(وين كنا.. ووين صرنا) ثمة مقولة واقعية تنطبق على ما آل إليه حالنا في بعض المسارات الرياضية وخصوصاً في لعبة المثقفين.
سورية التي كانت السباقة لاستضافة كبرى البطولات الإقليمية والقارية والدولية، اليوم تعجز عن استضافة ناجحة لواحدة من المباريات الإقليمية باللعبة الشعبية والجماعية الثانية فيها.
سورية التي نجحت بامتياز في استضافة دورتي الألعاب الرياضية الخامسة عام 1975 والثامنة في التسعينيات، ودورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1987، وبطولتي العالم للسلة العسكرية في الستينيات والسبعينيات، وبطولة أوروبا لسلة الناشئين، واستضافت نخبة الأندية الأوروبية في الشهباء ضمن بطولة الأندية الأوروبية عندما كنا ننتسب إلى المنافسات الأوروبية.
ها هي اليوم تقف عاجزة عن استضافة مباراة على مستوى الأندية ضمن جولة غرب آسيا.
ما حدث في الفيحاء يذكرنا بماضينا التليد، وحاضرنا البليد، ويشكل ضربة قاسية لبرنامج الترويج المفتعل، على أن اللعبة تعيش عصر النهضة.
ويا لها من مفارقة حيث كان يعتبر المروجون أن الجمهور الكبير للعبة هو من ثمار عملهم، بينما جاءتهم السهام من الجمهور نفسه.!
والنقد الذي كانوا يصدحون به في محاولة مباشرة ومبرمجة لاعتبار وتأكيد التقصير في عمل الإدارة السابقة للمؤسسة، وإذا بهم اليوم يقعون في نفس المطب، ولكن بطريقة مخجلة وأشبه بالفضيحة التي شاهدها الكثيرون من داخل سورية وخارجها حيث كانت تنقل على عدة فضائيات.
وكم تمنينا لو يمتلك أحدهم جرأة الاعتراف بخطئه وتقصيره بدلاً من تقاذف التهم والمسؤوليات.
ومن يرد أن يكون جمّالاً فليرفع باب داره، ومن يتباهَ باستضافة مباراة دولية فليعمل على ضمان سلامة عملها، وتأمين البدائل احتياطاً لأي طارئ، مع حتمية وجود الفني المختص لمتابعة عمل التجهيزات الكهربائية المطلوبة خلال المباراة.
يبدو أن الأمور ستمر مرور الكرام. ولكن هل سيتم العمل تقنياً لاستعادة الثقة الدولية. كي نحاول إقناع أنفسنا بأن لعبتنا بخيرررر.!!