عربي ودولي

لابيد: الجيش يعاني نقصاً في الجنود مع ستة أشهر من حرب مؤلمة … غالانت ينأى بنفسه عن أزمة تجنيد «الحريديم»

| وكالات

بينما أكد وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، ثباته على موقفه بـ«عدم القبول بأي مقترح لا تتوافق عليه كافة أجزاء الائتلاف»، حول مسألة التجنيد، صرح زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، أمس الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص كبير في الجنود، بعد 6 أشهر من حرب «مؤلمة» في قطاع غزة، وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أعلن غالانت، أن «يوم الثلاثاء القادم سيكون موعد تقديم مقترح بشأن مسألة التجنيد أمام الحكومة، من جانب رئيس الوزراء»، مؤكداً ثباته على موقفه بـ«عدم القبول بأي مقترح لا تتوافق عليه جميع أجزاء الائتلاف».
وأشار غالانت إلى أن الاجتماعات التي عُقِدت «في الأسابيع القليلة الماضية، في محاولة للتوصل إلى اتفاقات بشأن مسألة مخطط التجنيد»، معتبراً أنها «أمر ضروري لوجود ونجاح الجيش الإسرائيلي»، ومنتقداً «رفض الأطراف المرونة، وتمترسها خلف مواقفها السياسية».
وشدّد وزير الحرب الإسرائيلي على أنه لن يكون «طرفاً في أي مقترح لا توافق عليه كل أجزاء الائتلاف»، مؤكداً أن «المؤسسة الأمنية التي أقودها لن تعرضه للتشريع.. ولذلك فإنني لا أقف خلف الاقتراح الناشئ ولن أؤيده».
وأضاف: «لا يزال هناك وقت للجلوس معاً وبلورة اقتراح مشترك، وأنا أدعو رئيس الوزراء والوزير بيني غانتس مرة أخرى، إلى استغلال الوقت المتبقي والتوصل إلى إجماع واسع النطاق بشأن قانون التجنيد، لمصلحة الجيش الإسرائيلي ولمصلحة إسرائيل».
وأول من أمس، أوردت صحيفة «إسرائيل هيوم» حديثاً حول «الحضيض العميق» الذي وصلت إليه العلاقة «المهتزة أصلاً» بين رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب، يوآف غالانت، وهو ما تجلّى مؤخراً فيما يتعلّق بأزمة التجنيد، ما «يسمّم» الأجواء في «كابينت» الحرب أيضاً.
وفي مقال لمراسل الشؤون السياسية، يهودا شلزينغر، كشفت الصحيفة عن تفاصيل جديدة حول الجلسة التي أنهاها الجانبان، والتي اقترح فيها نتنياهو كيفية تمرير قانون التجنيد، ليقابله غالانت بالرفض، كما نقلت الصحيفة نفسها، يوم الأربعاء الماضي، عن المحلل الاقتصادي تشن هرتسوغ، قوله إن التكلفة الاقتصادية المرتفعة لتوسيع خدمة الاحتياط تبلغ شهرياً مليار شيكل، وأن الحلّ الذي تتجاهل المالية الإشارة إليه يتمثّل في تجنيد «الحريديم»، والذي يوفر 70 بالمئة من التكاليف، ما يعني أن تلك الأرقام هي كلفة «عدم المساواة في الأعباء» بين المستوطنين.
وبدأ الصراع حول تجنيد «الحريديم» قبل عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي مع اقتراب الموعد القانوني لانتهاء مفاعيل القرار السابق بإعفاء «الحريديم» من المشاركة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، والذي يأتي في الأول من نيسان القادم.
في الأثناء، صرح زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، أمس الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص كبير في الجنود، بعد 6 أشهر من حرب «مؤلمة» في قطاع غزة، ونشر لابيد تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على منصة «إكس»، أكد من خلالها أن بلاده تعاني من نقص حاد في عدد الجنود بالجيش الإسرائيلي، بعد مرور 170 يوماً كاملاً على الحرب في غزة.
وأوضح لابيد أن «قانون التجنيد الذي سيطرح هذا الأسبوع، يعكس كذب وبشاعة الحكومة الحالية»، مضيفاً إنه «وجه أفظع حكومة في تاريخ البلاد، كما أنه تهربٌ من المسؤولية، وتمييز بين الدم والدم»، وأفاد بأن الحكومة الحالية بزعامة نتنياهو، تريد إعفاء التجنيد لعشرات الآلاف من الشباب، في إشارة إلى شباب اليهود «الحريديم» (المتشددين)، وهذا عار على إسرائيل، على حد قوله، مشيراً إلى أن «من يستمر في الجلوس في حكومة نتنياهو، فهو مشارك في هذا العار أيضاً».
من جانبها، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن قلق مسؤولين في حكومة الاحتلال على صورة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، مؤكدين أنها «لم يسبق أبداً أن كانت بهذا السوء»، ووفق الصحيفة، فإن المسؤولين في حكومة الاحتلال اعترفوا بأن حدة الاتهامات ضد إسرائيل تتزايد عالمياً، وسط وجود دلائل بقيام جنود الجيش الإسرائيلي بارتكاب أعمال «عنف جنسي» ضد الفلسطينيين.
ولفتت الصحيفة إلى قلق الإسرائيليين من صورتهم العالمية بسبب ما تنشره بعض وسائل الإعلام الأميركية مؤخراً عما يجري في غزة، مشيرةً إلى أنها تورد تقارير قاسية من غزة، ومواقف تنتقد إسرائيل، مطالبةً بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتابعت: إن التقارير التي تعرض حالياً توثق صور الأطفال الذين يتضورون جوعاً، والمصابين بصدمات نفسية، ودمار المنازل والمستشفيات، من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، وهذا ما لا يخدم صورة إسرائيل أمام الرأي العام.
ووفق الصحيفة، تكشف التقارير أيضاً عن تآكل مكانة إسرائيل في واشنطن على خلفية التصعيد الذي تقوم به خلال عملياتها في غزة، وقد انعكس ذلك بوضوح في تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن «خط أحمر» فيما يتعلق بعملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
يأتي ذلك في وقتٍ عبّرت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن «خشيتها من المواجهات التي يخوضها نتنياهو مع كبار المسؤولين الأميركيين»، وسط تخوف من «تقليص واشنطن المساعدات الأمنية والعسكرية»، الأمر الذي يعرض «إسرائيل» للخطر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن