عربي ودولي

في اليوم 162 للعدوان.. الاحتلال شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي والأحزمة النارية … مسؤول أممي: ما عاد الأطباء يرون مواليد بحجم طبيعي وما يجري هناك كابوس

| وكالات

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ162 على التوالي، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية بحق المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 بالمئة من السكان، على حين أكد مسؤول في الأمم المتحدة، أن الأطباء ما عادوا يرون مواليد بحجم طبيعي في غزة، لافتاً إلى أن 180 امرأة يلدن يومياً في القطاع المدمر بينما يعانين الجوع والجفاف.
وفي التفاصيل استشهد أكثر من 80 مواطناً، وأصيب العشرات أمس، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في قصف إسرائيلي لعدة منازل، ومبان في مدينة غزة، ومخيم النصيرات، ومدينة رفح.
ونقلت وكالة «وفا» عن مصادر محلية، إن قوات الاحتلال قصفت بناية ســكنية مكونــة من 7 طوابق، وتؤوي نازحين قرب مستشفى الشــفاء في مدينــة غــزة، ما أدى لاســتشهاد ثلاثة مواطنين، وإصابة العشرات، وما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض، كما قصفت قوات الاحتلال منزلاً مأهولاً في شارع الجلاء بمدينة غزة، وإن هناك مفقودين.
وأشارت المصادر إلى ارتقاء خمسة شهداء على الأقل وإصابة آخرين، في استهداف قوات الاحتلال منزلا في حي التفاح بمدينة غزة، وإلى ارتقاء عدداً من الشهداء في قصف الاحتلال لمنزل في حي النصر بالمدينة.
وارتقى 36 شهيداً، أغلبيتهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون، في قصف طائرات الاحتلال منزل عائلة الطباطيبي غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، نقل عدد منهم إلى مستشفى شهداء الأقصى، في مدينة دير البلح المجاورة.
كما قصفت مدفعية الاحتلال عدة مواقع في بلدة بيت حانون شمال القطاع، وأطلقت قنابل الإنارة في سماء البلدة.
وفي مدينة رفح جنوب القطاع، قصفت قوات الاحتلال منزلاً مأهولاً في خربة العدس، ما أدى لاستشهاد 3 مواطنين، وإصابة آخرين.
وأكد المصادر أن قوات الاحتلال ارتكبت عدة مجازر في قطاع غزة، ارتقى فيها نحو 80 شهيداً عدا إصابة العشرات.
من جهتها أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» نقلاً عن إعلام فلسطيني إن الاحتلال شن غارات كثيفة على حي الزيتون بمدينة غزة شمالي القطاع وسط اندلاع اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال.
المركز الفلسطيني للإعلام أكد استشهاد الفلسطينية آمال أيمن أبو يونس بعد إطلاق زوارق الاحتلال النار تجاه خيام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة رفح، كما وصل جثمان الشهيد ياسر صالح إسماعيل (29 عاماً) من مدينة خان يونس إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح، إضافة إلى ارتقاء شهيدان بعد قصف الاحتلال مركبة مدنية في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة.
وأضاف «المركز»: ارتقى شهيد وأصيب خمسة مواطنين إثر استهداف الاحتلال أمس مجموعة من المواطنين شرق مدينة غزة أثناء جمعهم نبتة «الخبيزة» التي يتناولها المواطنون وسط الحصار الغذائي وحرب التجويع الإسرائيلية المستمرة».
في غضون ذلك أعلنت مصادر طبية فلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 31553 شهيداً حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول.
وأضافت المصادر ذاتها، إن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 73546 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 7 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 63 مواطناً، وإصابة 112 آخرين، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
إلى ذلك أكد مسؤول في الأمم المتحدة أن «الأطباء ما عادوا يرون مواليد بحجم طبيعي» في غزة، لافتاً إلى أن 180 امرأة يلدن يومياً في القطاع المدمر بينما يعانين الجوع والجفاف.
وقال مسؤول الأراضي الفلسطينية في صندوق الأمم المتحدة للسكان دومينيك آلن، في مؤتمر صحفي عبر الفيديو: «شخصياً، غادرت غزة هذا الأسبوع، وقد انتابني الخوف على مليون امرأة وفتاة في غزة، على 650 ألفاً (من الإناث) في سن الإنجاب، وخصوصاً على 180 امرأة يلدن كل يوم».
وأضاف «يروي الأطباء أنهم ما عادوا يرون مواليد بحجم طبيعي على العكس، وفي شكل مأسوي، فإنهم يرون عدداً أكبر من المواليد الذي يقضون بعيد ولادتهم»، متحدثاً عن نساء حوامل «أرهقهن الخوف والتنقل مراراً (من مكان إلى آخر) والجوع والتجفاف».
وأشار أيضاً إلى الافتقار لوسائل التخدير التي تحتاج إليها الحوامل ممن يخضعن لولادة قيصرية، مندداً برفض السلطات الإسرائيلية السماح بمرور شحنات مساعدة تابعة لبرنامج الأمم المتحدة للسكان.
وقال أيضاً «إذا أمكنني رسم لوحة عما شاهدت وشعرت به وسمعت خلال وجودي في غزة (…) فهو كابوس أكبر من أزمة إنسانية. إنها أزمة لا إنسانية، (الواقع) أسوأ مما أستطيع وصفه، مما تظهره الصور، مما يمكنكم تصوره».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن