نسبة المشاركة تجاوزت 74 بالمئة.. مراقبون: جرت بالتوافق ومعايير الشفافية والديمقراطية … إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الروسية وبوتين يكتسح المشهد

أغلقت في روسيا أمس صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الروسية التي استمرت على مدى ثلاثة أيام وتنافس فيها أربعة مرشحين هم الرئيس فلاديمير بوتين لكونه مرشحاً مستقلاً، ومرشح «الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي» ليونيد سلوتسكي، ومرشح «الحزب الشيوعي الروسي» نيكولاي خاريتونوف، ومرشح «حزب الناس الجدد» فلاديسلاف دافانكوف، وشهدت إقبالاً ملحوظاً من المواطنين الروس.
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الروسية، وفق موقع «روسيا اليوم»، أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت أمس 74.22 بالمئة ارتفاعاً من 58.74 بالمئة في نهاية اليوم الثاني من الانتخابات رغم محاولات عرقلة التصويت عبر هجمات سيبرانية وأنباء مضللة.
ومع بدء عملية فرز الأصوات في عموم روسيا، تصدر المرشح المستقل بوتين بعد معالجة نحو 30 بالمئة من الأصوات، النتائج بنسبة قاربت 88 بالمئة يليه خاريتونوف حسبما أفادت لجنة الانتخابات المركزية.
وقالت اللجنة إن نسبة التصويت في جمهورية الشيشان الروسية تجاوزت 90 بالمئة، وفي جمهوريات توفا ودونيتسك وأوسيتيا الشمالية وإقليمي كوزباس ودائرة يامال الفيدرالية 80 بالمئة، وأشارت لجنة الانتخابات المركزية إلى افتتاح مراكز الاقتراع في موسكو في اليوم الثالث في حين أعلنت رئيسة لجنة الانتخابات في موسكو أولغا كيريلوفا تصويت 4.4 ملايين مواطن عبر بطاقات الاقتراع الإلكترونية والورقية في موسكو.
جاء ذلك في وقت استمر فيها التصويت في الخارج وسط إقبال واسع من المواطنين إذ تواصلت عمليات الاقتراع في سفارات روسيا وممثلياتها حول العالم، رغم محاولات الدول غير الصديقة عرقلتها على أراضيها، مع افتتاح مراكز جديدة للتصويت خارج البلاد.
وفي تايلاند شهدت مراكز الانتخاب اصطفاف المواطنين للتصويت فيما عملت السفارة الروسية في بانكوك بكامل طاقتها لتسهيل التصويت، وفي الصين اصطف طابور طويل من المواطنين أمام السفارة الروسية في بكين للتصويت، وأشار السفير الروسي لدى بكين إيغور مورغولوف إلى أن هذا النشاط العالي يعكس فهم أهمية هذه المرحلة.
في السياق، أدلى الناخبون الروس بأصواتهم في ستة مراكز اقتراع في طاجيكستان للتصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية، منها مركز في مبنى الدائرة القنصلية بالسفارة الروسية، إضافة إلى موقع آخر على أراضي القنصلية العامة الروسية في خوجاند، و4 مراكز للعسكريين في القاعدة العسكرية رقم 201 وأفراد عائلاتهم في دوشانبي وبختار وتم منذ شهر كانون الأول الماضي تسجيل 17.5 ألف روسي في السفارة الروسية في طاجيكستان.
وفي أوزبكستان، أدلى الناخبون الروس بأصواتهم في مركزين على أراضي الجمهورية في السفارة في طشقند، وفي فندق زيلول باكست في سمرقند، في حين في تركيا توافد المواطنون الروس إلى مراكز الاقتراع للتصويت داخل قنصلية بلادهم في مدينة إسطنبول.
إلى أرمينيا، حيث جرت عمليات الاقتراع في خمسة مراكز، وأكد السفير الروسي في يريفان سيرغي كوبيركين أن «من بواعث السرور إقبال المواطنين الروس الكبير على التصويت منذ الصباح الباكر في أرمينيا»، وظهر في فيديو عن سير الانتخابات في أرمينيا طابور طويل من الناخبين الروس أمام أحد مراكز الاقتراع.
في الهند، أدلى الناخبون الروس بأصواتهم في اليوم الثالث من الانتخابات في العاصمة الهندية نيودلهي وفي أربع مدن هندية أخرى، حيث فتحت مراكز التصويت في مقر البعثة التجارية الروسية في نيودلهي، والقنصلية العامة الروسية في مومباي، ومكتب القنصل الفخري الروسي في مدينة باناجي في غوان، والقنصلية العامة الروسية في كالكتا، والمركز الروسي للعلوم والثقافة في تشيناي.
وانطلقت الانتخابات الرئاسية الروسية يوم الجمعة الماضي واستمرت حتى يوم أمس الأحد وتنافس فيها أربعة مرشحين هم الرئيس فلاديمير بوتين لكونه مرشحاً مستقلاً، ومرشح «الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي» ليونيد سلوتسكي، ومرشح «الحزب الشيوعي الروسي» نيكولاي خاريتونوف، ومرشح «حزب الناس الجدد» فلاديسلاف دافانكوف، وتجاوز عدد الناخبين 112 مليوناً في أراضي روسيا ووصل إلى نحو مليونين في الخارج.
في الغضون، أكد المراقبون الدوليون المواكبون للانتخابات الرئاسية الروسية أنها جرت في ظروف طبيعية بالتوافق مع كل معايير الشفافية والديمقراطية بما لا يدع مجالاً للشك في شرعيتها ومصداقيتها.
وفي إطار هذه المواكبة زار وفد مجلس الشعب المشارك في مواكبة الانتخابات الرئاسية الروسية عدداً من مراكز الاقتراع في منطقة دونيتسك، ووثق مشاهداته حول سير العملية الانتخابية، وأكد أنها جرت بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وفي تصريحات لقنوات التلفزة المحلية، قال رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السورية- الروسية عضو مجلس الشعب باسم سودان: «نحن موجودون في دونيتسك وريفها وبعض مدنها، ولاحظنا أن الحملة الانتخابية تجري في جميع هذه المراكز بكامل الحرية والديمقراطية، وتتوفر جميع التجهيزات اللازمة من أجل أن يؤدي المواطنون واجبهم الانتخابي بكل سهولة»، معرباً عن أسفه لقيام الغرب بمواصلة محاولاته للإساءة إلى هذه الانتخابات وحتى قبل بدايتها، ومعتبراً أن مثل هذه المحاولات الغربية هي دليل على نجاح العملية الانتخابية.
بدوره، أشار عضو مجلس الشعب عزت عربي كاتبي إلى أن الانتخابات كانت إيجابية جداً، كما أنها تميزت بالوعي الجماهيري العالي لضرورة إنجاح هذا الاستحقاق، مضيفاً: إن «ما شاهدناه يؤكد أن الشعب الروسي حريص كل الحرص على التعبير عن قناعاته بانتخاب رئيس قادر على إبقاء روسيا في المقدمة»، مشيراً إلى أن روسيا أثبتت للعالم أجمع أنها تمارس الديمقراطية بأعلى وأصدق صورها خلافاً لما يدعيه الغرب.