من الاتحاد الرياضي، لأن المسألة ليست مقتصرة على كرة القدم، وإنما في كل الألعاب.

لا نريد أن نتعامل مع أي معلومات (منحازة)، والشكر موصول سلفاً لمن يتصدّى لمثل هذه المهمة الكبيرة والضرورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن