أكد أن الاحتلال أخفق في تقديم بديلٍ من حماس لحكم قطاع غزة … إعلام العدو: نحن في ورطة إستراتيجية ونتنياهو ينشر أساطير بإنجازات كاذبة
| وكالات
أكدت صحيفة «هآرتس» أن الاحتلال الإسرائيلي يقع اليوم في ورطة إستراتيجية فريدة، سواء في غزّة أو في لبنان، فيما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا يعرض على الجمهور الإسرائيلي خطورة الوضع الأمني والسياسي، بل ينشر أساطير حول نجاحات وإنجازات إلى جانب آمال كاذبة بنصر مطلق، وبالتزامن مع ذلك أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن إسرائيل فشلت في تقديم بديلٍ جدي من حركة حماس لحكم قطاع غزة، بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب.
وتحدّث محللون إسرائيليون عن دخول إسرائيل «ورطة إستراتيجية خطيرة» وأنها تتجه نحو حرب استنزاف طويلة، على جبهتين، وبدوره أشار المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عاموس هرئيل، إلى أن إسرائيل واقعة حالياً في «ورطة إستراتيجية فريدة»، سواء في غزّة أم في لبنان.
ووجّه هرئيل نقداً لاذعاً لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، معتبراً أن «الورطة تتفاقم بسبب همّه الرئيس وهو بقاؤه الشخصي والتملّص من العدالة»، لافتاً إلى أن نتنياهو «لا يعرض على الجمهور الإسرائيلي خطورة الوضع الأمني والسياسي، بل ينشر أساطير حول نجاحات وإنجازات، إلى جانب آمال كاذبة بنصر مطلق».
وتحدّث المحلل العسكري الإسرائيلي، عن أن «هذا الانتصار (الذي يتحدث عنه نتنياهو) لا يبدو في المتناول، فيما هناك شكوك في أن أحداً يعرف كيف يرسمه»، مشيراً إلى صعوبة البناء على تغيير مفاجئ في موقف نتنياهو من شأنه أن يؤدي إلى تحسّن في الوضع.
ورأى أن المخرج من «الورطة» الإسرائيلية في الوقت الحالي يعتمد بشكلٍ أساسي على إدارة بايدن، التي وبحسب هيرئيل «خلعت قفازاتها بالفعل في الأسابيع الأخيرة في معاملتها لرئيس الحكومة».
وتساءل هرئيل عن إمكانية أن تنجح إدارة بايدن في فرض وقف إطلاق نار وإتمام صفقة الأسرى، واعتبر أن «نجاحها ليـس واضحاً بعد»، لكنه اعتبر كذلك ما وصفه بـ«الهجوم غير المهذب بشكلٍ صارخ على نتنياهو من قبل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشــاك شــومر، خبــراً ســاراً في الواقــع».
هذا وانتقد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً إنه «ضلّ طريقه، والإسرائيليون سيختارون زعماء أفضل إذا أتيحت لهم الفرصة».
وقبل أيام، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الضغط العالمي يزيد على إسرائيل كلما طال أمد هذه الحرب من دون تقديم خططٍ لما يسمى «اليوم التالي» في ظل غياب الإستراتيجية الواضحة، وهذا سيؤدي أيضاً إلى تراجع تأييد إسرائيل في العالم وتزايد الأصوات الداعية إلى وقف هذه الحرب.
في غضون ذلك، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الكيان الإسرائيلي أخفق في تقديم بديلٍ جدّي من حركة حماس لحكم قطاع غزة، بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب، وأوردت صحيفة «هآرتس» أن «سياسة إسرائيل المتمثّلة في جرجرة الوقت والارتجال لمنع إقامة دولة فلسطينية لم تتغيّر، بل ازداد حجم الدمار والمعاناة في كلا الجانبين».
وأشارت إلى أن «سلوك إسرائيل منذ اندلاع الحرب يثبت أنه حتى بعد واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخها، وأكثر من خمسة أشهر من القتال»، لا تزال المشاكل نفسها تحكم عقلية قيادتها، وأوضحت الصحيفة أن «محاولة إيجاد آلية لتوزيع المساعدات الإنسانية لا تعتمد على مراكز القوة في قطاع غزة، ورفض الحكومة مناقشة اليوم التالي للحرب، هي استمرار للسياسة نفسها التي اتبعتها إسرائيل حتى 6 تشرين الأول: جرجرة الوقت والارتجال من دون رؤيا».
ولفتت إلى أن «الشيء الوحيد الذي تغيّر هو قوة الدمار الهائل في غزة، والعدد الذي لا يمكن تصوّره من القتلى، والأزمة الإنسانية الحادة، في مقابل أزمة أسرى لم تعرف إسرائيل مثلها من قبل»، وبينت «هآرتس» أنه «لغاية الحرب، كانت سياسة الحكومات الإسرائيلية، وخاصة تلك التي يرأسها بنيامين نتنياهو، هي إدامة الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية من أجل منع أي فرصة لتقدّم سياسي»، وأردفت بالقول: إنه «على الرغم من أن إسرائيل قرّرت بعد 7 تشرين الأول القضاء على نظام حماس في غزة، إلا أنها امتنعت عن تقديم بديل جدّي يمكنها من تحقيق هذا الهدف».
ووفقاً لتقرير صدر في نهاية الأسبوع، تطرّق وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى القضية خلال نقاش في المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية، وقدّم أربعة بدائل لليوم التالي للحرب، وأضافت الصحيفة إن «مجرد تضمينها البديل الذي وصفه بأنه الأسوأ، وهو استمرار سيطرة حماس على قطاع غزة، يثبت أن حماس لم تنهر بعد».
وبحسب ما تابعت، فإن اقتراحاً آخر قدّمه غالانت هو نقل السيطرة المحلية إلى زعماء العشائر، لكنها أشارت إلى أن «التاريخ الحديث يعلّمنا أن محاولة إنتاج قيادة بالنيابة، سواء من خلال المتعاونين أم الحلفاء المحليين أو حكومة دمى، لن تنجح».
ولفتت إلى أنه «يمكن سؤال الأميركيين عن العراق وأفغانستان، أو حتى النظر إلى تاريخ إسرائيل، التي حاولت إنشاء جمعيات قروية في الضفة الغربية كبديل للقيادة الوطنية في المناطق، وحاولت طرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان لتوقيع اتفاقية سلام معه سنة 1982».