تاريخ منتخب سورية الأول بكرة القدم تشوبه نتائج علقمية سواء من حيث الخسارات الثقيلة كسباعية تركيا 1949 ضمن تصفيات المونديال وسداسة إيطاليا 1963 في دورة المتوسط، وخماسيتي اليابان في العقد الأخير ضمن تصفيات المونديال دون نسيان ثمانيتي مصر واليونان في الخمسينيات ودياً وفي دورة المتوسط، أم المفاجآت التي لا يمكن هضمها أمام منتخبات مغمورة كالتي حدثت أمام اليمن 1976 ضمن الدورة العربية والمالديف 2012 ضمن دورة نهرو.
وإذا كانت هناك مقدمات لنتائج سلبية في الزمن الماضي من منطلق أننا كنا في البدايات فإنها لم تكن كذلك يوم الخميس الفائت عندما انحدر مستوى لاعبي نسور قاسيون للحضيض فأدركوا تعادلاً بطعم العلقم أمام منتخب ميانمار الذي لا يمكن بحال من الأحوال إيجاد أي مبرر لما جرى داخل المستطيل الأخضر بعد النقلة النوعية لشكل المنتخب في نهائيات أمم آسيا التي جعلتنا نشطح في تفاؤلنا وقبل أقل من شهرين.
وحينها كتبنا بلهجة التفاؤل بأن الكرة السورية تسير إلى الأمام وباتت تملك الشخصية والحضور بغض النظر عن العبور للدور الثاني لأمم آسيا.
واليوم عادت الأمور أدراجها إلى الوراء فما الذي جعل بغاث ميانمار تستنسر وما الذي جعل النسور بغاثاً ولماذا غابت الشخصية ولماذا تمادى علينا منتخب اعتاد أن يكون حصالة أهداف وجسر عبور؟
كل ذلك حيّر المتابعين الذين انتظروا مهرجان أهداف على غرار ما فعلت اليابان وكوريا الشمالية.
والمؤلم أن منتخب ميانمار الذي فرض التعادل على منتخبنا لو قدر له اللعب في دورينا لهبط إلى الدرجة الأدنى.
الوجوه الجديدة التي زجها كوبر قبل النهائيات القارية احتاجت الوقت للانخراط والتناغم والانسجام، ولكن المثابرة على استقدام اللاعبين من ذوي الأصول السورية يعني أننا سنبحث باستمرار عن زيادة اللحمة والانسجام.
وليس صحياً استحضار النجوم في كل توقف دولي لأن الأهم التوازن والانسجام وروح الفريق والكيمياء بين اللاعبين.
بيت القصيد أن إمكانية تلافي ما حدث ممكنة جداً ولكن نتيجة التعادل مع ميانمار أعطت الفرصة لكوريا الشمالية كي تلعب معنا بحافز الفوز خلال حزيران المقبل لأن فارق الأهداف لن يكون بمصلحتنا.
ولاشك أن استدعاء عمر خريبين يعد بمنزلة التكفير عن الذنب لاستبعاده من القائمة الأولية للمباراتين، وما دامت الإصابة تبعده عن لقاء الذهاب فلماذا لم يكن موجوداً أساساً للاستفادة منه في لقاء الرد وخاصة أن فارق الأهداف مهم في نهاية المطاف؟
ربما الجهاز الفني استسهل المباراتين..
وربما تسرب الغرور إلى اللاعبين فحدثت الهزة التي نتمناها حافزاً لاستكمال المشوار وتحقيق أحلام جماهير الكرة السورية ببلوغ المونديال للمرة الأولى وخاصة أن قطار التأهل لم يفتنا بعد.
والأمل الأهم ألا يكون تجاوز المرحلة الأولى على حساب استبعاد كوريا الشمالية لأن ذلك سيكون مهماً من الناحية المعنوية، وخاصة أن الأخبار التي رشحت حول المنتخب الكوري ومصير مباراته الثانية مع اليابان تحتمل ثلاثة احتمالات، الخسارة أمام اليابان وتأجيل المباراة وشطب نتائجها.