عربي ودولي

عوائل الأسرى تغلق طريقاً وسط تل أبيب: لا عودة من قطر من دون صفقة … «هآرتس»: الاغتيالات الإسرائيلية فشلت في القضاء على المقاومة

| وكالات

أكدت صحيفة «هآرتس» إخفاق الاغتيالات الإسرائيلية في القضاء على المقاومة أو إلحاق الهزيمة بها، مشيرة إلى أن حماس متجذّرة في المجتمع الفلسطيني، ولا تستسلم في الميدان، في حين تتواصل تظاهرات عوائل الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية مع إخفاق حكومة الاحتلال باستعادة أبنائهم، وأغلق المحتجون طريق «أيالون» الرئيس وسط «تل أبيب» خلال ساعة الذروة، وسط مطالبات بـ«صفقة الآن» مع فصائل المقاومة الفلسطينية لإعادة الأسرى.
وتناولت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قضية الاغتيالات التي يزعم جيش الاحتلال تنفيذها ضدّ قادة في المقاومة الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة، مشيرةً إلى الفشل الذريع لهذا الأسلوب تاريخياً في القضاء على المقاومة أو إلحاق الهزيمة بها.
وأكدت الصحيفة في مقال كتبه يوسي ميلمان، المحلّل في شؤون الاستخبارات أن الوصول إلى قادة حماس واغتيالهم لن يقضي عليها، مشدّدةً على أن الحركة متجذّرة في المجتمع الفلسطيني، بالضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسورية، وخارج الشرق الأوسط أيضاً.
وفي السياق نفسه، ذكرت الصحيفة أن أحد أكثر الأوهام الإسرائيلية شيوعاً هو أن «قطع رؤوس» سيساعد في أن «تختفي المشكلة الفلسطينية»، وهو ما «يفهمه كثيرون، حتى في المؤسستين الأمنية والعسكرية».
وأضافت «هآرتس»: إن حماس «لا ترفع يديها» وتستسلم، بل إنها تواصل القتال، على حين تغيّر تكتيكاتها، ووفقاً للصحيفة يتجلى إصرار الحركة في حقيقة أن مجاهديها ينجحون في العودة إلى المناطق التي ادّعى الجيش الإسرائيلي احتلالها في غزة، ففي هذا الأسبوع عاد المقاومون لمواجهة قواته في محيط مستشفى الشفاء، شمالي القطاع.
في المقابل، يقوم جيش الاحتلال بنسب عدّة رتب إلى قادة المقاومة الذين يزعم اغتيالهم، في خطوة «تهدف بداهةً إلى تعظيم الذات، وإظهار مدى نجاحه في الحرب على حماس»، حسبما أوضحت الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الواقع الميداني أكثر تعقيداً، حيث تلحق المقاومة بـ«الجيش» الإسرائيلي كثيراً من الخسائر في صفوف الجنود والضباط، فمنذ بدء المعارك البرية في القطاع سقط المئات منهم، في حين هناك عدة آلاف من المصابين أيضاً، إضافة إلى ذلك، ثمة إصابات «غير مرئية»، إذ يعاني الكثيرون في صفوف جيش الاحتلال اضطرابات ما بعد الصدمة، والتي قد تظهر علاماتها بعد أشهر أو سنوات من انتهاء القتال، كما تابعت الصحيفة.
وحسبما أوردته الصحيفة أيضاً، ثبت في الواقع أن إحدى الفرضيات التي دأب الاحتلال على ترويجها، ومفادها أن كبار قادة حماس «يختبئون مع أسرى في أنفاق، من أجل استخدامهم دروعاً بشرية»، غير صحيحة.
وأضافت «هارتس»: إنه على مدى عقود من اغتيال قادة فلسطينيين وعلماء نوويين إيرانيين وغيرهم، وقع الكثيرون في حكومات إسرائيلية، وفي المؤسستين الأمنية والعسكرية، في «حبِّ استخدام هذه الوسيلة»، وتابعت بقولها إن كل محاولات الحكومة ولجنة الخارجية والأمن، وخاصة منظمات التجسس، «لم تنجح في صياغة عقيدة اغتيالات».
وأكدت الصحيفة أنه يجب تذكّر أن الاغتيالات في كلّ الأحوال «لها تأثير محدود وقصير الأجل»، وفي هذا الإطار، أشارت إلى اغتيال القائد في حزب الله، الشهيد عماد مغنية، عام 2008 في العاصمة السورية دمشق، في عملية مشتركة لـ«الموساد» ووكالة الاستخبارات المركزية.
ولفتت أيضاً إلى قيام الولايات المتحدة الأميركية باغتيال قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني، الشهيد قاسم سليماني، في بغداد، عام 2020، وبشأن هذين الاغتيالين، شدّدت «هآرتس» على أنّهما «لم يُسفرا عن تحوّل إستراتيجي، فحزب اللـه وقوة القدس يواصلان عملهما بقوة وعزيمة».
وأمام ذلك، خلصت الصحيفة إلى أن «على إسرائيل ألا تنتشي بالاغتيالات.. يجب أن تفهم أنها ليست كلّ شيء، وليست بديلاً من الإستراتيجية»، وأضافت: إن الحرب على غزة «ستنتهي من دون صورة انتصار لإسرائيل، وحتى اغتيال قادة من حماس لن يغيّر هذه الحقيقة»، موضحةً أن «الطريقة الوحيدة لإخراج إسرائيل من مستنقع غزة هي خطوة إستراتيجية سياسية متعددة الساحات»، في غزة والضفة الغربية داخل فلسطين المحتلة، إقليمية في الشرق الأوسط، ودولية.
في غضون ذلك خرجت عوائل الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، صباح أمس الأربعاء، في تظاهرات مناهضة لحكومة نتنياهو التي عجزت حتى اللحظة عن إعادة أبنائهم، وأغلق المحتجون طريق «أيالون» الرئيس وسط «تل أبيب» خلال ساعة الذروة، وسط مطالبات بـ«صفقة الآن» مع فصائل المقاومة الفلسطينية لإعادة الأسرى.
وحملت عوائل الأسرى ومتظاهرون آخرون لافتة ضخمة عليها صور أعضاء «الكابينت»، وكتب عليها: «لا عودة من قطر من دون صفقة»، وقالت إحدى عوائل الأسرى الإسرائيليين: «بعد ستة أشهر، حان وقت إعادتهم، إسرائيل تخلّت عن مواطنيها وجنودها ولا تريد أن تكون جزءاً منها»، مضيفة: نحن هنا لنذكركم بأنّنا لم نتوقف ولن نتوقف حتى تتولى الحكومة الإسرائيلية إعادتهم.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المحتجين دعوا إلى انتخابات مبكرة، ووصلوا صباح أمس إلى منازل أعضاء «الكنيست» ووزراء من الائتلاف الحاكم، ودعوا إلى إقالتهم، وكتبوا على الشارع كلمة «مُقال/ة»، ومن المتوقع وصول المحتجين إلى «الكنيست» مع كتابة كلمة «إقالة» لكل الوزراء وأعضاء «الكنيست» من الائتلاف.
وتتزايد الخلافات الداخلية الإسرائيلية عند أكثر من ملف، بالتزامن مع الحرب المستمرة على قطاع غزّة منذ أكثر من 5 أشهر، في ظل الفشل في تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب، وبعد تعارض حاد في المواقف والآراء بشأن إدارة الحرب ومفاوضات التوصل إلى صفقة أسرى، يبرز الخلاف بين المستوطنين «الحريديم» وغيرهم في كيان الاحتلال، بسبب رفضهم التجنيد في صفوف «الجيش» الإسرائيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن