رياضة

عندما ننجرف وراء الموجة.. ننصّب من نشاء هدافاً … مهند البوشي وحازم حربا استفادا من دوري الأقوياء

| محمود قرقورا

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الهدافين للدوري السوري على مدار تاريخه الممتد منذ موسم 1966/1967 وكثيراً ما قرأنا معلومات مغلوطة تنصب لاعباً ما على أنه الهداف وهذا مناف للحقيقة الساطعة.

عندما أصدرت كتاب الدوري السوري ومضات وأبطال عام 2019 تطرقت إلى الهدافين في كل موسم، وكانت هناك هفوة عندما ذكرت أن عبد الحليم بيريني هداف 1990 والصحيح هو عساف خليفة ووقتها اعتذرت من عساف خليفة شخصياً، وما عدا ذلك صححت العديد من المعلومات الأرشيفية المتداولة عن هدافين ليسوا هم أصحاب هذا الشرف وإليكم ما قمت بتصحيحه:

1969 تميم وليس فاكوش

قرأت مراراً وتكراراً بأن هداف الدوري السوري عام 1969 لاعب الفتوة إسماعيل فاكوش وعند تدوين جميع النتائج والمسجلين تبين أن الهداف هو مهاجم بردى يوسف تميم بعشرة أهداف وليس إسماعيل فاكوش، والغريب أن موسوعة ويكبيديا تنسب اللقب إلى اللاعبين برصيد 13 هدفاً ومراجع أخرى ذكرت 17 هدفاً.

وللتدقيق أذكر بأن جميع أهداف الفتوة ذاك الموسم عشرة أهداف بينها ثلاثة باسم عبد الإله قنبر وراغب شميط وإبراهيم سعيد، ما يعني أن الفاكوش لم يسجل أكثر من سبعة أهداف، وإلى اليوم يقول مشجعو الفتوة بأن الفاكوش هو الهداف، ولهؤلاء أطلب منهم موافاتي بتاريخ مباريات نادي غازي ذاك الموسم والمسجلين في كل مباراة.

ذاك الموسم لعبت كل الفرق 14 مباراة باستثناء غازي والسوري، حيث لعب كل منهما 8 مباريات، والسبب أن اتحاد اللعبة وقتها شطب نتائج الفريقين بسبب أحداث شغب مطلع الدوري ومنعهما من الإكمال، ونادي غازي تحديداً كان قد لعب مباراتين حيث تعادل مع الفداء سلباً وخسر أمام بردى في دمشق بهدف لاثنين وصاحب الهدف عبد المسيح جان.

1970 تميم وليس كولكو

كثيرة هي المراجع التي تداولت أن عبد العليم كولكو مهاجم الوثبة هو هداف دوري 1970 بأحد عشر هدفاً والصحيح أن مهاجم بردى يوسف تميم هو الهداف بـ12 هدفاً.

1973 سعيد وليس شهرستان

هناك لغط كبير حول هوية هداف الدوري عام 1973 بين مهاجمي الجيش جوزيف شهرستان وسمير سعيد، والكثير من المراجع يشير إلى أن شهرستان هو الهداف بـ14 هدفاً ولكن الصحيح هو سمير سعيد بـ17 هدفاً مقابل أربعة أهداف لشهرستان، وعند إصدار الكتاب ذكرت أن سمير سعيد سجل هدفين بمرمى النضال في الفوز 5/صفر وذكرت أن الأهداف غير موثقة.

1995 البوشي وليس كنفاني

عندما انتهى الدوري السوري في مرحلته الأولى عام 1995 كان عمار كنفاني يتصدر قائمة الهدافين برصيد 15 هدفاً مقابل 14 لمهند البوشي ولكن خلال دوري الأقوياء سجل مهند البوشي سبعة أهداف منتزعاً صدارة الهدافين واصلاً للهدف 21 مقابل 16 للكنفاني الذي اكتفى بهدف واحد في دوري الأقوياء.

1996 حربا وليس الخلف

يتباهى مشجعو نادي الفتوة بأن المهاجم مؤمن الخلف سجل 16 هدفاً عام 1996 وهذا رصيد جيد ويحسب للمهاجم الذي كان متألقاً وقتها ولكن من سوء طالعه أن مهاجم تشرين حازم حربا تألق في دوري الأقوياء ليصل إلى 18 هدفاً منتزعاً بها الصدارة.

بيت القصيد

الدوري ينتهي مع صافرة نهاية آخر مباراة وكثير من الدوريات جرت على مراحل منها دوري 1980 الذي انتهى في مرحلته الأولى وأنور عبد القادر لاعب الشرطة يتصدر بثمانية أهداف مقابل أربعة لزميله أحمد وتد، ولكن الوتد تألق في المرحلة النهائية وسجل خمسة أهداف واصلاً للهدف التاسع منتزعاً صدارة هدافي ذاك الموسم، ودوري الأقوياء 1995 و1996 هو مرحلة متممة للدوري والنقاط تضاف إلى الرصيد والأهداف كذلك، ولكن البعض المتشنج لا يطيب له احتساب أهداف دوري الأقوياء فهل تسجل لمجهول؟

وتأكيداً لما ذهبت إليه فإن رصيد ماجد الحاج هداف الدوري عام 2014 مع الوحدة هو 12 هدفاً وليس 11 هدفاً والسبب أنه سجل هدف المباراة الفاصلة بمواجهة الجيش لتحديد البطل ذاك الموسم.

الغريب أن بعض زملاء المهنة ينجرفون وراء الأفكار المتطرفة للأسف، ولمشجعي نادي الفتوة مع المحبة أذكرهم بما قلت في الكتاب المذكور عن موسم 1991 (الصفحة 173) يوم سلب لقب الهداف من محمود حبش حرفياً:

محمود حبش هو الذي ظلم بسحب لقب الهداف منه بفعل فاعل عندما فتح لاعبو الجهاد المرمى على مصراعيه لعثمان بوارشي مهاجم الوحدة الذي سجل ستة أهداف في المباراة التي انتهت وحداوية 9/1.

وبالتأكيد لست متعاطفاً مع محمود حبش بقدر ما أردت توثيق المعلومة الصحيحة فهل أكون عاشقاً للفتوة في هذه المعلومة وكارهاً في معلومة إسماعيل فاكوش ومؤمن الخلف؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن