رياضة

في لجنة احتراف السلة هل تبتعد الأنظمة واللوائح عن لغة المصالح؟

| مهند الحسني

أخيراً وبعد طول انتظار شهدت لجنة الاحتراف العديد من التغييرات بعد أن تجاهل القائمون على كرة السلة الأخطاء المتكررة التي أصابت بعض اللجان في الفترة السابقة والتي تعكس ضعف أو قلة خبرة رئيسها وأعضائها، فعلى الرغم من حالة بعض اللجان المستقرة والمتطورة تستمر الملاحظات حول النصوص واللوائح الصادرة عّن لجنة الاحتراف بعد أن تكررت التساؤلات حول ضبابية النصوص والإبداع في تفسيرها وربما تغييرها أو تعطيلها باستثناء هنا أو توصية هناك.

جردة حساب

في جردة حساب نجد أن هذه اللجنة أحد أهم أسباب الاضطراب الذي يعيشه اتحاد كرة السلة، فكما خلقت قبل سنوات أزمة كبيرة بين ناديي الكرامة والوثبةً في ملف انتقال اللاعب (أشرف الأبرش) والتي لم تجد حلاً إلا بجلسة صلح بعيداً عن النصوص التي تفنن البعض بتجاوزها والقفز من فوقها نشهد هذا الموسم مع ارتفاع حدة المنافسات مزيداً من القلق والاضطراب، فمن تعليمات شفهية ومؤتمرات صحفية إلى قرارات مفاجئة وتعميمات زائغة إلى أساليب معالجة وقتية وإسعافية جعلت المسابقة تحت رحمة التفسيرات والاجتهادات وسط حالة من الرفض الجماهيري لأي قرار يصدر بعد وقوع المشكلةً، فمهما كان القرار فهو في مصلحة طرف ويعكس مصلحة طرف آخر، وكما تنازعت الاجتهادات في تفسير مواعيد تسجيل اللاعبين والإجراءات اللازمة قررت اللجنة منح فرصة لهذا النادي بزعم مبدأ العدالة في المنافسة ليثبت لاحقاً أن هذا الاجتهاد سببه افتقار اللوائح لنص واضح يحدد فترات التسجيل وشروطها، وإذا استمر العمل بهذه الطريقة فسيكون اتحاد كرة السلة مطالباً بتشكيل لجنة تفسيرية وأخرى تكميلية لتفسير واستكمال القصور الواضح في اللوائح.

لا يخفى على أحد أن غياب النص يفتح الباب أمام الاجتهادات الشخصية، والتفسيرات المزاجية وسيكون استقرار المسابقة مستحيلاً، وما دام نظام العمل في الاتحاد مستمراً بطريقة الأحمال الزائدة والفائضة، فلا بد أن يخفق من كان حلاقاً ثم انتقل لخلع الأضراس، فكيف سيكتب النجاح لبعض الأشخاص الذين تداخلت مهامهم بين الإداري والتنظيمي مع المالي والتشريعي والانضباطي مع مرافقة المنتخبات انتقالاً لتنظيم المعسكرات وصولاً إلى صنع القرارات المصيرية.

بمثل هذه الفوضى سيستمر الفشل، وبمثل هذا الضعف في الكفاءات لن يتطور العمل، ومن ارتضى أن يعمل في ما لا يعنيه سيقع في ما لا يرضيه.

اعتراف واقعي

أخيراً اعترف اتحاد كرة السلة بعجزه الكامل عن تطبيق لوائحه المتعلقة بنظام الاحتراف وأقر من خلال استبدال لجانه واللجوء للجان أسماء بعضها جديد بأن إستراتيجية تبويس الشوارب ومضافات القهوة العربية لن تأتي بخير، وبأن نتائجها السلبية ستحط على هيكل الاتحاد المتأرجح المهلهل في بعض مفاصله الحساسة.

فتطبيق لائحة الاحتراف وضمان الاستقرار التعاقدي بات أمراً شبه معدوم خلال المواسم الماضية أمام الانتهاكات المتكررة للعقود واللوائح التي كانت على مرأى ومسمع الاتحاد.

ولعل يأس بعض اللاعبين والمدربين من الوصول إلى حقوقهم في ظل اللجان الهلامية التي اكتفت بالخطابات الكلامية نقل المشاكل من مستوى اللجان إلى مستوى الاتحاد، وبعد تلويح البعض بمواجهة هذا العجز من خلال الاتحاد الدولي لكرة السلة والقضاء المحلي في حال استمرار التقاعس في حل النزاعات هو ما اضطر الاتحاد إلى التخلي عن بعض مواطن التمييع والتلميع ونقلها أو حصر صلاحياتها في لجان محددة.

خلاصة

فرحة المتضررين بالقرارات الجديدة لم تكتمل لأن بعض متسببي تعطيل تنفيذ اللوائح والمسيطرين على مفاصل كثيرة من عمل الاتحاد أعيد تمريرهم وتسميتهم هنا أو هناك في اعتراف صريح من اتحاد كرة السلة بأنه راض عن أدائهم القاصر وتجاوزاتهم التي خلطت الحابل بالنابل، لا بل تجاهل الاتحاد أيضاً، بعض مخالفاتهم المسلكية التي لم تلق إجراءات جدية ترتقي لمستوى إساءاتهم، لذلك سننتظر نتائج عمل اللجنة الجديدة والتي ستكون برئاسة خبرة رياضية وإدارية جيدة ومفيدة، ولن نتدخل في عيوب التشكيلات التي تعلق بعضها بعمق الحياد والصالح العام.

وسيكون العمل الدليل الكافي ليفصح عن قدرات الأعضاء الجدد في إصلاح وجهة الاتحاد التي ابتعدت كثيراً عن الصالح العام والعمل المؤسسي، كما سنتجاهل وجود بعض الأسماء في بعض اللجان من فاقدي الخبرة والحياد، وسنترك هامشاً من التفاؤل بأن تنجح الصدمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن