تصاعد غضب الديمقراطيين ضد إسرائيل ومطالبات أميركية بوقف المجازر في غزة … دعوات من مجلس الشيوخ للضغط على الاحتلال وإجراء انتخابات في الكيان
| وكالات
دعا السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، الرئيس الأميركي جو بايدن إلى استخدام «نفوذه والقانون» للضغط على الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى وقف تزويد الكيان بالأسلحة «الهجومية» في حين دعا زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر إلى إجراء «انتخابات جديدة» في إسرائيل، موجهاً خطاباً لاذعاً ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
جاءت تلك الدعوات مع استمرار الضغوط الدولية على الولايات المتحدة الأميركية لبذل المزيد من الجهود للضغط على الاحتلال الإسرائيلي بهدف وقف مجازره بحق أهالي قطاع غزة المحاصر، في وقت تتوالى فيه الأصوات الأميركية، ولاسيما بين أعضاء الحزب الديمقراطي، التي تنادي بوقف تمويل الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وأوضحت صحيفة «ذا هيل» الأميركية أمس أن فإن هولين، وهو ديمقراطي من ولاية ماريلاند، من بين مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين يحثون بايدن على التوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة الهجومية حتى ترفع القيود المفروضة على توصيل الغذاء والدواء إلى غزة، حيث يموت الأطفال الآن من الجوع في حين تلوح المجاعة في الأفق.
وقال فان هولين حسب الصحيفة: «نحن بحاجة إلى أن يضغط الرئيس وإدارة بايدن بقوة أكبر وأن يستخدما جميع أدوات السياسة الأميركية لضمان عدم موت الناس جوعاً»، وأرسل فان هولين وسبعة من زملائه رسالة إلى الرئيس تؤكد أن إسرائيل تنتهك قانون المساعدة الخارجية، الذي يحظر قسم منه بيع ونقل الأسلحة العسكرية إلى أي دولة تقيد تسليم المساعدات الأميركية.
وتأتى دعوة أعضاء مجلس الشيوخ في الوقت الذي تواجه فيه الإدارة ضغوطاً محلية ودولية متزايدة بشأن ما وصفه النقاد بأنه «سخف» و«تناقض متأصل» في قلب السياسة الأميركية بشأن حرب إسرائيل على غزة، ففي حين تعلن الولايات المتحدة أنها تحاول تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، تواصل تسليح الكيان لمواصلة عدوانه على الأراضي الفلسطينية.
وفى إشارة إلى اتساع الخلاف بين إسرائيل وحليفتها الأكثر أهمية، قال فان هولين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتحدى علناً مناشدات بايدن بأن تبذل إسرائيل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة والعمل من أجل حل طويل الأمد للصراع، الصراع الذي يتضمن إقامة الدولة الفلسطينية، وأضاف: «لقد كان رئيس الوزراء نتنياهو عقبة أمام جهود الرئيس لخلق بعض الضوء على الأقل في نهاية هذا النفق المظلم للغاية».
وحذرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من أن أكثر من ربع الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يواجهون «مستويات كارثية من الحرمان والجوع»، وقالت إنه من دون التحرك فإن المجاعة الواسعة النطاق ستكون «حتمية تقريباً».
بدوره، دعا زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في خطاب أمام المجلس إلى إجراء «انتخابات جديدة» في إسرائيل، ووجه خطاباً لاذعاً ضد رئيس وزراء الاحتلال، وقال شومر وهو حليف قوي لإسرائيل: «لا يمكن لإسرائيل أن تأمل بالنجاح كدولة منبوذة يعارضها باقي العالم»، ورد الرئيس الأميركي بالقول إن السيناتور شومر ألقى «خطاباً جيداً» يعكس مخاوف العديد من الأميركيين.
وفى حين أعلن بايدن عدم وجود تغييرات في سياسة إدارته تجاه إسرائيل، فإن وجهات نظره بشأن الخطاب الذي ألقاه شومر من قاعة مجلس الشيوخ الأميركي، حيث يحتل الديمقراطي من نيويورك منصب زعيم الأغلبية، يمكن أن تنذر بتحول أوسع في المشاعر، وتعكس عمق الخلافات بين بايدن ونتنياهو.
وتصاعدت التوترات بين كبار أعضاء إدارة بايدن، بمن في ذلك الرئيس ونائبه، كامالا هاريس، وبين نتنياهو، في ظل استمرار عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين شكل خطاب شومر مفاجأة للكثيرين، وجذب انتقادات من المشرعين الجمهوريين الأميركيين ومن كيان الاحتلال.
بموازاة ذلك، نشرت العديد من المؤسسات الحقوقية والمجتمعية لوحات إعلانية ضخمة في الشوارع الرئيسة بعدد من المدن الأميركية، تدعو لوقف الحرب على قطاع غزة بشكل فوري، والمطالبة بالحرية للشعب الفلسطيني، وتأكيد الوقوف إلى جانب الحقوق الفلسطينية.
ووفق وكالة «وفا»، انتشرت في شوارع شيكاغو، وميتشيغان، وتكساس، ونيويورك، وولايات أخرى لوحات إعلانية لتذكير الأميركيين بضرورة الضغط على ممثليهم في الكونغرس لحث إدارة الرئيس جو بايدن على وقف الحرب وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة بأسرع وقت ممكن.