رياضة

وقفة مع فرق الصدارة في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى … الباريسي وحده حافظ على العهد وتخاذل غير منطقي لنابولي

| خالد عرنوس

بعد مضي ثلاثة أرباع الموسم تقريباً على مستوى الدوريات الأوروبية الكبرى بدت الصورة أكثر وضوحاً بالنسبة للأبطال القادمين في معظمها مع بقاء بعض التفاصيل المهمة المتعلقة بالمنافسة على المقاعد المؤهلة إلى المسابقات الأوروبية ووحده البريميرليغ مازال يحتفظ بكل أسراره مع وجود ثلاثة أندية في القمة والفارق بينهما لم يبلغ نقاط المباراة الواحدة على حين باتت مسألة التتويج في البطولات الأخرى مسألة وخاصة في الدوري الإيطالي حيث الفارق الشاسع بين المتصدر وأقرب ملاحقيه وبشكل أقل قليلاً ينطبق الأمر على سان جيرمان في فرنسا وريال مدريد في إسبانيا وباير ليفركوزن في ألمانيا.

ففي الليغا بلغ الفارق بين ريال مدريد وبرشلونة ثماني نقاط وتراجع جيرونا إلى المركز الثالث وبات همه الحفاظ على موقعه في مربع المقدمة على حين أشعلت هزيمة الأتلتي الأخيرة أمام البرشا المنافسة على المركز الرابع الذي استحوذ عليه حالياً أتلتيك بلباو، وفي السييرا A باتت المنافسة بين ميلان واليوفي على الوصافة هي الهم والاهتمام ومثلها معركة المقعد الرابع المؤهل إلى الشامبيونزليغ مع دخول غير متوقع لبولونيا على الخط، أما في فرنسا فقد أيقن الجميع أن الباريسي لا يقارع وأصبح الهدف الرئيس بطولة الصغار ويتنافس عليها خمسة أندية يتقدمها بريست وآخرها لنس والفارق بينهما 5 نقاط، وفي ألمانيا اقتصرت المنافسة على ما يبدو بين البايرن وشتوتغارت من أجل المركز الثاني والأخير مع دورتموند ولايبزيغ على المقعدين الثالث والرابع، وهنا بعض التفاصيل.

ملخص بالأرقام

لم يكتف الدوري الإنكليزي بالانفراد بالمنافسة القوية في الصدارة والتي يتوقع أن تستمر حتى النهاية فكان الأكثر أهدافاً وسجل معدلاً هو الأعلى فبعد 283 مباراة سجل 971 هدفاً أي بمعدل (3,24) في المباراة الواحدة ويليه الدوري الألماني بمعدل أقل قليلاً (3,21) في المباراة الواحدة فقد شهد تسجيل 752 هدفاً خلال 234 مباراة، ويأتي الدوري الإسباني في المرتبة الثالثة بمعدل (2,64) في المباراة بعد 289 مباراة شهدت 763 هدفاً، أما الإيطالي فجاء في المركز الرابع من خلال 754 هدفاً شهدتها 289 مباراة أي بمعدل (2,61) في المباراة وأخيراً الدوري الفرنسي بمعدل (2,58) في المباراة بعد 234 مباراة شهدت 603 أهداف.

ويتقدم البوندسليغا الركب عند الحديث عن معدل الحضور الجماهيري فقد بلغ المعدل 39081 متفرجاً في المباراة الواحدة وذلك بسبب ضخامة الملاعب هناك ويليه البريميرليغ بـ38435 متفرجاً ثم السييرا A حيث بلغ المعدل 30757 متفرجاً في المباراة ثم الإسباني بمعدل 29239 متفرجاً وأخيراً الليغ آن بمعدل 26610 في المباراة.

أرقام ليفركوزن

من البوندسليغا نبدأ حيث استطاع باير ليفركوزن مباغتة الجميع منذ مطلع الموسم فبعد تراجعه إلى المركز السادس في الموسم الماضي استطاع العودة بقوة هذا الموسم وركب الصدارة منذ الأسبوع الثالث ومازال ولم يتنازل عنه سوى مرتين تراجع فيهما إلى الوصافة (الأسبوع الخامس والثالث عشر) وهاهو يتصدر للجولة الخامسة عشرة على التوالي وأمامه فرصة للبقاء هناك في الجولات الثلاث القادمة على الأقل، ومع فارق النقاط العشر مع بايرن ميونيخ وبقاء ثماني جولات يمكن القول إنه قريب جداً من التتويج باللقب الأول في تاريخه وهو الذي لم يسبق له الظفر باللقب وأفضل إنجازاته الحلول بالمركز الثاني خمس مرات آخرها 2011.

وقد استطاع الفريق حتى الآن تفادي الهزيمة بعد 26 مباراة مسجلاً 22 انتصاراً و4 تعادلات، وجمع 70 نقطة كاملة مناصفة في ملعبه وخارجه وسجل لاعبوه 66 هدفاً مقابل 18 هدفاً بمرماه (الدفاع الأقوى) وقد حافظ على نظافة شباكه في 14 مباراة، وهذه الأرقام غير مسبوقة في تاريخه إضافة إلى أنه الوحيد في القارة الأوروبية الذي حافظ على سجله نظيفاً في كل المسابقات (38 مباراة) وهو رقم قياسي ألماني.

ويعود الفضل بهذه النتائج إلى المدرب خافي (اكزافي) ألونسو الذي استطاع إعادة بناء الفريق منذ تسلمه المهمة قبل عام ونصف العام وقاد الفريق في 75 مباراة فخسر 10 منها مقابل 15 تعادلاً و50 فوزاً، وتألق تحت إمرته عدد من اللاعبين أمثال فيكتور بونيفاس الذي سجل 10 أهداف في 16 مباراة وأليكس غريمالدو أكثر اللاعبين ظهوراً (26 مباراة و2332 دقيقة) وسجل 9 أهداف ومثله خاض فلوريان فيرتز وغرانيت تشاكا المباريات كاملة مع دقائق أقل ومعهم جيريمي فيرمبونغ والحارس لوكاس هارديكي وكذلك يوناس هوفمان وجوناثان تاه وآدم هولزيك وإدموند تابسوبا وسواهم.

والأمير هاري

وإذا كان ليفركوزن سجل أرقاماً خرافية حتى الآن بعموم موسمه الأوروبي فإن هاري كين سجل رقماً قياسياً على مستوى الأهداف فوصل إلى 31 هدفاً في البوندسليغا وهو رقم قياسي للاعب في موسمه الأول هناك متجاوزاً الأسطورة أوفي زيلر صاحب 30 هدفاً في موسم كامل وسجله في انطلاقة البوندسليغا ولن يكون غريباً أن يكسر الرقم القياسي المسجل باسم روبرت ليفاندوفسكي (41 هدفاً) سجلها في موسم 2020/2021، وقد تجاوز الإنكليزي الدولي الملقب بـالأمير هاري أفضل أرقامه في البريميرليغ حيث سجل 30 هدفاً في موسمي 2017/2018 و2022/2023، وبالمجمل فقد تجاوز رقمه القياسي في موسم واحد في كل المسابقات البالغ 35 هدفاً فرصيده حتى الآن 37 هدفاً مع بقاء 10 مباريات على الأقل.

وبالطبع يتصدر هاري كين ركب الهدافين في القارة العجوز في السباق نحو الحذاء الذهبي لأفضل هدافي الدوريات الأوروبية حيث يتقدم بفارق 6 أهداف عن الفرنسي كليان مبابي لاعب سان جيرمان الذي لعب مباراتين أكثر في الليغ آن و7 أهداف عن الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز الذي لعب 28 مباراة في الكالشيو مع فريقه إنتر ميلانو، وتوقف إرلينغ هالاند عند 18 هدفاً في صدارة الدوري الإنكليزي مقابل 16 هدفاً للإنكليزي جود بيلنغهام متصدر هدافي الليغا مع ريال مدريد، علماً أن سيرهو غيراسي لاعب شتوتغارت الألماني ثاني هدافي البوندسليغا لديه 22 هدفاً.

هزيمة واحدة

ثلاثة أندية تتصدر في بلدانها تلقت هزيمة واحدة فقط هذا الموسم، أولها إنتر ميلانو المحلق في صدارة السيير A والطريف أنه تلقى خسارته اليتيمة على أرضه أمام فريق بعيد عن المنافسة هو ساسولو تاسع عشر الترتيب حالياً والذي قهر يوفنتوس كذلك، المهم أن النييرازروي قدم موسماً مثالياً فأكمل 23 جولة بعدها بلا هزيمة لينفرد بل يتربع في القمة التي تسلمها للمرة الأخيرة قبل ثماني جولات مقترباً من اللقب العشرين بتاريخه ليعادل جاره ميلان مجدداً، وجمع الفريق الذي يقوده المدرب سيميوني إينزاغي 76 نقطة من خلال 24 انتصاراً و4 تعادلات مناصفة داخل وخارج أرضه بواقع 12 انتصاراً وتعادلين، ويحسب له أنه سجل 10 انتصارات متتالية قطعها التعادل في الجولة الفائتة مع بطل الموسم الماضي نابولي، استطاع لاعبوه تسجيل 71 هدفاً (أفضل هجوم) ولم يغيبوا عن التسجيل في المباريات الـ29، وتلقى 14 هدفاً (أقوى دفاع) علماً أنه استطاع الخروج بشباك نظيفة في 18 مباراة (رقم قياسي في الدوريات الكبرى).

باريس سان جيرمان بدوره سجل هزيمة واحدة في الدوري الفرنسي خلال 24 جولة وكانت أمام نيس في العاصمة في الجولة الخامسة أي إنه تجنب الخسارة في 19 مباراة أخيرة، وجمع حتى الآن 59 نقطة كأقل رصيد لمتصدر في الدوريات الكبرى وذلك لوقوعه في فخ التعادل 8 مرات مقابل 17 انتصاراً والغريب أنه تصدر بفارق بلغ 12 نقطة بعد تعثرات المنافسين، وسجل 62 هدفاً وتلقى 23 هدفاً وحافظ على نظافة شباكه في 10 مباريات، وتسلم الفريق الذي يقوده المدرب الإسباني لويس إنريكه الصدارة منذ الجولة الثانية عشرة علماً أنه جمع 38 نقطة في البارك دوبرنس مقابل 31 خارج أرضه.

الملكي أقرب

وفي إسبانيا تلقى ريال مدريد هزيمة واحدة في مشواره نحو استعادة اللقب كانت في الجولة السادسة ويتعادل بالتالي مع إنتر بعدد المباريات بلا خسارة (23 مباراة)، وقدم الفريق الملكي تحت قيادة المدرب الإيطالي الخبير كارلو أنشيلوتي نتائج متوازنة حتى الآن مع بعض الملاحظات حول الأداء في بعض المباريات والأهم أنه ابتعد بفارق 8 نقاط عن أقرب منافسيه ما وضعه على مقربة من اللقب السادس والعشرين بتاريخه، وسجل الريال 22 فوزاً مقابل 6 تعادلات وهزيمة كانت أمام جاره أتلتيكو مدريد، وتمتع الفريق رغم كل شيء بأفضل هجوم (64 هدفاً) وأحسن دفاع (14 هدفاً) وقد حافظ على نظافة شباكه في 14 مباراة.

ويعود الفضل في نتائج الفريق إلى تألق خط الدفاع والحارس الاحتياطي لونين وكذلك إلى الثنائي البرازيلي (فينيسيوس – رودريغو) فالأول سجل 12 هدفاً مقابل 8 أهداف للثاني وأيضاً الهداف البديل خوسيلو وبراهيما دياز، أما النجم الأرفع فكان القادم الجديد جود بيلنغهام الذي سجل 16 هدفاً رغم أنه لم يظهر سوى في 22 مباراة، ويحسب للمدرب أنشيلوتي أنه تغلب على الغيابات العديدة والمتنوعة وبعضها طويل الأمد بسبب الإصابات المتلاحقة فكان يلعب بمن حضر.

مثلث الموت

في البريميرليغ يختلف الوضع تماماً عند الحديث عن اللقب فالوضع مازال مبهماً والمنافسة على أشدها بين آرسنال وليفربول ومان سيتي، ويملك الأول بقيادة المدرب مايكل أرتيتا 64 نقطة جمعها من خلال 20 فوزاً و4 تعادلات و4 هزائم والأهداف 70/24 كأفضل دفاع وأقوى هجوم بفضل البداية النارية لعام 2024 حيث سجل 8 انتصارات متتالية سجل لاعبوه خلالها 32 هدفاً، وجمع فريق المدفعجية 35 نقطة على أرضه مقابل 39 نقطة خارجها حيث تلقى 3 هزائم، ويتساوى ليفربول معه بالنقاط (19 فوزاً و7 تعادلات وهزيمتين والأهداف 65/26)، ويتأخر عنهما مانشستر سيتي بفارق نقطة من خلال 19 انتصاراً و6 تعادلات و3 هزائم آخرها قبل 13 جولة وأهدافه 63/28، ويحسب للريدز والسيتي أنهما لم يخسرا على ملعبيهما، وبنظرة سريعة إلى المباريات المتبقية أمام الأندية الثلاثة نجد أنه من الصعب التكهن بهوية البطل، ومن الممكن أن نرى السيتي يتوج للمرة الرابعة على التوالي ولقبه العاشر وربما رأينا الآرسنال على منصة التتويج بعد غياب 20 عاماً وقد يستعيد الريدز اللقب وبالتالي سيعادل حينها مان يونايتد في زعامة جدول المتوجين باللقب العشرين، وسيزيد من الإثارة حضور الآرسنال والسيتي في ربع نهائي الشامبيونز على حين ليفربول سيكون حاضراً في الدور ذاته لليوروباليغ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن