عربي ودولي

طالبت قادة الدول الست بتنفيذ تعهداتهم وفق الاتفاق النووي … إيران تؤكد ضرورة تخفيف التوتر مع السعودية وتطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني رسائل إلى قادة مجموعة دول الخمسة زائد واحد أمل فيها التزام الجميع تنفيذ تعهداتهم وفق الاتفاق النووي وفي الوقت المحدد لذلك، في وقت قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن على إيران والسعودية أن يتخذا كل خطوة ممكنة لنزع فتيل التوترات بينهما.
وقبيل جولته الأوروبية التي استهلها إلى إيطاليا أمس أكد روحاني أهمية تعزيز علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي. كما أمل الاستفادة من الفرص والظروف المتاحة بعد الاتفاق النووي الإيراني في مختلف المجالات.
وقال روحاني: «لقد تمّ إعداد مذكرة تفاهم حول التعاون المتوسط والطويل الأمد بين طهران وكل من روما وباريس».
وأشار إلى أن «تعزيز العلاقات بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي هو من سياسات طهران»، مؤكداً أنه تمّ إعداد عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في قطاعات الطيران والسكك والسيارات.
هذا ووصل الرئيس الإيراني إلى إيطاليا أمس في أول زيارة رسمية إلى أوروبا، تتمحور بشكل كبير حول الاقتصاد مع رغبة شركات عدة في العودة أو افتتاح مكاتب لها في إيران بعد رفع العقوبات.
وكتب روحاني على حسابه في موقع «تويتر» ظهراً «وصلنا إلى روما نتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية واستكشاف الفرص من أجل التزامات بناءة».
والتقى روحاني نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا على غداء عمل فور وصوله قبل لقاء وعشاء مع رئيس الوزراء ماتيو رينزي كما من المتوقع أن يلتقي صباح اليوم البابا فرنسيس.
ومن المرتقب أن يتحدث روحاني اليوم الثلاثاء في منتدى اقتصادي إيطالي إيراني ينتظره صناعيو البلاد بترقب. ويسعى الأوروبيون كافة إلى البدء بمبادرات تجارية لغزو السوق الإيرانية لتعويض ما خسروه لصالح روسيا ودول ناشئة كالصين وتركيا. وقبل أشهر عدة أكدت وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية فيديريكا غيدي أن بلادها «كانت الشريك الاقتصادي والتجاري الأول لإيران قبل فرض العقوبات».
وقبل بدء العقوبات، ارتفع حجم التجارة بين إيطاليا وإيران إلى سبعة مليارات يورو. أما حاليا، فهو 1.6 مليار يورو، بينها 1.2 مليار صادرات إيطالية.
وفي السباق نحو إبرام العقود، كانت شركة «إيرباص» السباقة، إذ أعلن وزير النقل الإيراني السبت الماضي شراء طهران 114 طائرة، في صفقة سيوقعها روحاني الأربعاء في باريس.
وبين الشركات الحاضرة، عملاق الطاقة «إينيل»، ومجموعة «إيني» النفطية، وشركة «بريزمان» لصناعة الكابلات. وحتى الشركات الصغيرة تشارك في المنافسة، علما أن السوق الإيرانية التي تشمل 79 مليون نسمة توفر بعد سنوات من العزلة فرصاً كبيرة على مستوى تحديث البنية التحتية، واستكشاف النفط والغاز أو في مجال الغاز والطيران.
ولمواكبة هذا الانتعاش التجاري، أعلنت شركة أليطاليا أمس أنها ستزيد بدءاً من نهاية آذار، رحلاتها الجوية بين روما وطهران من أربع إلى سبع في الأسبوع.
ومن المتوقع أن يبحث البابا فرنسيس مع روحاني دور الاستقرار الذي يمكن أن تلعبه إيران في الشرق الأوسط.
في سياق متصل أفاد المدير العام لشؤون التنقيب في شركة النفط الوطنية الإيرانية هرمز قلاوند أن شركة النفط الروسية «لوك أويل» أبرمت عقداً لمشروعي تنقيب عن حقول نفط وغاز في جنوبي إيران.
وفي مقابلة مع قناة «برس تي في» الإيرانية صرح المسؤول في شركة النفط الإيرانية: «إن طهران و«لوك أويل» وقعتا عقداً لمشروعين للتنقيب عن النفط والغاز في محافظة خوزستان في جنوب إيران».
وأضاف قلاوند: إن أعمال التنقيب ستجري في منطقتي دشت عبادان في خوزستان وفي شمال الخليج. ووفقا لقلاوند فإن قيمة العقد تبلغ نحو 6 ملايين دولار، مؤكداً أن الشركة الروسية بدأت العمل بالفعل في هذين المشروعين.
كما تعتزم إيران وروسيا، اللتان تربطهما علاقات ودية وتاريخية، زيادة التبادل التجاري بينهما ليصل إلى 10 مليارات دولار سنويا، مقابل 1.6 مليار دولار حالياً.
وفي إطار هذه الإستراتيجية، أبدت روسيا استعدادها في وقت سابق لمنح إيران خطاً ائتمانياً بقيمة 5 مليارات دولار لتمويل مشاريع في البنية التحتية، التي تعد أحد القطاعات الواعدة للمستثمرين الأجانب، وذلك بمشاركة الشركات الروسية.
وتمتلك إيران رابع أكبر احتياطي نفطي وثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي، ما يجعل هذا البلد جذابا للمستثمرين الأجانب.
من جهة أخرى قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس: إن على إيران والسعودية أن يتخذا كل خطوة ممكنة لنزع فتيل التوترات بينهما.
وقال عراقجي للصحفيين في مؤتمر عن الطيران في طهران: «نحن مستعدون لدراسة أي مبادرة يمكنها مساعدة هذه المنطقة في أن تصبح أكثر استقراراً، وبالطبع أكثر أماناً، حتى يمكننا مواجهة التحدي الحقيقي والتهديد الحقيقي في المنطقة، وهو الإرهاب والتطرف، وبالطبع الطائفية التي تعد تهديداً كبيراً لنا جميعاً في المنطقة».
(أ ف ب – الميادين – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن