أكدت أن الدعم الدولي المستمر أمر بالغ الأهمية لتقديم الخدمات الاجتماعية الأولية الأساسية … «يونيسف»: ما يقارب 7.5 ملايين طفل يحتاجون إلى مساعدات إنسانية
| وكالات
أوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، أن ما يقارب 7.5 ملايين طفل سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، أكثر من أي وقت مضى، مشددة على أن الدعم المستمر لها من المجتمع الدولي أمر بالغ الأهمية لاستعادة الأنظمة اللازمة لتقديم الخدمات الاجتماعية الأولية الأساسية.
وقالت «يونيسف» في بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني بمناسبة مرور 13 عاماً على الحرب التي شنت على سورية (15 آذار): «يحتاج نحو 7.5 ملايين طفل في البلاد إلى المساعدة الإنسانية- أكثر من أي وقت آخر خلال النزاع، إن الدورات المتكررة من العنف والنزوح، والأزمة الاقتصادية المدمرة والحرمان الشديد، وتفشي الأمراض والزلازل المدمرة في العام الماضي، تركت مئات الآلاف من الأطفال عرضة لعواقب جسدية ونفسية اجتماعية طويلة المدى».
وأشار البيان إلى أن أكثر من 650 ألف طفل دون سن الخامسة يعاني سوء التغذية المزمن، بزيادة مقدارها نحو 150 ألف طفل في السنوات الأربع منذ عام 2019، ويتسبب سوء التغذية المزمن أو التقزم في أضرار لا يمكن عكسها للنمو البدني والمعرفي للأطفال، ما يؤثر في قدرتهم على التعلم، وإنتاجيتهم ودخلهم لاحقاً في سن الرشد.
وحسب البيان فإنه وفقاً لمسح أجري مؤخراً في شمال سورية (المناطق الخاضعة للاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية)، أبلغ 34 في المئة من الفتيات و31 في المئة من الفتيان عن ضائقة نفسية اجتماعية.
المديرة الإقليمية لليونيسف أديل خضر قالت وفق البيان: «في نهاية المطاف، يحتاج الأطفال إلى فرصة، كما أنهم بحاجة إلى حل سلمي طويل الأمد للأزمة، لكن لا يمكننا أن ننتظر حتى يحدث ذلك، في غضون ذلك، من الأهمية بمكان ضمان حصول الأطفال والأسر ليس فقط على الخدمات الأساسية ولكننا أيضاً نقوم بتزويد الأطفال بالمهارات اللازمة لبناء مستقبلهم».
وأضافت خضر: «إن الدعم المستمر من المجتمع الدولي أمر بالغ الأهمية لاستعادة الأنظمة اللازمة لتقديم الخدمات الاجتماعية الأولية الأساسية، مثل التعليم والمياه والصرف الصحي والصحة والتغذية والحماية الاجتماعية وحماية الطفل، وضمان عدم ترك أي طفل في سورية خلف الركب».
وتابع البيان: «لقد انخفض التمويل الإنساني إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، سواء داخل سورية نفسها أم للسوريين في البلدان المجاورة، وما يقرب من نصف الأطفال في سن الدراسة البالغ عددهم 5.5 ملايين طفل، نحو 2.4 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة، خارج المدرسة».
وبيّنت « يونيسف» في بيانها أنها في عام 2024، تحتاج إلى 401.7 مليون دولار أميركي لتوفير شريان حياة أساسي لـ8.5 ملايين شخص، بما في ذلك 5.4 ملايين طفل، حيث تتمثل أكبر متطلبات التمويل في مجالات المياه والصرف الصحي والصحة والتعليم، على حين لا تزال الحماية تمثل أولوية عالية.
وأشار البيان إلى أنه عام 2023، وصلت «يونيسف» إلى 15.8 مليون شخص، بما في ذلك 10 ملايين طفل، بالخدمات والإمدادات الأساسية في جميع أنحاء سورية، ومن بين الأشخاص الذين تم الوصول إليهم، كان هناك 5.6 ملايين شخص تأثروا بالزلازل، بما في ذلك 3.2 ملايين طفل، كما وصلت «يونيسف» وشركاؤها إلى أكثر من 3.1 ملايين شخص بخدمات التغذية الأساسية في عام 2023 في جميع أنحاء سورية، كما تم الوصول إلى نحو 560 ألف طفل بأنشطة الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي.
وفي المناسبة ذاتها أوضح المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون أن 16.7 مليون شخص في سورية يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن بيدرسون قوله في بيان: «عانى السوريون لفترة طويلة من العنف والدمار الذي لا يمكن وصفه، والذي أثر من دون تمييز على الصغار والكبار، والرجال والنساء، وجميع شرائح المجتمع».
ولفت بيدرسون، إلى أن الأزمة الإنسانية في سورية في تفاقم، مؤكداً أن هناك أكثر من 5 ملايين لاجئ يعيشون في الدول المجاورة، وأكثر من 7 ملايين نازح داخل سورية.
ودعا بيدرسون، «جميع أطراف الصراع إلى الوقف الفوري للعنف، والوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية»، من دون أن يشير إلى دور التنظيمات الإرهابية والاحتلال التركي والأميركي والعقوبات الغربية الأحادية الجانب في معاناة الشعب السوري وتردي وضعه الاقتصادي.