سورية

بعد 6 سنوات من الاحتلال التركي … مرتزقة أنقرة يعيثون فساداً في عفرين و56 بالمئة من الأهالي هربوا وهجروا قسراً

| حلب - خالد زنكلو

اعتبرت مصادر متقاطعة أهلية وأخرى مطلعة على الوضع في منطقة عفرين شمالي حلب، أنها من أهم المناطق التي منيت إدارة الاحتلال التركي بالفشل في إدارة شؤونها، على الرغم من مضي 6 سنوات على الاحتلال التركي للمنطقة، الذي صادف أمس الأحد.

وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن إدارة رجب طيب أردوغان، أخفقت وبشكل ذريع في خلق أنموذج لحكم عفرين تحت راية الميليشيات التابعة لها، والمتصارعة على مقدرات المنطقة ونهب سكانها والتنكيل بمن تبقى منهم تحت نير الاحتلال.

وكشفت المصادر أن ممارسات مرتزقة الاحتلال التركي، التي تسميها «الجيش الوطني»، ما زالت تعيث فساداً في المنطقة، وفي عفرين المدينة بالتحديد، منذ احتلالها بشكل كامل في 17 آذار 2018، إثر عملية عسكرية من جيش الاحتلال التركي أطلق عليها «غصن الزيتون».

وبينت المصادر أنه رغم المحاولات العديدة لإدارة الاحتلال التركي وجهاز استخباراتها الذي يدير عفرين من وراء الكواليس لوضع حد لانتهاكات ميليشياتها بحق الأهالي بغية تلميع صورتها السيئة في وسائل الإعلام الغربية، إلا أنها فشلت في إدارة عفرين تحت حكم مدني يراعي خصوصية المنطقة ذات الأغلبية الكردية ويقدر على ضبط عقارب متزعمي الميليشيات ومسلحيها.

المصادر ذكرت أن عمليات قطع أشجار الزيتون لجمع الحطب وللانتقام من الأهالي متواصلة في الريف العفريني، كعهدها منذ احتلال المنطقة، كذلك تستمر عمليات الخطف للحصول على فدية مالية وأرقام فلكية تصل في بعض الأحيان إلى 200 ألف دولار أميركي، الأمر الذي جعل من متزعمي الميليشيات في «الجيش الوطني» أثرياء ورجال أعمال لهم أرصدة كبيرة في البنوك التركية.

وأشارت إلى أن ميليشيات الاحتلال التركي تفرض ضريبة تتجاوز نصف سعر ثمن الزيتون والزيت المستخرج منه، الذي تشتهر به عفرين بين المناطق السورية، كما تفرض عمولة على حراثة الأراضي المزروعة بهذه الثمار وأخرى على تقليم أشجارها، وهو ما دفع بمن تبقى من الأهالي إلى التفكير بالهجرة لأنهم غير قادرين على تحمل تكاليف الحياة في مثل هذا الوضع الاقتصادي والإنساني.

وقد دفع الاحتلال التركي لعفرين وريفها مئات الآلاف من أهلها، ما يتجاوز نسبة 56 بالمئة من الأهالي إلى النزوح والهروب من بطش الجماعات المسلحة الموالية لتركيا، ليتعرض من تبقى للتنكيل والاعتقال وشتى أنواع الانتهاكات.

ولفتت المصادر إلى أن الصراع بين متزعمي الميليشيات على النفوذ واقتسام المناطق وتأجير البيوت والأراضي المستولى عليها ونهب الآثار ما زال في أوجه، لذلك تعد نسب الجريمة في أعلى مستوياتها وغالباً ما يسقط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات المتقاتلة وفي صفوف الأهالي، وأيضاً بسبب العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي تحصد الأرواح، ولا يمر شهر واحد من دون وقوع مثل هذه الحوادث.

وأوضحت المصادر أن عفرين بعد مرور 6 سنوات على الاحتلال باتت أشبه بولاية تركية يُرفع فيها علم الاحتلال ويُجبر أهاليها على تعلّم اللغة التركية، حيث يجبرون على التنازل عن أرضهم وبيوتهم للفصائل الموالية للاحتلال، الذي يعمل على نشر مدارسه، وإقامة محاكمه ضمن مخطّط احتلال خبيث يهدف إلى تتريك المنطقة وتغييرها ديموغرافياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن