عربي ودولي

في «طوفان رمضان».. مقاومو نابلس وقلقيلية يشتبكون مع الاحتلال … الاحتلال ينسحب تحت غطاء مدفعي من شمالي خان يونس جارّاً أذيال خيبته

| وكالات

بعد انسحابه من مدينة حمد قبل أيام، تابع الاحتلال الإسرائيلي انسحابه من شمالي المدينة، وسط مواصلة المقاومة اشتباكاتها الضارية مع قوات الاحتلال في مدينة الزهراء والمغراقة، مكبّدة إياه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بينما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول 2023 تكثيف عمليات اقتحاماتها لمناطق متفرقة في الضفة الغربية، تحسباً من «طوفان رمضان» المتوقع، على حين طالبت الخارجية الفلسطينية أمس مجلس الأمن بقرار يلزم الاحتلال بوقف عدوانه على القطاع.
وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس السبت من شمال مدينة حمد في خان يونس، جنوبي قطاع غزة تحت غطاء مدفعي، في ظل ضراوة المعارك التي تخوضها المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول.
وأشار مراسل «الميادين» في غزة إلى أن المقاومة تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في مدينة الزهراء والمغراقة في المنطقة الوسطى للقطاع.
وتحتدم المعارك في خان يونس والزهراء، حيث أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أول من أمس الجمعة، استهداف مجاهديها ناقلة جند إسرائيليةً بعبوة «شواظ»، ومحيطها بقذيفة «TBG»، في مدينة حمد، إلى جانب استهداف دبابة «ميركافا»، بقذائف «الياسين 105» و«التاندوم».
وتمكّن مجاهدو «القسّام» من استهداف قوة إسرائيلية راجلة، مكوّنة من 4 جنود تقوم بنقل عدد من العبوات الناسفة إلى داخل أحد المنازل بقذيفة «TBG»، في مدينة الزهراء، الأمر الذي أدى إلى مقتل جميع أفراد القوة وتمزّيقهم أشلاءً.
كما استهدفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مستوطنة «سديروت» ومستوطنات منطقة غلاف غزة، برشقات صاروخية، عند «تاسعة البهاء»، بحيث أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوّت في الغلاف في ذلك التوقيت.
ومع استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، فاق عدد القتلى من «الجيش» الإسرائيلي 590 جندياً، منذ بدء «طوفان الأقصى»، باعتراف الاحتلال وإعلامه، على حين من المرجّح أن يكون العدد أكثر من ذلك بكثير.
بالتزامن تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول 2023 تكثيف عمليات اقتحاماتها مناطق متفرقة في الضفة الغربية، حيث اندلعت اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومقاومين فلسطينيين أثناء اقتحامها مدينتي نابلس وقلقيلية، في الضفة الغربية المحتلة، فجر أمس السبت، حيث واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها الليلية لمدن وبلدات الضفة تحسباً لـ«طوفان رمضان» المتوقع.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال استهدفت أثناء اقتحامها محيط البلدة القديمة في نابلس، فجر أمس، بإطلاق نار وعبوات ناسفة، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت وسط نابلس وحارتي الحبلة والفقوس بالبلدة القديمة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية شمالي الضفة من عدة محاور، وسيّرت دورياتها في أحيائها، بينما تحدثت وسائل إعلام محلية عن مواجهات اندلعت بين مقاومين وقوات الاحتلال المقتحمة للمدينة.
ونشرت قوات الاحتلال قنّاصة في عدة أماكن خلال اقتحام قلقيلية حيث كثفت اقتحاماتها للمدينة منذ تشرين الأول 2023، وخلال اقتحاماتها الأخرى، دهمت قوات الاحتلال منازل في بلدة إسكاكا شرقي «سلفيت».
وفي جنوب الضفة الغربية في الخليل، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع صوب مخيم العروب، كما اقتحمت بلدة بني نعيم شرقي الخليل، وسيّرت دورياتها عبر شوارعها.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد من اقتحام قوات الاحتلال لبلدة عرابة في مخيم جنين، حيث قامت باعتقال الشاب ثابت أبو عزيزة بعد اقتحام منزله.
وفي حي تل الرميدة في الخليل، أظهرت مشاهد بثّتها منصات محلية اقتحام مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين للحي، حيث قامت بالاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين.
وفجر أول من أمس الجمعة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدّة مناطق في الضفة الغربية، منفّذةً عمليات اعتقال طالت عدداً من الفلسطينيين.
وتبنّت كتائب شهداء الأقصى (شباب الثأر والتحرير- طولكرم)، عملية استهداف قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز «سنعوز» العسكري داخل مدينة طولكرم بالرصاص الكثيف.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، ارتفاع حصيلة الاعتقالات في الضفة والقدس إلى 7585 منذ السابع من 2023.
في غضون ذلك طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار ملزم لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه على قطاع غزة المنكوب، بما يضمن حماية المدنيين، وإدخال المساعدات لهم بشكل مستدام، وتحرير مليوني فلسطيني مدني من براثن أجندات نتنياهو الشخصية.
وحسب وكالة «وفا» قالت الخارجية في بيان، أمس السبت، إن نتنياهو يعترف مجدداً أنه يخوض معركة دبلوماسية مع العالم، للحصول على مزيد من الوقت، لتحقيق أهداف العدوان، ويواصل إطلاق التهديدات باجتياح مدينة رفح، من دون أن يطرح خطة واقعية لحماية المدنيين، وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.
وأوضحت أن النتيجة والهدف الأكبر لدى نتنياهو يتمحور حول إطالة أمد العدوان للبقاء في الحكم، هروباً من أسئلة اليوم التالي له، وجميع سياسته استعمارية عنصرية بامتياز، يسعى لتحقيقها على حساب المدنيين الفلسطينيين، وحياتهم، وآلامهم، ومستقبل وجودهم في أرض وطنهم.
وأشارت إلى أن نتنياهو يختطف أكثر من مليوني فلسطيني بأطفالهم، ونسائهم، ويستخدم حياتهم، وأرواحهم ورقة للمساومة والابتزاز السياسي، في محاولاته لامتصاص الضغوط الدولية والأميركية الداعية لوقف العدوان، أو حماية المدنيين، وتأمين حصولهم على احتياجاتهم، ويواصل التهديد بعملية عسكرية في رفح، ويصعد من قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، ويرتكب المجازر.
ولفتت الخارجية إلى أن نتنياهو بدأ القصف في رفح في ظل المناشدات الدولية، وصيغ التعبير عن القلق والتحذيرات من تعميق الكارثة، والمأساة الإنسانية، التي ستترتب على اجتياحها، تلك المواقف الضعيفة لا ترتقي لمستوى حجم الكارثة الإنسانية، وتبقى تعيد إنتاج العجز الدولي في حماية المدنيين، الذين قد يلجأ نتنياهو لقتلهم، أو تهجيرهم بالتدريج، وليس بعملية واحدة كبيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن