ما يحدث في لعبتنا الجماهيرية الثانية يذكرني بالمثل القائل (الطبل بحرستا.. والعرس بدوما) حيث الحسابات بعيدة نسبياً عن الواقع وتفاصيله الدقيقة التي تفرض العديد من التساؤلات والاستفسارات، بدءاً من مسابقة كأس الجمهورية التي تم اختصارها واقتصارها على 6 فرق فقط، لتغدو بطولة نخبوية بشكل بحت، مروراً بطريقة التجمع الجغرافي التي تقام فيها، وصولاً إلى تفاصيل البطولة وبرنامج مبارياتها الغريب.
فالفكرة أساساً تبدو مقتبسة من إسبانيا كواحدة من مسابقاتها مع فارق التشبيه والإسقاطات، من حيث العدد المتاح من المباريات للفرق بين إسبانيا وسورية، وبالتالي فاللعب بطريقة التجمع يمنح فريقين اللعب مباراتين فقط، فيما يلعب فريقان آخران ثلاث مباريات، في حين يلعب 4 مباريات الفريقان المتأهلان إلى المباراة النهائية.
الواضح أن الجدوى الفنية لهذه المسابقة باتت محدودة مع ذلك العدد الضئيل من المباريات، وخصوصاً مع اقتصار الدوري الرسمي على 8 فرق وضيق مساحة الفاينال، إضافة لمحدودية الفائدة مع ضيق الفترة الزمنية للبطولة.
والأغرب إقامة مباراتين في آن واحد في الدور الأول، ما يضع جماهير اللعبة في حيرة من أمرها، فأي مباراة تتابع خصوصاً أنها تجمع الفرق النخبة وكلها مواجهات قوية وتستحق المشاهدة، ومادام التعديل طال مباريات الدور نصف النهائي لتصبح الأولى الساعة 9 مساءً، تليها الثانية الساعة 11 ليلاً، فماذا يمنع من إقامة كل مباريات المسابقة بهذا التوقيت؟
ويأتي بعدها قرار منع ترحال الجماهير لمواكبة فرقها ومساندتها في مبارياتها القوية والحاسمة، ليهضم حق الفرق الزائرة، ويمنح الأفضلية لأصحاب الأرض في كسب حضور جمهورها وتشجيعهم.
حزمة القرارات والتعليمات الصادرة صبيحة انطلاقة المسابقة شملت أيضاً منع الشتم لكل من النادي والمحافظة والشخصيات الاعتبارية، وهنا يجدر السؤال: ما المقصود بالشخصيات الاعتبارية؟ وهل يعتبر اللاعبون من ضمنهم بعدما تعرض بعضهم للكثير من الشتم المؤلم والخادش للحياء، دون رادع أو تأنيب؟
وتكتمل فصول الحكاية الغريبة مع قرار إقامة المسابقة في مدينة واحدة، والسماح باستضافة 17 شخصاً فقط لكل فريق، علماً أنه من الطبيعي لكل فريق أن يصطحب معه 14 لاعباً تحسباً من حدوث الإصابات أو للطوارئ، في الوقت الذي يتألف الطاقم الفني والإداري لكل فريق أكبر من العدد المتاح بدءاً من المدرب ومساعديه ومدير الفريق والإداري والإحصائي والطبيب المعالج وحامل التجهيزات، وما الفرق بين النادي والمنتخب الذي قارب عدد كادره الفني والإداري عشرة أفراد!