بعد الفشل في ملف لاعبي مستعيدي الجنسية لابد من العودة لبناء نواة منتخب شاب للمستقبل
| مهند الحسني
انتهت مباريات النافذة الأولى من التصفيات الآسيوية لكرة السلة وحقق منتخبنا نتائج وجدها القائمون عليها بأنها جيدة بعد أن خسر أمام منتخب لبنان وفاز على منتخب الإمارات، وعلى الرغم من هذا الفوز غير أن سلتنا مازالت تسير بخطوات عرجاء وغير واضحة ويبدو أن القائمين عليها مازالوا يبحثون عن نتائج مسبقة الصنع بعيداً عن أي إستراتيجية واضحة المعالم للمستقبل.
دعونا نتحدث بصراحة ونعترف بأن السلة السورية في عهد الاتحاد الحالي أخفقت في تحقيق نتيجة جيدة، وكانت مشاركاتها الخارجية أشكالاً وألواناً بين الرفض هنا والقبول هناك، وذهب البعض إلى إلقاء التهم والمسؤولية على اتحاد السلة واتهموه بالتقصير والفشل وبأنه هو المتسبب الوحيد لكل هذه النكبات والانتكاسات، وكأن سلتنا كانت قبل سنوات قليلة كانت متربّعة على منصات التتويج وخاضت أدواراً متقدمة في كأس العالم.
والحقيقة التي يعرفها الكثيرون بأن السلة السورية لا تملك في جعبتها أي إنجاز عربي أو قاري، وكان أفضل مركز حققته في مشاركاتها بنهائيات آسيا في عام ٢٠٠١ بالصين عندما كانت تمتلك لاعبين من الجيل الذهبي الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ سلتنا، ولم تكن هذه النتائج نتاجاً لجهود القائمين على اللعبة حينها.
ملف معقد
حسبما ورد إلينا من معلومات أن ملف اللاعبين مستعيدي الجنسية بات يعترضه الكثير من المنغصات والعقبات وجميعها فوق إمكانات القائمين على هذا الملف، وبدا ذلك واضحاً في النافذة الأخيرة التي شارك فيها منتخبنا من دون أي لاعب مغترب بسبب الشروط الصعبة التي يفرضها الاتحاد الدولي، فعلى هذا الواقع لابد للاتحاد أن يضع هذا الملف خلف ظهره ويلتفت للعمل على منتخب جديد للمستقبل تكون معدل أعمار لاعبيه 21 سنة مع ضم لاعب أو اثنين من اللاعبين الكبار وتأمين كادر أجنبي عالي المستوى لهذا المنتخب مع فتح باب المشاركات أمامه ونسيان النتائج الرقمية لأنه في طور الإعداد والبناء، بهذا التصرف يكون الاتحاد (ضرب عصفورين بحجر واحد) نجح في تشكيل نواة منتخب للمستقبل إضافة إلى أنه سيعمل على ملف اللاعبين مستعيدي الجنسية بهدوء وترو ولابد حينها أن تثمر جهوده عن نتائج جيدة ونرى بعض من هؤلاء اللاعبين بين صفوف منتخبنا أسوة ما يجري من نجاحات في هذا الملف في اتحاد الكرة.
في مكان آخر
تراجع نتائج منتخباتنا لا يمكن أن نحمّل الاتحاد كامل المسؤولية عنها رغم أخطائه الفادحة في هذا الموضوع، غير أن هناك من ساهم في سوء النتائج وهي الأندية التي مازالت تعمل بطريقة عشوائية لا تنم عن عقلية احترافية عالية، وهذا من شأنه أن يفرز مواهب وخامات لا تجيد التعامل مع أبجديات كرة السلة الحديثة وبالتالي هذا يصب في بوتقة المنتخب الوطني الذي يعاني أمرين مهمين، الأول هو سوء التحضير والثاني عدم وجود لاعبين يعرفون ألف باء كرة السلة ولابد هنا أن تكون نتائج غير جيدة، فكيف يمكن أن يكون الحصاد مثمراً إذا كانت عملية الزرع فجة وغير صحيحة.
خطوة لابد منها
يجب أن نكون متفائلين بالمرحلة القادمة وخاصة أن هناك جيلاً من اللاعبين الشبان يبشر بالخير لذلك لن تكون الخسارات الكثيرة التي منيت بها منتخباتنا الوطنية نهاية العالم، لأن ميزان الرياضة يتساوى فيه الفوز والخسارة بشرط أن يستفيد الفائز من فوزه، ويتعلم الخاسر من أخطائه، واتحاد السلة يجب أن يستغل حالة العطاء التي توليها القيادة الرياضية للعبة ووجود بعض الشركات الوطنية التي دخلت على خط الدعم، ويعمل على تشكيل منتخب للمستقبل.
ويجب أن يكون له دور إشرافي على سير تحضير فرق القواعد في جميع الأندية، حيث لا يجوز أن يقود مدرب أي فريق من دون أن يكون مؤهلاً بدورات عالية المستوى، مع إمكانية وضع نظام مسابقات عالي المستوى لدوري الفئات العمرية على أن يلعب اللاعب عدداً كبيراً من المباريات بعيداً عن سلق هذه المسابقات واختصارها بعدد قليل من المباريات تكون رفع عتب لا أكثر، وأن تكون هناك متابعة دقيقة لجميع تفاصيل خطته على أرض الواقع، مع إمكانية السعي وراء بناء صالات تدريبية في جميع المحافظات لما لها من دور مهم في رفع مستوى الأندية واللاعبين.
ما نتمناه لسلتنا الوطنية لا يحتاج تطبيقه إلى أحجية أو معادلات كل ما يحتاجه هو النوايا الصادقة ودعوة حقيقية للخبرات المبعدة أو المستبعدة لأسباب شخصية ومنحها كامل الصلاحيات للعمل بحرية ومن ثم وضع عملها في ميزان المحاسبة والتقييم.
فهل اتحاد السلة قادر على ذلك أم سيبقى عمله محصوراً في رفع الشعارات والوعود والحجج دون أن يأتي بأي شيء جديد.