الرئيس الأسد معزياً بضحايا «كروكوس»: عازمون على المضي معكم في حربنا المشتركة ضد الإرهاب … روسيا في حداد وطني.. المنفذون حاولوا التوجه لأوكرانيا.. وبوتين: سنعاقب كل من يقف وراء الإرهابيين
| الوطن
لم تسمح موسكو بمضي أكثر من عدة ساعات، حتى أعلنت عن تمكنها إلقاء القبض على الجناة المتورطين بهجوم إرهابي استهدف مجمع كروكوس التجاري في ضواحي موسكو، والذي وصل عدد ضحاياه لما يزيد على 270 بين قتيل وجريح.
إعلان الأمن الروسي إلقاء القبض على المتورطين المباشرين، زامنه تأكيدات واضحة على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن العقاب الحتمي لن يشمل الإرهابيين المنفذين بل سيمتد للمشغلين ومن يقف وراءهم، ليفتح الهجوم على المسرح الروسي، فصلاً جديداً في مسار الحرب على الإرهاب الممتد من سورية إلى أوكرانيا.
الرئيس بشار الأسد هاتف الرئيس بوتين وقدّم التعازي باسمه، وباسم الشعب السوري لروسيا قيادةً وشعباً، مؤكداً دعم سورية لروسيا في محاربة الإرهاب والإرهابيين.
وأشار الرئيس الأسد خلال المكالمة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها روسيا للإرهاب عبر تاريخها، وكانت تخرج منتصرة في كل مرة، مشدداً على أن «الهجوم الإرهابي الأخير في موسكو يدلّ على أن العمليات الإرهابية لن تتوقف إلا بالقضاء التام على الإرهابيين، وأن تنظيم داعش هو توءم النازية، والأب الروحي لكليهما واحد».
وقال الرئيس الأسد: أعرف حجم الألم الذي يعتصر قلوب الشعب الروسي كله، لكننا على ثقة بأن روسيا ستخرج منتصرة من هذه المحنة، ونحن في سورية ننتظر انتصاركم لأننا عانينا ونعاني من الإرهاب، وإن الانتصار على الإرهاب والنازية سيعوّض عن الأذى الذي سبّبه الإرهابيون.
الرئيس بوتين شكر الرئيس الأسد على مشاعر التعاطف الصادقة، كما شكره على استعداد سورية لدعم روسيا في محاربة الإرهاب، وقال: «عندما نكون مع بعضنا يداً واحدة سيتحقق هدفنا وسيكون النصر حليفنا».
وقبل ذلك بساعات كان الرئيس الأسد قد أرسل برقية تعزية لنظيره الروسي اعتبر فيها أن هذا الهجوم الجبان الذي استهدف المدنيين الأبرياء يدل على العجز التام في جعل الشعب الروسي يحيد عن مبادئه وتمسكه بسيادة بلاده واستقلالية قرارها، ويرتبط مباشرة بالهزائم القاسية والمُوجعة التي تتكبدها النازية الجديدة وداعموها جراء العملية العسكرية الخاصة في دونباس.
وقال الرئيس الأسد: «نحن إذ ندين هذا الفعل الوحشي وكل ما يرتكبه الإرهابيون من سفك للدماء في أي بقعة في العالم، فإننا نؤكد عزمنا على المضي معكم في حربنا المشتركة ضد الإرهاب والتطرف العابر للحدود».
الهجوم الدموي استدعى إدانة دولية واسعة، وقدم عدد من زعماء العالم ومنهم الرئيسان الصيني شي جين بينغ والإيراني إبراهيم رئيسي تعازيهم للرئيس الروسي مؤكدين وقوفهم إلى جانب روسيا ووصف الرئيس الصيني ما جرى بالهجوم الإرهابي الخطير، لافتاً إلى أن السلطات الصينية أصيبت بصدمة عميقة إزاء الهجوم الإرهابي الذي وقع بالقرب من موسكو، معرباً عن دعمه القوي لجهود الحكومة الروسية للحفاظ على الأمن القومي والاستقرار في البلاد.
الرئيس بوتين أعلن في خطاب موجه للشعب الروسي الحداد الوطني في روسيا، اليوم الأحد على ضحايا العمل الإرهابي في كروكوس، واصفاً ما حدث بـ«الهجوم الإرهابي الدموي والهمجي».
وخاطب بوتين المواطنين الروس بالقول: لقد شرع المجرمون بدم بارد وبشكل متعمد في قتل مواطنينا وأطفالنا وإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة، تماماً كما فعل النازيون قبل ذلك، عندما ارتكبوا مذابح في الأراضي المحتلة.
وأشار إلى أن منفذي الهجوم الإرهابي حاولوا التوجه إلى أوكرانيا حيث تم إعداد منفذ لهم، موضحاً أن سلطات التحقيق وإنفاذ القانون ستفعل كل شيء للوقوف على تفاصيل الهجوم، مؤكداً أن «جميع مرتكبي هذه الجريمة ومنظميها وعملائها سيتعرضون لعقوبة عادلة ولا مفر منها، هم ومن يرشدهم، وأكرر، سوف نحدد ونعاقب كل من يقف وراء الإرهابيين الذين أعدوا هذه الفظائع». ولفت بوتين أن روسيا اجتازت اختبارات صعبة كثيراً وسيكون الأمر كذلك هذه المرة أيضاً، مؤكداً أن «لا أحد ولا شيء يستطيع أن يهز وحدتنا وإرادتنا، إن تصميمنا وشجاعتنا هما قوة شعب روسيا الموحد».
الأمن الفدرالي الروسي أعلن اعتقال 11 شخصاً، متورطين في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مجمع «كروكوس سيتي هول»، بينهم 4 شاركوا فيه بصورة مباشرة، في حين قالت لجنة التحقيقات الروسية: إنه تم اعتقال 4 أشخاص في مقاطعة بريانسك، قرب أوكرانيا، بسبب تورطهم في الهجوم الإرهابي.
وأوضح جهاز الأمن الفدرالي أن المتورطين في الهجوم خططوا لعبور الحدود الروسية- الأوكرانية، مضيفاً: إنهم كانوا على تواصل مع أشخاص على الجانب الأوكراني.
ونشرت الأجهزة الروسية مقاطع مصورة من تحقيقات جرت في الشارع مباشرة بعد القبض على المنفذين، الذين اعتقل اثنان منهم في منطقة بريانسك على مقربة من الحدود مع أوكرانيا، وقال أحدهما إنهما كانا ينويان قطع الحدود نحو البلد الجار، فيما اعتقل ثالث في منطقة قريبة من مكان وقوع الحادث.
وزارة الداخلية الروسية أكدت أن منفذي الهجوم الإرهابي أجانب وليس بينهم أي مواطن روسي، وقالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية إيرينا فولك في بيان: «تداولت عدد من شبكات التواصل الاجتماعي اليوم مزاعم مفادها أن أربعة من المشتبه بهم في الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس في مجمع كروكوس والذين فروا في سيارة وتم اعتقالهم بعد ذلك في منطقة بريانسك هم مواطنون روس وهذه المعلومات غير صحيحة فجميعهم أجانب».