ثقافة وفن

صراع مشوق للإخوة في «ولاد بديعة» … رحلت «بديعة» وأخذت معها رغبة «عارف الدباغ» بالحياة

| وائل العدس

منذ الحلقة الأولى، لم يغب التشويق عن مسلسل «ولاد بديعة» من خلال أحداث متسارعة ومكثفة أظهرت الصراعات بين الأبطال الذين تجمعهم روابط الأخوّة والدم، من أجل استحواذ كل منهم على أموال والدهم الذي توفي تاركاً لهم ثروة كبيرة.

العمل مشغول بحرفية وإتقان عاليين نصاً وإخراجاً، فقدّم لنا أحداثاً متماسكة ومتشابكة بعيدة عن الرتابة والملل.

المسلسل من تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج رشا شربتجي وبطولة: سلافة معمار، سامر إسماعيل، محمود نصر، يامن الحجلي، نادين خوري، فادي صبيح، إمارات رزق، ندين تحسين بك، حسين عباس، ولاء عزام، هافال حمدي، لين غرة، روزينا لاذقاني، فراس إبراهيم، عدنان أبو الشامات، تيسير إدريس، رامز الأسود، مصطفى المصطفى، غزوان الصفدي، محسن غازي، إبراهيم شيخ إبراهيم، عبد الهادي الصباغ، محمد حداقي، ديمة الجندي، وسام رضا، علي صطوف، زهير درويش، أمانة والي، لينا حوارنة، مغيث صقر، وضاح حلوم، محمد خاوندي.

أحداث العمل

افتتح المسلسل بولادة الطفل «مختار» مع فرحة والده الذي يلتقي «بديعة» الفقيرة التي لا تمتلك المال من أجل إطعام ابنتها الصغيرة التي لا تحمل اسماً، فيطلق عليها اسم «سكر».

يعطف «أبو مختار» على «بديعة» بجلب الطعام لها ولابنتها، وتتطور الأحداث بمرور السنين، وتنشأ بينهما علاقة غير شرعية أدت إلى ولادة التوءم «شاهين» و«ياسين».

مستقبلاً، يخرج «مختار» من المصح النفسي ويزور والدته التي دخلت في غيبوبة في المستشفى وتحتاج إلى مبلغ كبير لإجراء عمل جراحي، ويطلب من أولاد بديعة حقه في ميراث والده الذي يتضح استيلاؤهم عليه، فيبدأ رحلة الانتقام لتحصيل ثروة والده بشتى الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة.

«مختار» هو شاب يعاني الاضطراب والأمراض النفسية بسبب اتفاق جميع أشقائه عليه وسلب حقوقه من ميراث والده، ليقرر اللجوء إلى الطبيب النفسي. ويعود بعد رحلة العلاج بقوة، حيث يبدأ برحلة الانتقام من إخوته بعبارة: «أنا مختار ابن عارف الدباغ راجع، إجا وقت الحساب».

من غير كلام

شهدت الحلقة الثامنة مقتل «بديعة» حرقاً على يد «مختار» في مشهد حزين ومؤثر.

وعلى الرغم من صمتها، فإن الفنانة إمارات رزق أسرت قلوب متابعيها، بعد أن قدمت مشاهدها بمشاعر وأحاسيس عالية سيطرت على قلوبهم معتمدة على ملامح وإيماءات وجهها فقط، من خلال نظراتها ودموعها وابتسامتها، مكتفة بترديد عبارة «يا كريم».

كما لفتت الأنظار بتجسيدها مشهد الولادة بالتعبير عن آلام المخاض من دون النطق بأي كلمة.

وبعد انتهاء مشاهدها في العمل، علقت مخرجة العمل: « كنت بعرف إنو اختيار النجمة إمارات رزق لتلعب دور «بديعة» رح يكون بمكانه ورح تقدر تقَدمه بطريقة ممتازة، عندي إيمان بالموهبة الفطرية عندها، بقدرتها على أداء الدور بطريقة صح، ما كان عندها مشكلة تلعب دور الأم وتكبّر حالها بالعمر، ما بتسأل على إظهار جمالها الطبيعي على قد ما بتهتم بجمالها وإحساسها الداخلي لتقنع الناس بشخصيتها وتخليهم يتعاطفوا معها بكل نظرة عين ودمعة وابتسامة ودون ما تحكي أي حرف».

وأضافت: «إمارات نجمة مهمة من زمان وكل مرة بتثبت أكتر أنو هي كرت رابح بأي عمل، شكراً لوجودك، كنتِ بديعة بحق وحقيق».

أمّا «عارف الدباغ/أبو مختار»، فيشعر بالحزن العميق لوفاة «بديعة»، ويتوجه إلى قبرها ويبكي بتأثر واضح، ليفارق الحياة وهو بجانبها.

ورغم اقتصار أدوارهما على حقبة الماضي في المسلسل، إلا أن الجمهور عاش حالة من الترقب لمشاهدهما.

وحظي أحد المشاهد بوافر الإعجاب حمل معه وافر الرومانسية، عندما تقترب «بديعة» من «عارف» الغاضب لتواسيه، ليشعر بالراحة ويخبرها أنها أجمل ما في حياته.

رحلت بديعة، وأخذت معها رغبة «عارف الدباغ» بالحياة، فمن رأى مشهد بكائه وحسرته ولوعته وندمه، وقف متفرجاً على هذه اللوحة الدرامية المميزة.

سائقة «الطرطيرة»

عادة ما تقدم النجمة القديرة نادين خوري أدواراً مختلفة، وهو ما ينطبق على شخصية «أم جمعة» في نوع من المغامرة والجرأة.

هي امرأة فقيرة تعيش في حي شعبي، وتبيع الجلود لأصحاب الدباغات وتنقلها من خلال «الطرطيرة» التي تقودها بنفسها وتعمل عليها عوضاً عن زوجها المتوفى لتأمين لقمة العيش.

قوية وشريرة

كما تعد شخصية «سكر» التي تؤديها الفنانة سلافة معمار أكثر ما لفت انتباه المتابعين؛ بسبب الطبيعة المختلفة للدور الذي لم تظهر به خلال أعمالها السابقة، إذ تمتلك أحد «الملاهي الليلية»، وتتميز بشخصيتها القوية والشريرة التي يشعر الجميع بالخوف منها.

يحاول زوجها «ضعيف الشخصية» استغلالها بسرقة أموالها من أجل والدته التي ترغب بافتتاح مشروعها الخاص، فيختلق كذبة بأن والدته أصيبت بمرض السرطان، من أجل تبريره لسحب الأموال، فتصدقه وتتعاطف معه.

«سكر» هي صورة المرأة التي تعاني في صغرها طفولة قاسية، فيسكن قلبها الشر ولا تعرف الرحمة، ورغم ذلك إلا أنها للمفارقة تميزت باتباعها آخر صرعات الموضة في عالم الشعر والمكياج.

الأطفال الأبطال

خلال الحلقات الأولى، أدى خمسة أطفال أدوار البطولة وهم: جاد شمسو، جاد الحمصي، زيد البيروتي، مريم علي، كريستينا حداد.

وغالباً ما يكون الرهان عند اختيار الأطفال للأدوار الرئيسية محفوفاً بالمخاطر، لأن سوء تقدير صغير في اختيار طفل واحد قد ينسف العمل كله، لكن الذي حصل أن مخرجة العمل أصابت بالاختيار فجاء أداء الأطفال مذهلاً بعد أن طوعت مواهب الأطفال لخلق حالة فنية فريدة.

وبعد انتهاء مشاهدهم علقت المخرجة رشا شربتجي: «كتير بكون سعيدة لما يشارك معي بالعمل أطفال موهوبين أذكياء وقادرين يوَصلوا إحساسهن وأداءهن العالي للناس بكل صدق، وبمسلسل «ولاد بديعة» شاركوني أطفال عندهم موهبة فطرية كَبّرت قلبي لما شفتها عم توضح أكتر قدام الكاميرا، بدي اتشكر هالأطفال الحلوين، وشكراً للأهل على تعاونهن معنا وتحملهن التعب وأوقات التصوير الطويلة، كنتوا أبطال حقيقيين، الناس حبوكم، وواثقة أنو قدامكم مستقبل كبير ومهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن