عربي ودولي

وصول ثاني دفعة من المساعدات إلى شمال غزة منذ 4 أشهر … بوريل: القطاع تحول إلى أكبر مقبرة مفتوحة في العالم وإسرائيل استخدمت التجويع سلاحاً

| وكالات

بالتزامن مع وصول الدفعة الثانية من المساعدات الغذائية إلى مدينة جباليا شمال قطاع غزة المنكوب منذ نحو أربعة أشهر، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من مجاعة وشيكة لسكان القطاع والتي أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن كيان الاحتلال الإسرائيلي تسبب في حدوثها واستخدم التجويع سلاحاً في الحرب، وإن قطاع غزة تحول اليوم إلى أكبر مقبرة مفتوحة في العالم.
ووصلت ثاني دفعة مساعدات منذ نحو 4 أشهر، مساء الأحد، إلى مدينة جباليا شمال غزة، عبر شارع صلاح الدين الواصل بين جنوبي وشمالي القطاع،
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية أمس، أنه لليوم الثاني على التوالي، سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي بدخول المساعدات الإنسانية بشكل محدود مكونة من 9 شاحنات، لمحافظة شمال قطاع غزة، التي تضم بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا.
وقالت الوكالة: إن «شحنة المساعدات تحمل الدقيق والأرز والمعلبات والسكر، وصلت عبر شارع صلاح الدين، الذي يمتد من جنوب القطاع إلى شماله، بتأمين من أجهزة أمن في حكومة غزة، بالتعاون مع عشائر فلسطينية».
وأوضحت الوكالة، أن الشاحنات وصلت إلى مخيم جباليا مساء الأحد، في محافظة شمال غزة، ووُضعت في مخازن تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وأول من أمس، تحدثت قناة «العالم» الإخبارية الإيرانية عن وصول 6 شاحنات مساعدات مساء السبت إلى محافظة شمال غزة، وذلك لأول مرة منذ نحو أربعة أشهر.
بموازاة ذلك، نقلت وكالة «أنباء الشرق الوسط» المصرية أمس، عن صحفيين في شمال قطاع غزة تأكيدهم، أن 19 شاحنة مُحملة بالمعلبات والطحين وكميات من الأرز والسكر دخلت من دوار الكويت إلى شمال القطاع.
وأشار الصحفيون إلى أن الشاحنات من المقرر أن تفرغ حمولتها من المواد الغذائية في أحد المستودعات التابعة لوكالة «الأونروا» في جباليا.
وقال المستشار الإعلامي لـــ«الأونروا» عدنان أبو حسنة في تصريح صحفي نقلته الوكالة: إنه «تم الاتفاق على ترتيبات لحماية شاحنات المساعدات حتى تصل إلى مستحقيها».
وأضاف: إن ما أعلنه كيان الاحتلال الإسرائيلي بشأن تورط مزعوم لبعض موظفي «أونروا» في هجوم طوفان الأقصى يظل مجرد ادعاءات، مشدداً على أن «أونروا» وحدها تستطيع تنفيذ عمليات إغاثة واسعة النطاق في غزة.
بالمقابل، تصدر لجنة مراجعة المجاعة بتصنيف الأمن الغذائي تقريراً خلال أسبوع حول الوضع في قطاع غزة، حيث حذرت فرق الأمم المتحدة على الأرض منذ فترة طويلة من مخاطر حدوث مجاعة وشيكة بسبب عدم السماح بدخول ما يكفي من الإمدادات إلى القطاع منذ 7 تشرين الأول 2023، وذلك بحسب ما ذكر موقع «اليوم» السابع الإلكتروني المصري أمس.
ووفق تحذيرات برنامج الأغذية بحسب الموقع، تم تصنيف سكان غزة بالكامل، 2. 2 مليون شخص، في مستوى الأزمة في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل أو أسوأ، وهي أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، التي سجلتها مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل على الإطلاق لأي منطقة أو بلد, وقال البرنامج: «نقول إن هناك مجاعة عندما تجتمع 3 شروط في منطقة جغرافية محددة، سواء كانت بلدة أم قرية أو مدينة أو حتى دولة وهي أن هناك 20 بالمئة على الأقل من السكان في تلك المنطقة يواجهون مستويات شديدة من الجوع، و30 بالمئة من الأطفال في المكان نفسه يعانون من الهزال أو النحافة الشديدة بالنسبة لأطوالهم، كما تضاعف معدل الوفيات مقارنة بالمتوسط. هذا المعدل بالنسبة للبالغين هو حالة وفاة واحدة لكل 10.000 يومياً، وبالنسبة للأطفال، حالتا وفاة لكل 10.000 يومياً».
ووفق البرنامج، فإن المجاعة هي مصطلح تقني، يشير إلى مواجهة السكان سوء التغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء.
وفي سياق متصل، وخلال افتتاح مؤتمر بشأن المساعدات الإنسانية لغزة في بروكسل، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس: «في غزة لم نعد على شفا المجاعة، نحن في حالة مجاعة يعاني منها آلاف الأشخاص»، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية.
وأضاف بوريل: «هذا غير مقبول، المجاعة تستخدم سلاح حرب، إسرائيل تتسبب في المجاعة».
وقال بوريل: إن قطاع غزة كان أكبر سجن مفتوح قبل الحرب، تحول اليوم إلى أكبر مقبرة مفتوحة في العالم لعشرات الآلاف من الأشخاص، ولكنها أيضاً أصبحت مقبرة للعديد من أهم مبادئ القانون الدولي الإنساني» حسبما ذكرت وكالة «الأناضول».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن