لم يسلم «خبز رمضان» أو المعروك الرمضاني عموماً من غلاء الأسعار، لتضربه موجة الجنون السعري كما باقي مواد المعجنات والحلويات بشكل عام.
«الوطن» رصدت غياب «العجقة» عند باعة مأكولات رمضان في عدد من أسواق اللاذقية مع بداية الشهر الفضيل، والسبب كما يقول عدد من المواطنين يعود لارتفاع سعرها بشكل مضاعف عن العام الماضي، ليصبح سعر المعروكة السادة قياس صغير 15 ألف ليرة أما المحشية فيتراوح سعرها بين 25– 50 ألف ليرة حسب الحجم ونوع الحشوة.
وبحسبة بسيطة فإن أي عائلة مكونة من 5 أشخاص كانت تشتري حسب الطقوس الرمضانية عدة قطع معروك يومياً وربما قطعة لكل فرد، أما حالياً فيتم شراء قطعتين على الأكثر وتقسيمها بشكل قطع صغيرة على أفراد الأسرة، بما يكلف نحو 25 ألف ليرة بإجمالي 750 ألف ليرة شهرياً! أي ضعف راتب أي موظف من ذوي الدخل المحدود ما جعل المعروك يقتصر على العوائل متوسطة الحال بتقنين مرة أسبوعياً أو مرتين فقط خلال شهر الصيام.
وذكر عدد من باعة المعروك وخبز رمضان لـ«الوطن»، أن ارتفاع الأسعار يعود لارتفاع مكونات الإنتاج بشكل لا يصدق، مع تضاعف سعر السكر خلال العام الحالي عن الذي يسبقه وكذلك الأمر للتمور والقشطة والشوكولا والطحين والغاز! مشيرين إلى أن الإقبال على شراء المعروك تراجع بشكل كبير وبات صاحب المحل يبيعه كقطع صغيرة لتوفير الأعباء الـمادية عن الزبون ولتستمر حركة البيع عنده لعدم قدرة المستهلك على شراء القطع الكبيرة يومياً.
وبالعودة إلى أمين سر جمعية الحلويات والمعجنات في اللاذقية باسم حاج ياسين فقد أكد لـ«الوطن»، أن غلاء المواد الداخلة في إنتاج معجنات رمضان تسبب بارتفاع سعرها مبيناً أن الإقبال على الشراء ضعيف جداً هذا العام خلال الشهر الكريم.
وأشار حاج ياسين إلى أن سعر كيلو السكر يزداد بين الحين والآخر إذ أصبح اليوم (عند إعداد المادة) 15 ألف ليرة بعد أن كان قبل 24 ساعة بسعر 14 ألف ليرة، ليزداد سعر الشوال «50 كيلو» 50 ألف ليرة، وكذلك الأمر بالنسبة للتمر «السيوا» والشوكولا، موضحاً أن سعر كيلو الجوز كان قبل أيام 125 ألف ليرة، وحالياً 140 ألف ليرة، وأما الشوكولا «عبوة 5 كيلو» يبدأ سعرها من 540 ألف ليرة، والسمنة «زنة 16 كيلة تبدأ بسعر 540 ألف ليرة، والزبيب يبدأ بـ125 ألف ليرة، السيوا يبدأ أرخص نوع بسعر 15 ألف ليرة، ويرتفع كلما ارتفعت الجودة.
وبيّن بأن سعر مبيع المعروكة المحشية ما بين 25– 50 ألف ليرة حسب الحجم ومنها 40 سم، وغير المحشية 15 ألفاً بنسب زيادة تتراوح بين 20- 25 بالمئة، في حين أن خبز رمضان لم يتغير سعره سوى بنسبة بسيطة ولا يزال يباع ما بين 1500– 2500 ليرة حسب الحجم، بزيادة لا تتجاوز 5- 10 بالمئة عن العام الماضي.
وذكر أمين سر الجمعية أن بعض المنتجين يبيعون من دون مربح للاستمرار بالعمل لا أكثر، ومنهم من يبيع بنسب قليلة مع الإقبال الضعيف، منوهاً بأن الجمعية تضم نحو 438 عضواً منتسباً خلال العام الجاري.