عربي ودولي

اشتباكات عنيفة بعد تصدي المقاومة لاقتحام قوّة إسرائيلية مجمع الشفاء … فصائل فلسطينية: الاحتلال يتخبّط ولن يصنع صورة انتصار له

| وكالات

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن المقاومة الفلسطينية تصدّت لوحدة إسرائيلية أثناء اقتحامها منطقة مجمّع الشفاء الطبي، فجر أمس الإثنين، على حين أدانت الفصائل الفلسطينية في بيان استمرار استهداف المستشفيات من جانب الاحتلال، بهدف تدمير القطاع الصحي، مؤكّدةً أنه تعبيرٌ عن تخبّط الاحتلال وارتباكه، وسط إخفاقه في تحقيق أي إنجاز عسكري، وجريمةٌ مركّبة تمّت بغطاء أميركي، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن ارتفاع عدد قتلى جنود الاحتلال منذ بدء طوفان الأقصى إلى 592.
وحول تفاصيل ما حدث في مجمّع الشفاء الطبي في غرب مدينة غزّة كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الإثنين أن وحدة إسرائيلية «خاصّة» تسللت إلى محيط مجمع الشفاء الطبي، وفوجئت بكمينٍ دقيق للمقاومة الفلسطينية في داخل غزّة، موضحة أن الجيش الإسرائيلي، قام أثناء الكمين بطلب دعم طائرات عسكرية، كما أطلق صواريخ بشكلٍ عشوائي نحو المجمّع.
من ناحيتها، أعلنت قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن مقاتليها خاضوا منذ ساعات الفجر الأولى أمس اشتباكاتٍ ضاريةٍ وعنيفة في محيط مجمع الشفاء الطبي مع قوات العدو المتوغلة.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، أشارت قوات الشهيد عمر القاسم إلى أنها استهدفت آليةً عسكرية وهي ناقلة جند بعبوةٍ مُوجّهة قرب مبنى وزارة النقل والمواصلات، وأصابتها إصابة مُباشرة، في حين أعلنت «كتائب المجاهدين»، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينيين، أن مجاهديها لا يزالون يخوضون اشتباكاتٍ ضارية مع قوات العدو بالأسلحة المناسبة والمتنوعة في غرب مدينة غزّة.
بدورها، أدانت الفصائل الفلسطينية في بيان استمرار استهداف المستشفيات من جانب الاحتلال، بهدف تدمير القطاع الصحي، مؤكّدةً أنه تعبيرٌ عن تخبّط الاحتلال وارتباكه، وسط إخفاقه في تحقيق أي إنجاز عسكري، وجريمةٌ مركّبة تمّت بغطاء أميركي.
وأكدت حركة حماس أن الجرائم وحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضدّ الشعب الفلسطيني وكل مكوّنات الحياة في غزة «لن تصنع لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وجيشه النازي أي صورة انتصار»، وذلك عقب اقتحام القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي، فجر أمس الإثنين.
وشدّدت الحركة على أن هذه الجرائم تعبير عن حالة التخبّط والارتباك وفقدان الأمل بتحقيق أي إنجاز عسكري، غير استهداف المدنيين العزّل، موضحةً أن إخفاق المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد جيش الاحتلال كان بمنزلة الضوء الأخضر للاستمرار في حرب الإبادة ضدّ الفلسطينيين، والتي أحد أركانها هو تدمير المنشآت الطبية في القطاع.
وجدّدت الحركة مطالبتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، وغيرهما من المؤسسات الأممية، بضرورة الوقوف عند مسؤولياتها، من أجل حماية ما تبقى من منشآت طبية في غزة، وتوثيق جرائم الاحتلال ضدّ القطاع الطبي، المَحميّ بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
بدورها، شدّدت حركة المجاهدين الفلسطينية على أن استمرار الاحتلال باستهداف المستشفيات وتدميرها والتنكيل بالمرضى والطواقم الطبية، هو جريمة مركّبة، تتمّ بغطاء أميركي وصمتٍ وعجزٍ من جانب المنظمات الدولية.
وحمّلت الحركةُ الإدارة الأميركية والحكومات الغربية والأنظمة العربية «المتخاذلة» والمنظومة الدولية «العاجزة»، مسؤولية استمرار مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضدّ أهل غزة، والتي كان آخرها اقتحام مستشفى الشفاء.
كذلك، أكدت «المجاهدين» أن إعادة اقتحام «الشفاء»، بعد ثبوت زيف الادعاءات الإسرائيلية ضدّ المستشفيات، تمثّل إصراراً من حكومة الاحتلال على قتل كل مظاهر الحياة في غزة، مستغلةً الصمت والتواطؤ العالمي في المضي بجرائم الإبادة الجماعية ضد أهل غزة.
ورأت أن استمرار جرائم الاحتلال الوحشية في القطاع خلال شهر رمضان المبارك «يعبّر عن مدى التعجرف الإسرائيلي، والاستخفاف بملايين العرب والمسلمين، الذين كبّلهم العجز والصمت»، داعيةً كل أحرار العالم ومقاومي الأمة إلى ممارسة مزيد من الضغط على الاحتلال والولايات المتحدة، حتى وقف العدوان.
وفي وقت سابق أمس، أدانت الفصائل الفلسطينية في بيان استمرار استهداف المستشفيات من جانب الاحتلال، بهدف تدمير القطاع الصحي، مؤكّدةً أن هذا يمثّل «استكمالاً لحرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني، وانتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والقوانين الدولية.
وأوضحت الفصائل أن الهدف من ذلك هو عدم توفير أي فرصة لنجاة الجرحى والمرضى وعلاجهم، وأشارت إلى أن الدليل الأكبر على ذلك هو «حرمان الآلاف من السفر بهدف تلقي العلاج، وملاحقتهم في المستشفيات»، كما شدّدت على كذب روايات الاحتلال وادعاءاته الباطلة بشأن المستشفيات، مؤكّدةً أنها مؤسسات صحية مدنية، لم تُمارس منها أي أنشطة تتعارض مع وظيفتها ومهماتها المحدّدة وفقاً للقانون الدولي والإنساني.
من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، بالدبابات والمسيّرات وإطلاق النار، جريمة حرب تؤكّد النيّة المبيتة للاحتلال بالقضاء على القطاع الصحي وتدمير المستشفيات، وحذّر من الخطر الذي يتهدّد حياة الآلاف من الموجودين داخل المجمع، محمّلةً الاحتلال والولايات المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى والنازحين فيه.
كذلك، أدان المكتب الجريمة الإسرائيلية الجديدة في «الشفاء»، مشدداً على أنها تمثّل مخالفةً للقانون الدولي، وخرقاً للاتفاقيات الدولية، وجريمةً ضد الإنسانية، وطالب المنظمات الأممية والدولية وكل دول العالم الحر بالتَّدخل الفوري والعاجل، من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل، ووقف استهدافها القطاع الصحي.
من جانبه أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أن تجديد الاحتلال الإسرائيلي حصار وقصف مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة وقتله العشرات من الأبرياء رد واضح من حكومة الاحتلال على المواقف الدولية التي تطالب بوقف حربها الوحشية الدموية على الشعب الفلسطيني.
وأوضح رئيس المجلس روحي فتوح في بيان أمس نقلته وكالة «وفا» أن اعتداء الاحتلال على المرافق الطبية ومجمع الشفاء جريمة حرب وانتهاك فاضح وصارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف وتغول بالقتل والتطهير العرقي، بهدف إفشال جميع المساعي والمبادرات الرامية لإيقاف الحرب الوحشية وإطالة أمدها على حساب الآلاف من الأبرياء، بما يضمن هروب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من أزماته الداخلية.
ولفت فتوح إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع دليل واضح أيضاً على تباطؤ وضعف مواقف المجتمع الدولي، وعدم اتخاذ مواقف جدية تتناسب مع حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أهالي القطاع.
تأتي هذه التصريحات في أعقاب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة، حيث تفرض حصاراً مشدداً عليه، مستهدفةً كل من يتحرك فيه، ما أدى إلى ارتقاء شهداء ووقوع جرحى.
في غضون ذلك، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل النقيب «دانييل بيرتس»، قائد فصيل في الوحدة 77، خلال عملية طوفان الأقصى ما يرفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 592، منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وكشف جيش الاحتلال، أن جثّة النقيب، لا تزال محتجزة في قطاع غزّة، وذلك وفق ما نقلت وسائل إعلام العدو عن الجيش الإسرائيلي، وبالإقرار بمقتل النقيب «دانييل بيرتس»، ارتفعت حصيلة قتلى جيش الاحتلال إلى 592 منذ السابع من تشرين الأول، بينهم 250 منذ بدء العملية البرية في السابع والعشرين من تشرين الأول الماضي، كما اعترف جيش الاحتلال بإصابة 3.079 من جنوده منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وصف حالة 484 منهم بالخطرة، و814 إصابة متوسطة، و1.781 إصابة طفيفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن