تواصل عمليات الاقتراع ونسبة المشاركة تجاوزت 57 بالمئة.. ومراقبون: شفافة ونزيهة … زاخاروفا: الغرب بذل جهوداً «جبّارة» لتعطيل الانتخابات الرئاسية الروسية

أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن الدول الغربية المعادية لروسيا حاولت بنشاط خلال السنة الأخيرة تعطيل الانتخابات الرئاسية الروسية، في حين تواصلت أمس في روسيا لليوم الثاني على التوالي عمليات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الجارية في البلاد في ظل إقبال ملحوظ من قبل المواطنين الروس للمشاركة فيها.
وانطلقت الانتخابات الرئاسية الروسية أول من أمس الجمعة وستستمر حتى اليوم الأحد، ويتنافس في هذه الانتخابات 4 مرشحين هم الرئيس فلاديمير بوتين مرشحاً مستقلاً، ومرشح «الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي» ليونيد سلوتسكي، ومرشح «الحزب الشيوعي الروسي» نيكولاي خاريتونوف، ومرشح «حزب الناس الجدد» فلاديسلاف دافانكوف، ويتجاوز عدد الناخبين 112 مليوناً في أراضي روسيا ويصل إلى نحو مليونين في الخارج.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أشارت زاخاروفا إلى أن الدول الغربية المعادية لروسيا حاولت بنشاط خلال السنة الأخيرة تعطيل الانتخابات الرئاسية الروسية قائلة: تحركات خصومنا المعادية لم تبدأ قبل أسبوع ولا حتى شهر، بل يبدو لي أنهم بذلوا كل ما في وسعهم خلال العام الماضي لتعطيل الانتخابات أو منع إجرائها، أو تشويه الانتخابات بمختلف الطرق.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الغرب نظم حملات تضليل ومارس نفوذه في الفضاء السيبراني من نشر وترويج محتويات مغرضة، إلى حظر تطبيقات المؤسسات والمنظمات الروسية على المنصات الرقمية، وهو ما «يعد عنصر تأثير في غاية الجدية، وأضافت: إنه لتحقيق هذه الأهداف تم أيضاً استخدام المعارضة المأجورة، التي تبين أن عناصرها إما من عملاء النفوذ، وإما مجرد مأجورين.
وقالت: لقد تم استخدام كل شيء، ولكن كل ذلك لم يساعد الغرب في تحقيق هدفه، لا شك في أن وحدة مواطني روسيا التي تظهرها الانتخابات الرئاسية الجارية في البلاد، تثير غضب وكراهية الغرب… اتحدت بلادنا في مواجهة التهديد الواضح، ولحل المشاكل التي تواجهنا، وهذا كله يثير غضب الغرب ويثير الكراهية والمشاعر العدوانية هناك.
وتواصلت أمس في روسيا لليوم الثاني على التوالي عمليات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الجارية في البلاد في ظل إقبال ملحوظ من قبل المواطنين الروس للمشاركة فيها.
أفادت لجنة الانتخابات المركزية الروسية، أمس السبت، بأن نسبة مشاركة الناخبين في الانتخابات الرئاسية الروسية في عموم البلاد بلغت 57 بالمئة حتى الساعة 15:13 بتوقيت موسكو.
أفادت اللجنة أول من أمس الجمعة بأن نسبة إقبال الناخبين في عموم البلاد تجاوزت 35 بالمئة خلال اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية الروسية، مشيرة إلى أنه «قد صوّت بالفعل أكثر من ثلاثة ملايين شخص عن بعد، وفي المجمل، يخطط نحو خمسة ملايين للمشاركة في الانتخابات بهذه الطريقة».
وأدلى المرشح الرئاسي، الرئيس الحالي، فلاديمير بوتين، بصوته في الانتخابات من خلال خيار التصويت الإلكتروني عبر الإنترنت في مكتبه بمقر إقامته بالقرب من موسكو.
وقالت رئيسة لجنة الانتخابات في موسكو، أولغا كيريلوفا أول من أمس: إن هناك أكثر من 700 مراقب دولي من 106 دول في مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية.
وعشية الانتخابات، أكد الرئيس الروسي أن المواطنين الروس يجب أن يعلنوا بـ«حزم إرادتهم وتطلعاتهم، ومشاركتهم الشخصية في مواصلة تنمية روسيا»، داعياً إياهم إلى التصويت بقوة في الانتخابات الرئاسية.
ومن جانبه أعلن مدير شركة «روس تيليكوم»، إيغور لابونوف، أن اليوم الأول من التصويت خلال انتخابات الرئاسية الروسية شهد تنفيذ أكثر من 90 ألف هجمة إلكترونية على منصة الانتخابات، مشيراً إلى أن مصدر الاختراق يأتي من أوكرانيا وأميركا الشمالية.
وقال لابونوف لوكالة «سبوتنيك»: بالطبع، وقع بالأمس عدد كبير جداً من الهجمات ومحاولات الهجوم على مواردنا حيث تم تنفيذ أكثر من 90 ألف هجوم إلكتروني على بوابات الانتخابات.
وأشار في حديثه إلى أنه «عندما نتحدث عن مثل هذا المستوى غير المسبوق من الهجمات السيبرانية، يجب أن نفهم أن الغرب الجماعي يقاتل ضدنا. نرى هجمات من أوكرانيا ومن عناوين في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية».
وأضاف لابونوف: هناك هجوم غير مسبوق تم تنفيذه أمس في الساعة 12:47 بتوقيت موسكو، حيث تم شن هجوم إلكتروني كبير على منصة التصويت الإلكتروني، وبلغت في ذروتها أكثر من 2.5 مليون نقرة في الثانية.
وفي جولات ميدانية لمراسل «سانا» في عدد من مراكز الاقتراع في العاصمة موسكو وضواحيها أكد عدد من المواطنين الروس أن الانتخابات تجري بطريقة شفافة وديمقراطية، مشيرين إلى أن للمواطن الحق في ممارسة حقه الانتخابي بأساليب تقنية مختلفة كالتصويت عن بعد عبر أجهزة الاتصالات الذكية أو عبر التجهيزات الإلكترونية أو بصورة ورقية في مراكز الاقتراع مباشرة، كما أن هناك فرقاً متجولة تصل إلى كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يتمكنون من الحضور إلى مراكز الاقتراع.
وفي تصريحات لمراسل «سانا» أكد عدد من الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم أهمية هذه الانتخابات، حيث قالت إحدى الناخبات: إنها مارست حقها الانتخابي اليوم لانتخاب رئيس لروسيا، مشيرة إلى أنها تعتبر هذه الانتخابات حدثاً مهماً يجب أن يشارك فيه جميع مواطني البلاد لأن لكل صوت أهميته لتحديد مستقبل الشعب جميعاً.
من جانبهم أكد عدد من المراقبين الأجانب المواكبين للانتخابات الروسية على مصداقية العملية الانتخابية الجارية وشفافيتها وطابعها الديمقراطي، مشيرين إلى أن الشعب الروسي يعبر من خلال هذا الاقتراع عن حبه لوطنه ورغبته بأن تكون روسيا أكثر قوة وازدهاراً.
من جانب آخر ندد نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي بالأكاذيب التي روجتها نائب الأمين العام للأمم المتحدة روز ماري ديكارلو حول تعذيب أشخاص في الأراضي الروسية، مذكراً إياها بمقتل صحفي أميركي في سجون النظام الأوكراني.
ونقلت وكالة «تاس» عن بوليانسكي قوله في جلسة لمجلس الأمن الدولي: «ما يثير أسفنا هو أن السيدة روز ماري ديكارلو التي توزع معلومات كاذبة حول التعذيب في الأراضي الروسية لم تجد الشجاعة لتتحدث عن مقتل الصحفي الأميركي غونزالو ليرا تحت التعذيب على أيدي سجانيه من نظام كييف».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الخارجية الأميركية مقتل الصحفي والمدون الأميركي غونزالو ليرا في السجن الأوكراني.