الأولى

في حماة.. المناسبة تُنَشِّطُ الحوالات الخارجية وتحرك الأسواق … في عيد الأم.. قصص كفاح لسيدات حوّلن الألم إلى أمل

| اللاذقية - عبير محمود - حماة - محمد أحمد خبازي

يمر عيد الأم هذا العام على الأمهات السوريات في وقت لم تعد فيه الأمومة رمزاً فقط لإنجاب وتربية الأطفال، وإنما تحولت في هذه الظروف إلى كفاح وعمل، هذه الأم التي لم تتوانَ ولو للحظة واحدة عن تقديم أغلى ما لديها لتكون ليس أماً فقط لأسرة بل لأجيال يتعلمون منها الصبر والمصابرة، هذه الأم التي كافحت الحياة في ظروف حرب مرت على سورية كانت قاسية.

«الوطن» رصدت قصصاً لأمهات في محافظة اللاذقية، أمهات تحولن إلى كتب ننهل منهن كل شيء عن الكفاح.

«أم علاء» والدة شهيد ومريضة سرطان تكافح في الحياة لإعالة أسرتها المكونة من 4 أبناء بعد أن فقدت أكبرهم خلال أدائه واجبه الوطني ضد المجموعات المسلحة عام 2016، وكانت تعمل بصنع الفطائر أمام منزلها في مدينة اللاذقية، إلا أنها وكما قالت لـ«الوطن» فقدت هذا العمل بسبب عدم توافر الغاز بما يكفي لهذه المهنة، إلا عن طريق السوق السوداء التي لا قدرة لها على شرائه منها بأسعار مرتفعة جداً.

من جهتها، ذكرت السيدة أم خليل في حديثها لـ«الوطن» أن تجربتها القاسية مع الزمن حوّلتها من أم عادية إلى أم مكافحة ضد قساوة الحياة لتتجاوز بصبرها المطبات العائلية من جهة ومن جهة ثانية المطبات المعيشية.

وبيّنت أم خليل، وتعمل مقيمة أطفال عند عائلة بمدينة اللاذقية، أن عيد الأم فقد بهجته بظل هذه الظروف وهي تعمل بعيدة عن أولادها، مقهورة تتحدى الظروف وخصوصاً بعد انفصالها عن زوجها.

وفي حماة بيَّنَ العديد من أصحاب المحال التجارية في أسواق ابن رشد والدباغة والطويل بمدينة حماة لـ«الوطن»، أن مناسبة عيد الأم كسرت الجمود المسيطر في الأسواق، وحرَّكت البيع والشراء، ولكن بشكل خجول لم يرق إلى مستوى السنوات السابقة!

وذكرت رنيم وهي موظفة في مديرية التربية لـ«الوطن» أنه لولا الحوالة التي أرسلها لهم شقيقها من السعودية لما تمكنت من شراء هدية لأمها بهذه المناسبة، مبينة أنها بقيمة الحوالة اشترت هدية لأمها وأخرى لها كما أوصاها أخوها لتفرحا معاً رغم لوعة غيابه عنهما.

وذكرت أمهات لـ«الوطن» أنهن تلقين حوالات من أبنائهن المغتربين بدول الخليج وفي أوروبا، لشراء كل ما يرغبن به كهدايا في عيد الأم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن