«مفوضية حقوق الإنسان»: قيود الاحتلال على دخول المساعدات تعد جريمة حرب … «يونيسيف»: أطفال القطاع يموتون جوعاً وعطشاً
| وكالات
مع وصول 4 طائرات عربية وأجنبية إلى مطار العريش في مصر محملة بأكثر من 80 طناً من المساعدات، أكدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أمس، أن القيود التي يفرضها كيان الاحتلال الإسرائيلي على دخول تلك المساعدات إلى قطاع غزة تعد جريمة حرب، فيما دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» العالم، إلى تحرك عاجل بشأن الأوضاع في غزة التي يموت أطفالها جوعاً وعطشاً.
وقال المتحدث باسم «المفوضية» جيريمي لورانس في تصريح نقلته وكالة «رويترز»: إن «استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات إلى غزة، إضافة إلى الطريقة التي تواصل بها الأعمال القتالية، قد يصل إلى حد استخدام التجويع وسيلة حرب، وهو ما يعد جريمة حرب».
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لـ«اليونيسيف»، كاثرين راسل على حسابها بمنصة «إكس»: إن الأطفال شمال قطاع غزة يموتون جوعاً وعطشاً»، مشددة على أن الأوضاع في القطاع تستوجب تحركاً عاجلاً من العالم بأسره، وذلك حسبما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية.
وأشارت راسل إلى أن تقرير «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي IPC»، الذي أعدته مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، «تؤكد أسوأ مخاوفها».
وأول من أمس، أظهر تقرير «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي»، الذي أعدته مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، أن 70 بالمئة من سكان شمال قطاع غزة يواجهون «جوعاً كارثياً».
وباليوم نفسه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إن «تقريراً دعمته المنظمة العالمية، أشار إلى أن المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة»، مشدداً على ضرورة «التحرك الآن لمنع ما لا يمكن تصوره أو قبوله أو تبريره في قطاع غزة».
وأضاف: إن «هذه الكارثة هي بالكامل من صنع الإنسان، ويوضح هذا التقرير أنه يمكن وقفها»، مطالباً الاحتلال الإسرائيلي بـ«ضمان الوصول الكامل وغير المقيد للسلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة».
وفي السياق، وصفت مديرة «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» سامانثا باور في بيان نقلته مواقع إلكترونية داعمة للمعارضات أمس، ما جاء في تقرير أممي يحذر من خطر المجاعة شمال قطاع غزة من جراء عرقلة المساعدات الإنسانية، بأنه «حدث مروع».
وقالت: إن «التقرير الذي نشره التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يشير إلى أن المجاعة أصبحت الآن «وشيكة في المحافظات الشمالية» في غزة.
وأضافت: «من المتوقع أن تحدث المجاعة في أي وقت بين منتصف آذار وأيار 2024».
ولفتت، إلى أن «المستويات الكارثية للجوع وسوء التغذية الموصوفة في تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، لا يمكن تصورها، ولكن بالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، فهذا هو الواقع».
في غضون ذلك، وصلت إلى مطار العريش الدولي، 4 طائرات عربية وأجنبية محملة بالمساعدات لمصلحة أهالي قطاع غزة، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية أمس.
وأوضح مصدر مسؤول بمطار العريش في تصريح نقلته الوكالة، أن الطائرتين الأولى والثانية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحملان 80.5 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية لمصلحة قطاع غزة.
وتزامن ذلك، مع تسيير الأردن طائرة مساعدات إنسانية جديدة لأهالي قطاع غزة تحمل مساعدات إغاثية – إيوائية (خيماً) بدعم من «منظمة إنيرا» الأميركية غير الحكومية، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية والجيش الأردني، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «عمون».
وفي السياق، نقلت قناة «المملكة» الأردنية عن الأمين العام لـــ«الهيئة الخيرية» الأردنية حسين الشبلي خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام تحت عنوان «الجهود الإغاثية والإنسانية للهيئة الخيرية»: أن «أكثر من 212 مليون دولار القيمة الإجمالية للمساعدات التي أرسلتها الهيئة إلى فلسطين قبل الـ7 من تشرين الأول».
وأضاف الشبلي: إنه نُفذ من الأردن 117 إنزالاً جوياً على قطاع غزة، منها 50 إنزالاً أردنياً نفذها الجيش الأردني، و67 بالشراكة مع دول شقيقة وصديقة.
وأشار إلى أنه تم إرسال 508 شاحنات في إطار الجسر البري الإغاثي إلى غزة، 333 منها بالتعاون بين الهيئة والمنظمات الدولية، و175 بالتعاون مع الجيش الأردني.
ولفت إلى أن 48 طائرة إغاثية أرسلت من خلال «الهيئة الخيرية» إلى مطار العريش، ثم إلى معبر رفح، ليصار لإيصالها إلى قطاع غزة، حيث إنه لدى «الهيئة» مشاريع وبرامج عدة، مشاريع طارئة وصحية وموسمية وتعليمية، ومشاريع التمكين والتنمية المستدامة.
وبين أنه يتم توزيع من 2000 إلى 2500 وجبة وطرد غذائي يومياً على الأسر العفيفة في قطاع غزة بالتعاون مع جمعيات وهيئات تطوعية داخل القطاع، حيث يوجد قرابة 10 آلاف طن من المساعدات في مستودعات «الهيئة» بانتظار إرسالها إلى القطاع.
وقال الشبلي: إن «الأردن سبّاق في رسم الدبلوماسية الإنسانية المتمثلة في تقديم الدعم والمساعدات الخارجية التي شملت عدة دول هي فلسطين، والسودان، ولبنان، وسورية، وباكستان وغيرها».
وبين الشبلي أن مجموع المستفيدين من «الهيئة» بالمتوسط يبلغ سنوياً 83 ألف بقيمة إجمالية تتجاوز المليون دولار.