عربي ودولي

تحدّث عن تكلفة سياسية كبيرة يتحملها بايدن لقاء الدعم القوي لـ«تل أبيب» … إعلام العدو يعلق على قرار وقف النار: واشنطن ترفع «بطاقة صفراء» لإسرائيل

| وكالات

بعد يوم من تبني مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف إطلاق النار في قطاع غزة تحت الرقم 2728 تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تزايد الانتقادات الأميركية لسياسة حكومة الاحتلال في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة لليوم الـ172.
وبهذا السياق، كشفت قناة «كان» الإسرائيلية نقلاً عن مصدر وصفته بـ«المطلع» على المحادثات بين الإدارة الأميركية وإسرائيل أن امتناع الولايات المتحدة عن فرض «الفيتو» في مجلس الأمن هو بمنزلة رفع «بطاقة صفراء» لإسرائيل، وتابعت أمس الثلاثاء: إن امتناع واشنطن عن استخدام «الفيتو» يعكس انتقاداً آخذاً بالتزايد بشأن السياسة الإسرائيلية، في ظل الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر.
من جهته، قال رئيس حزب «نوعام» عضو «كنيست» الاحتلال آفي ماعوز: «نحن في أيام مصيرية، الأمم المتحدة والولايات المتحدة اختارتا الوقوف في طريق إسرائيل في حربها»، وفق ما نقلت عنه صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.
يأتي ذلك بعدما وافق مجلس الأمن الدولي، أول من أمس الإثنين، على مشروع قرار قدّمته الدول العشر (الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن) يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسبابٍ إنسانية في قطاع غزّة خلال شهر رمضان، بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت من دون استخدام «الفيتو».
وتتزايد الخلافات بين الولايات المتحدة وحكومة الاحتلال بشأن الحرب على غزّة. وفي هذا السياق أظهرت مقابلة نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس مع شبكة «ABC News» الأميركية «نفاد صبر الرئيس جو بايدن» من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفق صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية التي اعتبرت أن «النبرة الحازمة والتهديد الضمني» في تصريحات هاريس يعكسان «نقطة تحول» في العلاقات الإسرائيلية- الأميركية.
بدورها، علّقت صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن الدولي، مشيرةً إلى أنه بُرر بمصطلحات دبلوماسية وإنسانية، لكنّ له عنصراً سياسياً يفيد بأن مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة «لم تعد قوية» كما كانت في الماضي، وأنّ الدعم المباشر جداً قد يكون مكلفاً.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الملفات التي تواجهها إدراة الرئيس الأميركي جو بايدن عديدة و«ستساعد في فهم السبب»، في إشارة إلى عدم تصويت الولايات المتحدة في مجلس الأمن، ورأت أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت أثار الكثير من ردود الفعل الشاجبة داخل الولايات المتحدة، والتي جاء معظمها، كما هو متوقع في سنة انتخابات، من الحزب الجمهوري، حسب «إسرائيل هيوم».
وتطرقت الصحيفة إلى ما كتبه نائب الرئيس السابق مايك بنس على صفحته على تطبيق «إكس» وجاء في منشوره: «هذا عار»، مضيفاً: إن «مجلس الأمن تبنى قراراً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، ولا يذكر حماس أو السابع من تشرين الأول، وإدارة بايدن سمحت بتمريره من دون استخدام حق النقض».
كما أشارت أيضاً إلى ما كتبه السيناتور عن ولاية فلوريدا، الصهيوني ماركو روبيو، والذي كان أكثر وضوحاً في اختياره للكلمات، قائلاً: «لقد تبنى مجلس الأمن للتو قراراً يطالب إسرائيل بعدم هزيمة حماس، بل استرضاء نشطاء اليسار المتطرف المعادي للسامية الداعم لحماس، وقرر بايدن عدم استخدام حق النقض ضده».
ووفق ما رأت «إسرائيل هيوم»، فإنه وحتى من دون المكسب السياسي الذي يسعى الجمهوريون بطبيعة الحال إلى جنيه في سنة الانتخابات، يعرف الحزب الديمقراطي أيضاً أن بايدن لديه مشكلة في الاستمرار بدعم إسرائيل بالقدر نفسه إذا أراد الفوز في الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني المقبل.
وحسب الصحيفة، تشير «شريحة كبيرة» من الجمهور من أصل إسباني إلى «الابتعاد عن الحزب الديمقراطي» الحاكم حالياً، حيث يواجه بايدن أيضاً مشكلة في الجناح الليبرالي في حزبه، الذي يضم في الأساس الديمقراطيين الشباب.
كما تحدثت «إسرائيل هيوم» عن عدة مشكلات في الولايات الأميركية، وخاصة ولايتي مينيسوتا وميشيغن، لافتةً إلى أنه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في مينيسوتا، صوّت 19 بالمئة من المشاركين بـ«غير ملزمين» احتجاجاً على بايدن بسبب دعمه لإسرائيل، أما في ميشيغن في الولاية التي تضم جالية مسلمة كبيرة، يعادل ذلك 11 صوتاً انتخابياً من أصل 75 صوتاً للولاية، فقد تصدّر بايدن فيها بنسبة 4-8 نقاط مئوية، لكن إذا قرر الناخبون المحتجّون في الانتخابات التمهيدية البقاء في منازلهم في يوم الانتخابات، فقد يكون المرشح الديمقراطي بايدن في ورطة.
ورأت الصحيفة أن الأمور تصبح حرجة أكثر في ولاية ميشيغن جارة مينيسوتا، وهي ولاية رئيسة، أي ولاية غيرت ألوانها خلال الانتخابات، ففي عام 2016 فاز الرئيس السابق دونالد ترامب بأصواتها الانتخابية، وفي 2020 فاز بايدن، والآن يتقدم ترامب على بايدن بمعدل 3.5 بالمئة إلى 4 بالمئة. كما توجد في ميشيغن جالية عربية مسلمة كبيرة، وعلى الرغم من أن التصويت الاحتجاجي في الانتخابات التمهيدية أسفر عن 13.3 بالمئة فقط، لكن بما أنها ولاية متأرجحة، فقد تصبح حاسمة.
وأردفت «إسرائيل هيوم» في الختام، قائلةً: إن مكانة إسرائيل في المجتمع الأميركي لم تعد قوية كما كانت في الماضي، كما كان واضحاً في مقابلة ترامب الحصرية مع الصحيفة نفسها، التي قال فيها المرشح الجمهوري للرئاسة: «علينا التوصل إلى سلام، لا يمكننا الاستمرار هكذا»، مضيفاً إنه «على إسرائيل أن تكون حذرة جداً، لأنها ستخسر الكثير من العالم».. و«أنتم تخسرون الكثير من الدعم»، حسب ترامب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن