ثقافة وفن

صراع الديوك في مسلسل «ولاد بديعة» … روحانية تيسير إدريس ورقص محمود نصر وبخل يامن الحجلي وتخبط سامر إسماعيل

| وائل العدس

تتسارع الأحداث في مسلسل «ولاد بديعة» لكنها تتجه إلى المجهول، إذ تفاجئنا كل حلقة بمشهد يغير مجرى الأحداث رأساً على عقب.

العمل الذي يشهد تقلبات كثيرة، لقي تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال بعض المشاهد الأساسية لشخصيات برزت وأثارت إعجاب الجمهور.

«الوطن» رصدت بعض المقتطفات من المسلسل بعد وصوله للحلقة الخامسة عشرة من خلال الأسطر التالية:

ريحة البارود

بعد أن كانت مغمورة ولم تحظ إلا بمشاهدات قليلة، أصبحت أغنية «ريحة البارود» من الأغنيات الشهيرة بسبب بثها على عدة مشاهد في مسلسل «ولاد بديعة».

الأغنية حصدت ملايين المشاهدات حتى وصلت إلى 13 مليون مشاهدة على اليوتيوب، وصاحبها فنان فلسطيني يدعى معن الرباع، ولم يحقق تلك النجاحات إلا بعد استخدامها في المسلسل وتداولها بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

المولد النبوي

وتصدر مشهد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الحلقة الثانية عشرة الذي تخللته أذكار وأناشيد دينية مميزة.

وكان للممثل تيسير إدريس الذي يؤدي شخصية «أبو الوفا» حصة أكبر من التفاعل بسبب الأداء المتقن بهذه الحلقة التي يتوفى في نهايتها، عندما أنشد في المسجد بكل روحانية وقبل أن يقف متضرعاً إلى اللـه في مقام الأربعين في جبل قاسيون.

وعن هذا المشهد تحديداً ذكرت مخرجة العمل: «هاد اليوم تعبنا فيه كتير وأخد التصوير معنا وقت طويل، هاد النوع من المَشاهد بيخوّف لأنو مو بسهولة ممكن يوصل للناس، وكنت خايفة من النتيجة رغم أني حاولت أعملو بإحساس عالي بس نسينا هالتعب بعد ما سمعنا الأصداء الحلوة، ودّعنا بهالحلقة «أبو الوفا» الشخصية اللي قدمها الفنان القدير تيسير إدريس بأول تجربة إلي معو، هو فنان كبير وعندو أدوات مميزة ومختلفة وحضور ساحر بيليق بهاد النوع من الشخصيات، وأداه بطريقة رائعة مليانة صدق ومشاعر».

الحلقة المذكورة شهدت أيضاً توبة «مروة/لين غرة» عن العمل في الملاهي الليلية علماً أنها حاولت الانتحار لكنها نجت بعد أن قام «ياسين/يامن الحجلي» بإنقاذها.

«وسع وسع»

وإذا ما نحونا نحو محمود نصر الذي يؤدي شخصية «مختار»، وهي شخصية مشوشة غير سوية، تعاني عاملاً نفسياً يحرك الشر الداخلي فيها.

قتل «بديعة/إمارات رزق» وعذب صديقه «يحيى» وسعى لإيذاء أخويه «ياسين» و«شاهين/سامر إسماعيل» وكذّب على «عبير/روزينا لاذقاني» وخدع «هديل/نادين تحسين بيك» وحاول قتل والدته «أم مختار/ديمة الجندي» قبل أن يرجع عن قراره ويحاول السير في طريق التوبة.

ورغم حجم الأذى الذي يرتكبه إلا أن الجمهور تعاطف مع «مختار» في بعض المشاهد نظراً للظلم الذي تعرض له من والده «عارف الدباغ/فادي صبيح» وأخويه غير الشقيقين اللذين سبّبا له عاهة لا يستطيع بسببها الإنجاب، حيث كان في بداية حياته الشاب المرهف والموهوب بفن الرسم، لكنه ظروفه القاسية صنعت منه ضحية ومجرماً في الوقت نفسه.

أما مشهد رقص محمود نصر على أغنية «وسع وسع» فأضحى الأشهر على مواقع التواصل الاجتماعي.

رشا شربتجي وفي تعليقها على أداء نصر كتبت: «الفنان محمود نصر إضافة كبيرة للعمل، قدم شخصية «مختار الدباغ» بكل ذكاء، وكان متعاوناً دائماً لإضافة مقترحات تغني الشخصية وتخدم النَّص».

ثنائية متميزة

شخصية «ياسين» التي يقدمها يامن الحجلي استحقت الكثير من الاهتمام، لأن الشخصية احترفت البخل من خلالِ دراسة درامية محبكة، نافس فيها الشخصية الأكثر بخلاً ضمن الأعمال السورية «أبو نجيب/سلوم حداد» في مسلسل «زمن البرغوت»، حيث أخذ الجمهور يعقد المقارنات بينهما، وإضافة إلى ذلك قدّم كاريكتراً مميزاً عما نسميه باللهجة المحكية «النسونجي».

ولا بدّ أن نتوقف عند الثنائية التي جمعته بسامر إسماعيل صاحب شخصية «شاهين» وأخيه التوءم.

ففي الوقت الذي يبرز فيه الأول كأخ مستهتر وغايته الوحيدة الجري وراء المال والنساء بطرقٍ ملتوية، يقدم لنا الثاني نفسه بموضع الأخ الأكبر رغم أنه ليس كذلك، فيخطط ويفكر ويعمل، ويجتهد للحصول على مكانة اجتماعية تعوض له جانب النقص الذي يشعر به منذ الطفولة، ولا ننسى حالة التخبط والضياع التي يعيشها رغم ذلك.

صراع الديوك

من خلال شخصية «جمعة/مصطفى المصطفى» تعرفنا على صراع الديوك على حلبة بنيت خصيصاً لهذه اللعبة.

«جمعة» هو الشاب السارق والنصاب وغير السوي والمدمن على خوض التحديات والرهانات في هذه اللعبة، حيث قدّم لنا أحد المشاهد أسماء وأنساب وسلالات ديكين متصارعين.

عراك أو صراع أو مصارعة الديكة هو قتال وصراع دامٍ بين ديكين، حيث إن الديوك مشهورة بمقاتلة بعضها بعضاً عند لقائها والعدائية تجاه الديكة الآخرين، فيستغل بعض الناس هذه العدائية لكي يضعوا الديكة في صراع ما بينهم وعادةً ما تكون هناك رهانات على الديكة الفائزة، وكان الفلبينيون القدماء من أوائل من اتخذ هذا الصراع كرياضة وبعد أن وصل الإسبان إلى الفلبين اكتشفوا ذلك ثم انتشرت في بقية أنحاء العالم، إلا أن بعض الدول منعت هذه الرياضة.

وتطرق الكاتب الكويتي سعود السنعوسي لهذا الموضوع في روايته «ساق البامبو» معرجاً على الآثار السلبية في عائلة المدمنين لمزاولة هذه اللعبة.

«دراعي»

لفت مجد عرنوس الذي يعاني قصر القامة بأدائه المتقن رغم خوضه تجربة التمثيل للمرة الأولى في حياته من خلال شخصية «دراعي» اليد اليمنى لشقيقه «أبو الهول/محمد حداقي».

عرنوس الذي يعمل في سوق الهال وقادته المصادفة لدخول مجال التمثيل، قال: «دعوني للمشاركة في المسلسل، ومن الصدمة ما صدقت إني رح اشتغل مع رشا شربتجي، وفعلاً اشتغلت وعجبها أدائي، قبل ما كانت الناس مهتمة فيني أبداً، وبعد ما مثلت صاروا بدهم يتصوروا معي».

«يا برنس»

رغم مساحتها الصغيرة وعدد مشاهدها القليلة، نالت شخصية «سيكي» التي يقدمها الفنان وسام رضا الإعجاب حيث تميز بمصطلحاته وطريقة كلامه وروحه العفوية الكوميدية وكلمته الشهيرة «يا برنس» مع صفير.

الشخصيات الراحلة

بعد الوصول إلى الحلقة الخامسة عشرة من المسلسل، انتهت رحلة عدة شخصيات بموتها وهي: (مؤيد/غزوان الصفدي) و(أم مؤيد/أمانة والي) و(أبو هديل/حسين عباس) و(عارف/فادي صبيح) و(بديعة/إمارات رزق) و(أبو الوفا/تيسير إدريس) و(مها الدباغ/ديمة الجندي)، فمن سيكون الراحل القادم؟.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن