عربي ودولي

جنوب إفريقيا: إسرائيل تتحدى «العدل الدولية».. وإيرلندا: نرى تاريخنا بعيون الفلسطينيين … البابا فرنسيس يدعو إلى بذل الجهود كلها لوقف العدوان على غزة

| وكالات

على حين جدد بابا الفاتيكان فرنسيس دعوته للسلام في غزة، أكدت جنوب إفريقيا أن الكيان الإسرائيلي يسجل سابقة خطرة في تحدّيه قرارات أرفع محكمة في الأمم المتحدة، وذلك بالتزامن مع دعوة بريطانيا إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.
وحسب وكالة «رويترز»، جدد البابا فرنسيس، أمس الأربعاء، دعوته للسلام من خلال التفاوض، مُعبراً عن أسفه إزاء الصراعين الداميين في أوكرانيا وغزة، وقال البابا في تصريحات مقتضبة في ختام عظته بساحة القديس بطرس: «يجب ألا ننسى أبداً أن الحرب هي دائماً هزيمة، ولا يمكننا الاستمرار في الحرب، لا بد أن نبذل كل الجهود للتوسط، والتفاوض على إنهاء الحرب.. دعونا نصلّي من أجل ذلك»، مشيراً إلى الحرب في أوكرانيا والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
ولم يقرأ البابا فرنسيس مجدداً معظم كلمته المعدة مسبقاً، إذ يعاني البابا- 87 عاماً- من مشكلات في الحركة وأصيب خلال الأسابيع القليلة الماضية بنزلات برد ونوبات التهاب في الشعب الهوائية، وأوكل المهمة إلى أحد مساعديه، وقال لجمهوره إنه لا يزال مضطراً لتقليل خطاباته العامة.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية السلوفاكي يوراي بلانار أن تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يكمن في إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وقال في تصريح لوكالة الأنباء السلوفاكية أمس: إن «مئات الآلاف من الفلسطينيين يوجدون الآن في قطاع غزة على حافة البقاء أحياء، الأمر الذي لا يمكن قبوله بسبب سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل بحقهم».
وشدد على أن الأمر المفصلي الآن يكمن في ضرورة وقف إطلاق النار، وفي فتح الممرات البرية لوصول المساعدات إلى القطاع، وأشار إلى أن سلوفاكيا قررت تقديم مساعدة إنسانية لقطاع غزة بقيمة 2.5 مليون يورو.
وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور اعتبرت أن الكيان الإسرائيلي يسجل سابقة خطرة في تحدّيه قرارات أرفع محكمة في الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن غزة تشهد حملة تجويع من جراء ممارسات وسياسات الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن باندور قولها في ندوة في مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي خلال زيارة لواشنطن: إن «إسرائيل تحدّت قراراً أصدرته محكمة العدل الدولية في كانون الثاني الماضي وأمرتها فيه ببذل كل ما بوسعها لمنع الإبادة الجماعية في غزة».
وأضافت: «نشهد حالياً أمام أعيننا تجويعاً جماعياً ومجاعة وهذا يدفعنا للتحذير من تداعيات خطوة قد تشكّل مثالاً يحتذى»، وأوضحت باندور أن سلوك إسرائيل يمكن أن تفسّره دول على أنها قادرة على القيام بما تريد من دون أي محاسبة، وتقاضي جنوب إفريقيا الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية في العدوان الوحشي المستمر الذي يشنه على قطاع غزة.
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أمس الأربعاء: إن وقف القتال بين إسرائيل وحركة حماس أمر ضروري للسماح بإطلاق سراح المحتجزين من قطاع غزة، مؤكداً أن هناك حاجة أولاً إلى استيفاء الكثير من الشروط من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف كاميرون خلال زيارة إلى تايلاند: «ما يجب أن نحاول القيام به بشكل حاسم هو تحويل هذا التوقف إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار»، مردفاً بالقول: «لن نفعل ذلك إلا إذا تم استيفاء مجموعة كبيرة من الشروط.. علينا إخراج قادة حماس من غزة، وعلينا تفكيك البنية التحتية الإرهابية»!
وبعد ساعات قليلة لمعاتبته ومفاجأته للرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض بدعم صريح لغزة، قدم رئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار استقالته وأعلن تنحّيه عن رئاسة الحكومة وزعامة حزب «فاين غايل» المشارك في الائتلاف الحاكم، معللا ذلك بأسباب «سياسية وشخصية».
وكان فارادكار اغتنم فرصة استضافة بايدن لعيد القديس باتريك، لتسليط الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وفاجأ فارادكار، الذي تعد بلاده من أكثر المنتقدين الأوروبيين للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة الرئيس الأميركي بإظهار التعاطف مع الشعب الفلسطيني، وقال: إن «الشعب الإيرلندي منزعج للغاية بشأن الكارثة التي تتكشف أمام أعيننا في غزة.. عندما أسافر حول العالم، كثيراً ما يسألني القادة عن سبب تعاطف الإيرلنديين الكبير مع الشعب الفلسطيني»، وتابع موضحاً: «الجواب بسيط: نحن نرى تاريخنا في عيونهم، قصة تهجير وسلب، وهوية وطنية موضع شك وإنكار، وهجرة قسرية، وتمييز، والآن الجوع»، حسبما ذكرت مجلة «التايم» الأميركية.
وكرر فارادكار دعوات بلاده إلى وقف دائم لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية وحل الدولتين، وقال: إن «سكان غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والدواء والمأوى، والأهم أنهم بحاجة إلى توقف القنابل، هذا يجب أن يتوقف على الجانبين»، ودعا أيضاً إلى الإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس.
وشدد فارادكار على الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في إحلال السلام في الشرق الأوسط، وقال: «أعتقد أنه من الممكن أن تكون مع إسرائيل وفلسطين وأعتقد أنك تفعل ذلك أيضاً»، وأشار إلى دور الولايات المتحدة «الحاسم في عملية السلام في إيرلندا».
وبعد هذا الموقف بساعات، أعلن فارادكار استقالته وقال بتأثر للصحافيين في دبلن «أعلن استقالتي من رئاسة وقيادة فاين غايل، وسأقدم استقالتي من رئاسة الوزراء متى بات خليفتي قادرا على تولي هذا المنصب»، وأضاف: «بعد سبع سنوات في المنصب، لا أشعر بأنني الشخص الأفضل لهذه المهمة».
وأتت تلك الخطوة بعد أن اتهِم الحزب بأنه منفصل عن الناخبين عقب هزائم انتخابية مني بها مؤخراً، وفشله للتعامل مع قضايا معقدة على رأسها سياسة الهجرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن