هل ينبغي علينا الاعتذار من جماهير كرتنا وعشاق منتخبنا الأول لكرة القدم لأن الظن ذهب بنا، قبل المباراة، إلى ما يشبه اليقين بفوز في المتناول على منتخب ميانمار المتواضع فنياً، لينصب الرهان على تحقيق غلة وافرة من الأهداف قد تكون لنا سنداً إذا ذهبنا إلى زاوية ضيقة بحساباتها المركبة كما حدث في كثير من المشاركات السابقة؟
هل ينبغي علينا الاعتذار عن فيض التفاؤل الذي أصاب قلوبنا وعواطفنا، لا أصابكم اللـه بمكروه، بعد انضمام جحافل اللاعبين المحترفين إلى تشكيلة المنتخب تحت قرع الطبول وحلقات الدبكة، في ظل خجل العيون الناعسة من البعض؟
مباراة كان شوطها الأول «بائساً» بكل المقاييس وينبغي أن يكون للنسيان في شكله، ودرساً قاسياً في مضمونه ونتيجته إذا كان هناك من يستفيد من هذه الدروس عملياً وليس خطابياً ليغطي «السموات بالقبوات» كما يقال.
والشوط الثاني الذي حاول فيه لاعبونا أكثر وتمكنوا من التعديل، الخاسر بكل المقاييس وبكل الحسابات، لم يشف غليل جمهور الكرة المتعطش لحضور كبير للنسور بعد هذا الفيض الاحترافي، الذي بصم عليه كوبر وجهازه الفني، وفشل في الإقناع في هذه المباراة، ونقول هذه المباراة على أمل أن تكون القادمة انقلاباً حقيقياً في صورة وأداء اللاعبين شكلاً ومضموناً.
كنا مع خيارات المنتخب، وحريته في اختيار اللاعبين والتشكيلة، ولكنه نادراً ما وصل إلى إقناعنا على أرض الواقع منذ بدء تسلمه لهذه المهمة وحتى اليوم خاصة على مستوى الأداء عموماً والأداء الهجومي خصوصاً.. وما نتج عن حضور إيجابي في مشاركتنا الآسيوية، لا ننساه بل نعترف به، لكن بعين المنطق والموضوعية فقد تأهلنا للدور الثاني من بوابة النظام الجديد للبطولة ومن هدف على منتخب الهند المتواضع فنياً، وكان الطموح أكبر بكثير مما تابعناه في مواجهة ميانمار، لا بل قرع أجراساً، لا جرساً واحداً، في كواليس التوجس من القادمات.
المدرب كوبر كان قبل المباراة قد أكد أنه يجب «أن نحترم الخصم ونلعب بقوة من أجل الظفر بالنقاط الثلاث».. فهل لعبنا بقوة لتحقيق ما نصبو إليه؟ وهل كان ذلك الأسلوب ينم عن الاحترام أم المبالغة في الحذر، ولا نريد استخدام ألفاظ أخرى؟
بكل الأحوال لا مناص من الفوز في مواجهة الإياب غداً مع منتخب ميانمار، المتواضع فنياً، مشفوعاً بعدد وافر من الأهداف، ونرجو ألا نضطر للاعتذار ثانية عن هذا التفاؤل، وربما عودة المصاب خريبين «وقبل انتهاء مدة الاستشفاء» حسب تصريحاته قد تساهم بحضور هجومي أكثر فاعلية.