عمليات مشتركة للمقاومة في غزّة تسقط مسيرة وتستهدف جنود الاحتلال وآلياته بالقذائف … جولة جديدة من مفاوضات التهدئة اليوم بالدوحة بمشاركة مصرية وأميركية
| وكالات
واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغّلة في قطاع غزّة، في كلِّ من خان يونس وحي الزيتون، منفّذةً عدة عمليات مشتركة ضدّ جنود العدو وآلياته، في حين أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة خطيرة لجندي خلال المعارك الدائرة في وسط القطاع، ومن جانب آخر تنطلق في العاصمة القطرية، اليوم الإثنين، جولة جديدة من مفاوضات التهدئة بمشاركة مسؤولين مصريين، وعدد من المسؤولين الأميركيين.
وحسب موقع «الميادين»، أسقط مقاتلو «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، طائرة للاحتلال الإسرائيلي من نوع «سكاي لارك» من دون طيار، تابعة لقوات المشاة في جيش الاحتلال، خلال تنفيذها مهام استخبارية شرقي مدينة غزة، بحسب بيان للسرايا.
من جهته، أعلن المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم – الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أبو خالد، أنه تمّ الاشتباك مع قوات الاحتلال على محاور التقدم في مدينة حمد شمال غرب خان يونس، بالرشاشات والقذائف الصاروخية، مؤكداً استهداف إحدى آليات الاحتلال بقذيفة «بي 7»، وإصابتها إصابة مباشرة، أحدثت بها أضراراً فادحة، وأدت إلى وقوع من فيها بين قتيل وجريح.
وأكّد أن مقاتلي القوات قاموا، «بالاشتراك مع كتائب المجاهدين وسرايا القدس ومجموعات الحسيني، باستهداف مواقع للاحتلال، جنوب حي الزيتون في مدينة غزة»، بصليات من صواريخ عيار «بي 107»، وأعلن أن الصواريخ أصابت أهدافها، وأحدثت في صفوف العدو خسائر مؤكدة.
كما دكّت وحدة المدفعية في قوات الشهيد عمر القاسم، مواقع للاحتلال في شمالي شرق جحر الديك، بالصواريخ قصيرة المدى، وأصابت أهدافها، وأحدثت أضراراً فادحة في صفوف قواته، وبينما تواصل المقاومة تصدّيها للقوات الإسرائيلية المتوغّلة في القطاع، موقعةً في صفوفها الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، فاق عدد القتلى في جيش الاحتلال 249 جندياً، منذ بداية الهجوم البري على قطاع غزة، في 27 تشرين الأول الماضي.
وعلى الرغم من تشديد جيش الاحتلال الرقابة على نشر الأعداد الحقيقية لقتلاه ومصابيه، جرّاء المعارك البرية في القطاع، سعياً لإخفاء حجم خسائره، فإن البيانات الدقيقة والمقاطع المصوّرة، والتي تبثّها المقاومة الفلسطينية، تُظهر أن الخسائر التي يتكبّدها الاحتلال أكبر مما يعلن.
وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، بأن جندياً من الكتيبة «601» الإسرائيلية أصيب، يوم الجمعة الفائت، إصابة خطيرة خلال المعارك الدائرة في وسط قطاع غزّة، وقبل أيام، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل جندي من الكتيبة الـ75، «تشكيل عاصفة الجولان» (7)، التابعة لـ«جيش» الاحتلال الإسرائيلي، كاشفةً أنه قُتل في معركة «طوفان الأقصى»، يوم السابع من تشرين الأول، وأنّ جثته في قطاع غزّة.
على خط موازٍ، تنطلق في العاصمة القطرية، اليوم الإثنين، جولة جديدة من مفاوضات التهدئة بمشاركة مسؤولين مصريين، وعدد من المسؤولين الأميركيين، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس «الموساد» الإسرائيلي ديفيد برنياع.
وحسب موقع «اليوم السابع» المصري، من المتوقع أن يوسع «الكابينت» الإسرائيلي صلاحيات الوفد الإسرائيلي المفاوض في الاجتماعات التي ستناقش بشكل مفصل سبل إنجاز هدنة إنسانية وصفقة لتبادل الأسرى، والاتفاق على التفاصيل الفنية الخاصة بأعداد الأسرى الذين سيفرج عنهم خلال مراحل الاتفاق.
من جانبها، قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أمس، إن المسؤولين في «تل أبيب» تلقوا مساء أول من أمس السبت، معلومات حول مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن الدولي، يهدف إلى دفع وقف إطلاق نار فوري ومتواصل في غزة، وأجرت الإدارة الأميركية عدة تعديلات على مسودة مشروع القرار وصولاً إلى صيغته النهائية التي ستقدم إلى مجلس الأمن الدولي، وهي مختلفة تماماً عن المسودة، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.
ويتعلق أحد التعديلات على مسودة مشروع القرار الأميركي بالتشدد حيال اجتياح إسرائيلي لرفح جنوب قطاع غزة، ومطالبة ببدء تطبيق وقف إطلاق نار بصورة فورية، وذلك خلافاً للمسودة السابقة التي تطرقت إلى مخاطر الاجتياح على السكان المدنيين في الظروف الحالية فقط.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الصيغة النهائية لمشروع القرار الأميركي لا تتحدث أبداً عن «ظروف كهذه أو تلك التي تسمح بمناورة برية»، وإنما عن «قلق عميق من مجرد إمكانية شن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة، وتشدد أيضاً على أن مناورة للجيش الإسرائيلي في منطقة رفح ستشكل خطراً حقيقياً من خلال انتهاك القانون الإنساني الدولي».
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن الولايات المتحدة ستسعى إلى إجراء تصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الأسبوع الحالي، وذلك تحسباً من مشروع قرار موازٍ «ويكون طابعه سلبياً بالنسبة لإسرائيل» وسيتم دفع التصويت عليه خلال فترة قصيرة.
في سياق آخر، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صدر عنها، أمس الأحد، أن ما وصل من مساعدات إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة غير كافٍ مقارنة مع الاحتياجات الإنسانية الضخمة للمدنيين الفلسطينيين الموجودين في تلك المنطقة، مطالبة بضرورة فتح جميع المعابر واستمرار تدفق المساعدات براً وبحراً وجواً، وضرورة ربط حملات الإغاثة المتواصلة بجهد دولي حقيقي يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار على طريق إنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بحيث لا يقع إدخال المساعدات ضمن أي شكل من أشكال الاستغلال الإسرائيلي لها لإطالة أمد الحرب، واستكمال حلقات إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره.
وحسب وكالة «وفا» شددت الوزارة على أهمية أن يتحلى مجلس الأمن الدولي بالجرأة الكافية لاتخاذ قرار أممي ملزم بالوقف الفوري لإطلاق النار، محذرة من أي مخططات إسرائيلية لخلق حالة من الفوضى الداخلية في شمال القطاع لدفع المواطنين للنزوح منه، وأي تحضيرات لتوسيع عدوانها في محافظة رفح لما له من مخاطر كارثية على حياة أكثر من 1.5 مليون فلسطيني يختطفهم جيش الاحتلال ويحشرهم في بقعة جغرافية صغيرة في ظل القصف الوحشي والنزوح المتواصل في دائرة موت محكمة لغياب وجود أي مكان آمن في قطاع غزة.