شؤون محلية

شركة الوليد للغزل وتحدي الواقع الصعب … المدير العام لـ«الوطن»: بخبرات فنية محلية تمت عملية إقلاع للشركة لتبدأ مسيرة النجاح

| محمود شاهين

شركة الوليد للغزل واحدة من الشركات المهمة التي توزعت على مساحة سورية منذ بداية نهضتها الاقتصادية في السبعينيات، وكان للشركة دورها في تزويد السوق بالخيوط ذات الجودة العالية، ومع الأحداث التي تعصف بسورية، تأثرت القطاعات كافة، ومنها القطاع الصناعي، وشركة الوليد للغزل ضمناً، إضافة إلى الضغوط الكبيرة على الواقع الصناعي، ولكن إيمان السوري بوطنه وعمله، جعل العاملين الفنيين قادرين على تجاوز الواقع، وعلى إعادة الحياة إلى آلاتهم، والتحول إلى شركة رابحة بينما تتجاوز سورية واقعها.

«الوطن» التقت المهندس علي شنتير المدير العام لشركة الوليد للغزل، الذي تحدث بكل واقعية وشفافية عن الشركة وواقعها، وأشاد بجهود الفنيين وتعاون الجهات المعنية.

من الإحداث إلى اليوم

أعطى المهندس علي شنتير صورة عن شركة الوليد منذ إحداثها بمرسوم تشريعي وحتى الآن:

أحدثت شركة الوليد للغزل بالمرسوم التشريعي رقم /1203/ تاريخ 13/12/1978وبدأت العمل كشركة اعتبارا من 1/1/1979 وبملاك عددي /1435/ عاملاً وتتضمن معملين:

المعمل رقم /1/: يقوم بإنتاج الغزول الممزوجة وبطاقة قصوى 1807 أطنان.

المعمل رقم /2/: يقوم بإنتاج الغزول القطنية وبطاقة قصوى 7230 طناً.

وعن واقع العمال وما يتم تقديمه لهم أضاف المدير العام:

يبلغ حالياً العدد الإجمالي للعمال /976/ عاملاً وعاملة وتقوم الشركة بتقديم الأدوية والخدمات الطبية لهم بتغطية 100 بالمئة لكل الإجراءات الطبية ضمن المستشفى العمالي كما تقوم بتأمين النقل لهم عبر التعاقد مع سيارات خاصة تنقلهم من الشركة وإليها وبتغطية لكل مناطق المحافظة وريفها وتقديم ميزات عينية /حذاء- لباس- وجبة غذائية – معاطف مطرية- ستر جلدية- سلل غذائية/ وتحاول الإدارة جاهدة تلبية جميع المتطلبات التي تصب في مصلحة العمال.

واقع عمل الشركة

شأنها شأن كل الشركات والواقع الإنتاجي، عانت شركة الوليد من مشكلات أدخلتها في مرحلة العجز، ثم استطاعت بجهود الكادر الإداري والفني أن تتجاوز وأن تتحول في إنتاجها:

خلال السنوات الماضية كانت الشركة تعاني من ضعف فني وتراجع إنتاجي بشكل كبير ونقص حاد بالسيولة المالية وخوف من عدم إمكانية تأمين رواتب للعمال ما كان سيؤدي لتوقف الشركة عن العمل لكن خلال العام الماضي تم العمل وبالتوازي على الصعد الفنية الإنتاجية والتسويق ومتابعة الخيوط المنتجة في جميع مراحل العمل من الفتح إلى الغزل النهائي وعلى الصعيدين الفني والإنتاجي وتأمين ما يلزم من الكثير من القطع التبديلية عن طريق المشغل الفني في الشركة وإصلاح العديد من اللوحات الكهربائية بخبرات محلية وبجهود فنيي الشركة ما أعطى نتائج عمل ممتازة وتحسن الوضع الفني وزادت الطاقة الإنتاجية وجودة الخيط المنتج ما أدى لزيادة عدد الآلات العاملة في جميع مراحل الإنتاج وزيادة الكميات المنتجة حيث تضاعفت نسب التشغيل.

الإنتاج والسوق

وتحدث المهندس شنتير عن الأسباب التي جعلت الشركة تنهض في إنتاجها، وعلاقتها بالسوق فقال:

وزادت كميات الإنتاج لثلاثة أضعاف ما أدى بدوره لزيادة المبيعات نتيجة الطلب المتزايد للخيوط المنتجة بسبب نوعيتها الجيدة، حيث زادت المبيعات ستة أضعاف عن السنة السابقة وبقيمة ما يقارب 30 ملياراً علماً أنه تم التركيز في هذا العام على إنتاج النمر الرفيعة وفقاً لمتطلبات السوق المحلية وحاجة الشركات التابعة للمؤسسة النسيجية، نذكر منها الخيوط القطنية ذات النمر (24 -20 قطن) والنمرة (30- 24 ممزوج قطن وبوليستر) وبجودة عالية وحسب المواصفات القياسية.

التحول إلى الربح

أضاف المهندس شنتير بأن التحولات الفنية، والدافعية استطاعت أن تحوّل الشركة من شركة تقع تحت العجز إلى شركة رابحة في نهاية السنة المالية وتناول الصعوبات التي تواجه الشركة وآليات التعامل معها، ونتيجة لهذا العمل أنهت الشركة السنة المالية لتكون رابحة بما يقارب 16 ملياراً والذي أدى لاستقرار وضع الشركة وتأمين رواتب العمال، ويكون عمل الشركة رديفاً جيداً للمؤسسة النسيجية من الناحية الإنتاجية والمالية على الرغم من جميع الصعوبات التي تتعرض لها الشركة من نقص العمال وغياب الحوافز والمكافآت ومن نقص القطع التبديلية نتيجة الحصار الجائر على بلدنا الحبيب وقدم الآلات، حيث أغلبها من جيل السبعينات التي تم تجاوزها من خلال الصيانات الدورية التي يقوم بها عمال الشركة وانقطاع التيار الكهربائي الذي يؤدي نتيجة الرفات الكهربائية إلى أعطال ميكانيكية وكهربائية في الآلات وتقطعات في الخيوط، والتي تم تجاوزها من خلال توحيد وتكثيف الجهود من فنيي الشركة، وبالمتابعة الدقيقة من إدارة الشركة والمؤسسة النسيجية موفرين مئات الملايين من أسعار القطع التبديلية والإصلاح خارج الشركة، كل هذا العمل لم يكن ليتوج ويثمر لولا المتابعة والدعم من المؤسسة والسيد الوزير الذي يتابع وضع الشركة مشكوراً رغم حجم العمل الذي تعانيه الوزارة.

إن الجهود الفنية والإخلاص في العمل استطاعت أن تخرج بالشركة من واقع يقترب من الإغلاق إلى واقع مختلف رابح على الرغم من كل الصعوبات والظروف التي تعصف بسورية، وبالخبرات الفنية تجاوزت الشركة مشكلة الآلات القديمة، وتحولت بالجهود المخلصة إلى شركة تسهم في بناء الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن