رياضة

إخفاق أرضي جوي وسقوط تنظيمي مدوٍّ في صالة الفيحاء

| مهند الحسني

لم يكن أشد المتشائمين بسلتنا الوطنية يتوقع أن تنتهي مباراة الوحدة الدمشقي والحكمة اللبناني ضمن دوري غرب آسيا (وصل) لكرة السلة مع أصوات مسحر رمضان لا لشيء سوى أن المباراة تأخرت انطلاقتها نحو الساعة والنصف بسبب عطل فني في لوحة 24 ثانية، الأمر الذي تسبب في رفض فريق الحكمة اللعب بلوحة بدائية تلك التي يستعملها اتحاد كرة السلة في مباريات الفئات العمرية، ولم يتوقف الأمر عند هذه الحدود بل انعكس سلباً على الحضور الجماهيري الذي أبدى استياءه حيال ما جرى وتعالت الأصوات واختلط الحابل بالنابل وبدت صالة الفيحاء برمتها أشبه بحمام شعبي.

إخفاق يجر فشلاً

فشل يجر إخفاقاً وفضيحة تتلوها فضيحة واتحاد كرة السلة الغائب عن الواقع الغارق في مشهده النرجسي الهلامي لا يبالي بسمعة سلتنا التي باتت موقع تهكم وتندر واستهزاء ممن كانوا يقفون احتراماً لمنتخباتنا.

بفضل الاتحاد الحالي الذي رشحت من أروقته الداخلية فضائح مختلفة المسميات وحاول تجميدها أو التعتيم عليها حتى تفاقمت وطالت آثارها البعض ممن سوق نفسه نزيهاً فوق مستوى الشبهات، فلما تسربت بعض المشاكل الداخلية التي عصفت بمفاصل حساسة داخل الاتحاد قرر القائمون عليه التبرؤ منها والتظاهر بعدم السكوت عليها ومحاسبة مرتكبيها الذين حظوا سابقاً بحماية وحصانة كاملة خولتهم خرق كل الأنظمة والقوانين.

أما اليوم ولأن رائحة الفشل لن تبقى في نطاق نتائج المنتخبات والتحيُّز مرة لهذا ومرة لذاك ولا تقف عند تكييف الأنظمة والعقوبات والتعليمات حسب الأهواء والرغبات فقد جاءت فضيحة صالة الفيحاء لتعكس عمق الخلل وتجذره وقسوته، فالصالة التي تباهى البعض بتجديدها وصرفت عليها المليارات واستأثرت بها كرة السلة على حساب باقي الألعاب بحجة تحصينها بالمواصفات الدولية التي تؤهلها لاستضافة المنافسات الكبرى ورغم تكرار الشكوى والاعتراض على جودة لوحتها الإلكترونية من فرق الدوري والتي تلقت علاجاً بالطب الشعبي باستخدام النداء الصوتي والإشارة اليدوية بديلاً للتقنية.

كل ذلك كان ينفع محلياً ولو كانت الحلول عرجاء أو كسيحة إلا أن هذه الحلول أخفق اتحاد كرة السلة بإقناع فريق الحكمة بها الذي رفض بدء المباراة في غياب أبسط مقومات اللعبة وهو مؤقت زمن الهجمة وساعة زمن المباراة.

فرق دورينا الحزينة لم تعتد اللعب في وجود هذه المقومات الأساسية، بل أصبح وجودها أمراً مستهجنا وغير اعتيادي.

فمرة يقال إن برنامج اللوحة مزور، ومرة يقال إن عقد التركيب لم يشمل التدريب والصيانة ومرة أخرى يقال إن الخلل مؤقت، ومرات مرات أغرقنا المنظرون بالأعذار دون حلول أو علاج.

ساعة ونصف تأخر انطلاق المباراة كانت كفيلة بفضح عيوب سلتنا وعقليات القائمين عليها، كانت كفيلة بأن تمسح طلاء الزيف الذي يغطي جسمها المريض.

خلاصة

اليوم وغداً وبعد غد ننتظر ممن ينسب الفضل لنفسه ويلقي بالفشل على من حوله أن يخرج إلى العلن ويعتذر عما جلبه من فضيحة لسمعة سلتنا التي كانت تدعي أنها أصبحت جاهزة لاستضافة أي بطولة قارية أو دولية، فإذا بها تعجز عن استضافة مباراة واحدة قارية وليس بطولة أو مجموعة مباريات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن