عربي ودولي

الأردن اعتبر أن غزة أصبحت مقبرة مفتوحة للأطفال وللقانون الدولي … غوتيريش: لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. ولا بديل من «أونروا»

| وكالات

اعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن غزة أصبحت مقبرة مفتوحة ليس للأطفال فقط بل للقانون الدولي أيضاً، وأشار إلى أن تداعيات ذلك مدمرة، على حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الإثنين، أن المنظمة الدولية ستواصل «الضغط» لإزالة جميع العقبات التي تعترض إيصال المساعدات المنقذة للحياة في قطاع غزة، وإيجاد المزيد من نقاط إدخال المساعدات للقطاع المحاصر.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك جمع الصفدي وغوتيرش في العاصمة الأردنية عمان، رأى وزير الخارجية الأردني أن غزة أصبحت مقبرة مفتوحة ليس للأطفال فقط بل للقانون الدولي أيضاً وتداعيات ذلك مدمرة، وقال إن هناك كارثة إنســانية في غزة ولا يوجد ما يبرر ارتكاب المجازر وحرمان الأطفال من الغذاء، حسب وكالة «عمون» الإخبارية الأردنية.

وأوضح الصفدي أن حرمان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من التمويل يعني المساهمة في قتل الأطفال الفلسطينيين، مبيناً أن الدخول إلى رفح سيؤدي إلى كارثة لكن إسرائيل لا تصغي لمطالب المجتمع الدولي، وشدد على أنه لا بديل من «أونروا» وكل الأموال التي تقدم لها تساهم في إنقاذ الأرواح.

غوتيريش قال بدوره «إن الأمم المتحدة ستواصل «الضغط» لإزالة جميع العقبات التي تعترض إيصال المساعدات المنقذة للحياة في قطاع غزة، وإيجاد المزيد من نقاط إدخال المساعدات للقطاع المحاصر، وأكد خلال المؤتمر الصحفي أن الحقيقة تظهر أنه «لن يكون هناك حل إنساني مستدام في ظل حرب دموية كالتي هي حاصلة في غزة»، معتبراً أن «لا شيء يبرر هجمات 7 تشرين الأول واحتجاز رهائن في غزة، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني».

ودعا غوتيريش إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعال وفوري بهدف تحقيق وقف إطلاق نار إنساني، مؤكداً أن «الحاجة ملحّة» لإيقاف الحرب التي وصفها العاملون في الأمم المتحدة بأنها «أسوأ الأزمات الإنسانية في العقود الأخيرة»، مردفاً بالقول «التقيت عند معبر رفح الحدودي جرحى فلسطينيين واستمعت مباشرة إلى موظفي الأمم المتحدة العاملين في المجال الإنساني في الخطوط الأمامية وأخبروني أنهم لم يروا شيئاً فظيعاً مثل ما يحدث في غزة اليوم» مشيراً إلى أن حجم وسرعة الموت والدمار في غزة في مستوى مختلف تماماً.

ولفت إلى أن المجاعة بدأت تصيب الفلسطينيين في غزة، في وقت نجد فيه وعياً متزايداً في جميع أنحاء العالم بأن كل هذا يجب أن يتوقف، ويجب أن ينتهي القتال الآن، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، وأشاد غوتيريش بجهود الأردن، قائلاً إن «الأردن يشكل أوجه التضامن على أرض الواقع في العالم وأقوال الملك وأفعاله تؤكد أنه مناصر عالمي من أجل تحقيق السلام».

وأشاد أيضاً بجهود الأردن لدعم «خفض التصعيد» في المنطقة، بما في ذلك في القدس الشرقية، وجهوده الدؤوب لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأوضح غوتيريش أن زيارته إلى الأردن تأتي في سياق زيارة تضامنية لتجربة الصيام مع المسلمين خلال شهر رمضان المبارك، الذي من المفترض أن يكون «فترة احتفال ولكن ليس في هذا العام بسبب الدمار غير المسبوق والمستمر في غزة، فضلاً عن تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة».

غوتيريش، أكد مجدداً أنه «لا يمكن التوصل إلى نهاية دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا من خلال حل الدولتين»، وأضاف إنه ينبغي أن تتحقق الاحتياجات المشروعة لأمن الفلسطينيين والإسرائيليين»، موضحاً أن الهدف تحقيق التطلعات المشروعة نحو دولة مستقلة بالكامل وقابلة للحياة وذات سيادة، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات السابقة.

وشدد على أن «بديل هذا الحل سيقودنا لإطالة أمد الصراع إلى أجل غير مسمى، الذي أصبح يشكل تهديداً كبيراً للسلم والأمن العالميين ويشجع التطرف في كل مكان»، ووجّه غوتيريش رسالة لمن يعارض حل الدولتين، وقال إن «عليهم أن يذكروا البديل بوضوح، وكيف سيكون المستقبل مع هذا العدد الكبير من الفلسطينيين في الداخل من دون أي إحساس حقيقي بالحرية والحقوق والكرامة، وهو الأمر الذي لا يمكن تصوره»، مضيفاً إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتلبية التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً أنه سيستمر بالدفع من أجل تحقيق السلام.

وقبل ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الأممية ملتزمة بدور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، ودعا إلى السعي للحفاظ على خدماتها، وجدد غوتيريش التأكيد في تصريحات صحفية، أمس، أن الطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة هي إيقاف إطلاق النار، موضحاً أن وكالة «أونروا» هي «شريان الحياة والأمل والكرامة في قطاع غزة».

وقال: «نبذل جهوداً لمواجهة المشكلات والتحديات التي تواجهها «أونروا»، وماضون في الاتجاه الصحيح، وهناك دول تراجعت عن وقف تمويلها للوكالة، ودول أخرى تنتظر نتائج تحقيقاتنا، وأفاد إن 171 موظفاً من «أونروا» قتلوا في قطاع غزة؛ «وهو العدد الأكبر في تاريخ الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أن هناك إجماعاً دولياً على أن الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن