الجيش يواصل تقدمه بالقلمون.. وطائرات التحالف تقتل إرهابيين من النصرة في ريف حلب…داعش يجتاح تدمر
فيما يشكل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي وعلى مرأى أعين العالم أجمع الذي لم يحرك ساكنا، تمكن تنظيم داعش الإرهابي من التسلل إلى مدينة تدمر الأثرية، أعرق مدنية تاريخية في العالم، بعد معارك عنيفة مع الجيش العربي السوري ومجموعات الدفاع الشعبية اللذين أمنا خروج الأهالي من المدينة.
وفي التفاصيل نقلت وكالة «أ.ف.ب» للأنباء عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض» أن «هناك سيطرة شبه كاملة لتنظيم داعش على تدمر»، إلا أنه أشار إلى أن التنظيم لم يدخل سجن تدمر (شرق المدينة) ومقر المخابرات العسكرية في غربها اللذين توجد فيهما أعداد كبيرة من جنود الجيش.
وقبل ذلك نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري: أن هناك «اشتباكات عنيفة في الحي الشمالي لمدينة تدمر ومجموعات الدفاع الشعبية تتصدى لمحاولات داعش التسلل لباقي أحياء المدينة»، في حين نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني: أن مسلحين من التنظيم دخلوا إلى الجزء الشمالي من المدينة، موضحاً أن مسلحي التنظيم «دخلوا إلى عمق معين ضمن الحي الشمالي للمدينة»، ومشيراً إلى «أن القتال يجري في عدد من الشوارع».
وحول احتمال وصول مسلحي التنظيم إلى المدينة الأثرية، أجاب المصدر: إنها «حرب شوارع ومن الصعب تحديد خطوط التماس»، مؤكداً أن «جميع الاحتمالات مفتوحة».
في الأثناء ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن قوات من الجيش والدفاع الشعبي أجلت المواطنين من المدينة بعد تسلل مجموعات من مسلحي داعش إليها، وفي خبر لاحق قال التلفزيون السوري إن «قوات الدفاع الشعبي انسحبت من أحياء تدمر بعد تأمين خروج معظم سكانها المدنيين منها».
ونقل التلفزيون الرسمي عن المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم قوله إن «تدمر مدينة عالمية والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية لحفظ تدمر وآثارها من تنظيم داعش الإرهابي، لكنه متقاعس حتى الآن».
كما أعرب عبد الكريم في تصريحات أخرى لوكالة الأنباء الفرنسية عن قلقه حيال مصير المعالم الأثرية في جنوب غرب المدينة المعروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة والمدرجة على لائحة التراث العالمي، وقال: «يكفي أن تتمكن خمسة عناصر من التنظيم من الدخول إلى المعالم كي يدمروا كل شيء»، مناشداً المجتمع الدولي للتحرك من أجل حمايتها، وموضحا أن «مئات التماثيل والقطع الأثرية تم نقلها من متحف تدمر إلى أماكن آمنة»، لكن القطع المعلقة على الجدران وتلك التي يصعب حملها بقيت هناك.
بدورها أبدت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» ايرينا بوكوفا «قلقها الشديد» إزاء دخول داعش الأحياء الشمالية من المدينة، ودعت إلى وقف «فوري» لإطلاق النار هناك.
إلى ريف العاصمة وبحسب وكالة «سانا»، أعلن مصدر عسكري «إحكام السيطرة الكاملة على جبل شميسة الحصان وقرنة الطويل وقرنة المش وعقبة الفسخ في جرود فليطة»، وذلك بعد أسبوع واحد من القضاء على آخر تجمعات التنظيمات الإرهابية التكفيرية في جرود رأس المعرة وتلة موسى الإستراتيجية.
على خط موازٍ، قتل ثمانية إرهابيين وأصيب أربعة آخرون من إرهابيي «النصرة» إثر استهدافهم برمايات نارية من قبل الجيش بعد رصد تحركاتهم في خان الشيح بالريف الجنوبي الغربي لدمشق.
وفي شمال شرق البلاد، نقلت «رويترز» عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض قوله: إن ضربات جوية شديدة نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شمال شرق سورية قتلت 170 على الأقل من مسلحي داعش في غضون 48 ساعة خلال هذا الأسبوع.
على خط مواز قال المرصد المعارض بحسب «أ.ف.ب» إن «ما لا يقل عن 15 مقاتلاً من جبهة النصرة، أغلبيتهم من الجنسية التركية، لقوا مصرعهم أمس جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقرين لجبهة النصرة في قرية التوامة في الريف الغربي لمدينة حلب».