أقرت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن صورة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي «لم يسبق أبداً أن كانت بهذا السوء»، فيما أكدت وثيقة أميركية اتساع الشرخ بين الكيان الإسرائيلي وحليفتها الولايات المتحدة.
أظهرت وثيقة داخلية لوزارة الخارجية الأميركية، كشفتها شبكة الإذاعة الأميركية «NPR»، أن إدارة بايدن قلقة من أن إسرائيل ترتكب «خطأ استراتيجياً كبيراً» في حرب غزة، لافتة أن «إسرائيل تنفي الضرر الكبير لأجيال، لسمعتها في جميع أنحاء العالم».
وقال المشرف على الشؤون العامة العالمية في وزارة الخارجية لمسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية إن كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل «تواجهان مشكلة مصداقية كبيرة بعد العمليات العسكرية في غزة»، مؤكداً أن نشاط جيش الاحتلال في غزة لا يحظى بشعبية في جميع أنحاء العالم.
وقالت الوثيقة: إنهم «قلقون من أنهم في إسرائيل، يرتكبون خطأ استراتيجياً كبيراً في الطريقة التي يتعاملون بها مع الضرر الذي لحق بسمعة إسرائيل بسبب الحرب»، مضيفاً توصية بالضغط على المسؤولين الإسرائيليين بشأن هذه القضية.
وحسب شبكة «NPR»، فإن الاختلافات الحادة في وجهات النظر بين البلدين تُظهر «اتساع الصدع بين إسرائيل وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة»، مشيرة إلى أن «سلوك إسرائيل في الحرب أدى إلى شرخ في العلاقات».
من جانبها، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن قلق مسؤولين في حكومة الاحتلال على صورة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، مؤكدين أنها «لم يسبق أبداً أن كانت بهذا السوء».
ووفق «يديعوت أحرونوت»، فإن المسؤولين في حكومة الاحتلال اعترفوا بأن حدة الاتهامات ضد إسرائيل تتزايد عالمياً، وسط وجود دلائل بقيام جنود الكيان الإسرائيلي بارتكاب أعمال «عنف جنسي» ضد الفلسطينيين.
ولفتت الصحيفة إلى قلق الإسرائيليين من صورتهم العالمية بسبب ما تنشره بعض وسائل الإعلام الأميركية مؤخراً عما يجري في غزة، مشيرةً إلى أنها تورد تقارير قاسية من غزة، ومواقف تنتقد إسرائيل، مطالبةً بوقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وأضافت إن التقارير التي تعرض حالياً توثق صور الأطفال الذين يتضورون جوعاً، والمصابين بصدمات نفسية، ودمار المنازل والمستشفيات، بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، وهذا ما لا يخدم صورة إسرائيل أمام الرأي العام.
ووفق الصحيفة، تكشف التقارير أيضاً عن تآكل مكانة إسرائيل في واشنطن على خلفية التصعيد الذي تقوم به خلال عملياتها في غزة، وقد انعكس ذلك بوضوح في تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن «خط أحمر» فيما يتعلق بعملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
يأتي ذلك في وقتٍ عبّرت وسائل إعلام إسرائيلية عن «خشيتها من المواجهات التي يخوضها نتنياهو مع كبار المسؤولين الأميركيين»، وسط تخوف من «تقليص واشنطن المساعدات الأمنية والعسكرية، الأمر الذي يعرض إسرائيل للخطر».