النساء يسيطرن على كار «الشحادة» في حماة … مدير الشؤون الاجتماعية لـ«الوطن»: أحلنا متسولين إلى القضاء وتم إطلاق سراحهم بعد يوم أو اثنين
| حماة- محمد أحمد خبازي
لا يكاد يخلو شارع رئيسي أو ساحة عامة أو موقف سرفيس أو كراج انطلاق أو موقع مسجد بحماة ومدن المحافظة الأخرى من متسولات، فهن منتشرات في كل المواقع المزدحمة بالناس لممارسة مهنتهن يومياً.
وبيَّنَ العديد من المواطنين لـ«الوطن»، أن ظاهرة التسول لا تقتصر فقط على الشهر الفضيل وإنما تكثر فيه بشكل لافت ومزعج، حيث تعمد المتسولات إلى الإلحاح في «الشحادة» وطلب النقود بطرق فظة، مستغلات شهر رمضان المبارك، لتحصيل أكبر كمية من المال من المواطنين.
وأوضح ركاب في كراج باب طرابلس الذي يضم سرافيس الخط الغربي مثل مصياف والسقيلبية ومحردة، أن المتسولات ومعظمهن من الصبايا «يدبقن» بالركاب، ويستعطفنهم عبر أساليب كالمرض والحاجة الماسة لشراء أدوية مزمنة، مستخدمات لهذا الهدف وصفات وتقارير طبية ممهورة بأختام وتواقيع أطباء.
ولفت ركاب في كراج حمص والساحل والخط الجنوبي من حماة إلى أن الكراج يغص بمتسولات من مختلف الأعمار، ومعظمهن جديدات على هذا الكراج الذي يؤمه باليوم الآلاف من الركاب.
وبيَّنَ عدد من رؤساء هيئات الخطوط أن معظم المتسولات من ريف حمص، وأنهن يقدمن في الصباح المبكر إلى الكراج ولا يغادرنه إلا بعد العصر.
فيما ذكر مواطنون التقتهم «الوطن» في ساحة العاصي، أن المتسولين الذكور نادرو الوجود، وإن وجدوا فمعظمهم من كبار السن، أو ممن يعانون من قصور في طرف من أطرافهم، على حين الوجود الأكبر للمتسولات الصغيرات السن اللواتي غالباً ما يستخدمن الأطفال كإكسسوارات للشحادة!
وبيَّنَ أصحاب مكاتب تجارية في الساحة لـ«الوطن» أن عدد المتسولات يزداد في رمضان بشكل كبير، وأن سرافيس كبيرة تحط بهن في الساحة كل صباح لينتشرن في ربوع المدينة، وقبل مغيب الشمس يجتمعن في الساحة ذاتها لتحملهن السرافيس الكبيرة ذاتها إلى مناطقهن.
وأوضحوا أن الكثير من المتسولات وقبل مغادرتهن، يستبدلن منهم القطع النقدية الصغيرة كالمئتين والخمسمئة والألف ليرة بفئات أكبر.
من جانبه، بيَّنَ مدير الشؤون الاجتماعية والعمل كامل رمضان لـ«الوطن»، أن المديرية تتابع ظاهرة التسول المقيتة في حماة، وتعمل على مكافحتها مع الجهات المعنية بالمحافظة.
وأوضح أنه في العام الماضي تم تنظيم 50 ضبطاً بحق متسولين ومتسولات، وأحيلوا إلى القضاء الذي يطلق سراحهم بعد يوم أو اثنين، لكون معظمهم لا يحملون بطاقات شخصية.
ولفت رمضان إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تعمل على تعديل قانون مكافحة التسول، وإصدار صك تشريعي فيه عقوبات مشددة للمتسولين.