كادت المشكلة التي حدثت قبل ساعات داخل معسكر المنتخب، وشكلت حدث الساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح كل من فيها يدلي بدلوه، وكأنه بياع أسرار، والبعض استغلها أحسن استغلال عبر البث المباشر، أن تفسد على السوريين فرحتهم بالفوز الذي جاء بسباعية جميلة، وما حملته دقائق المباراة من تفاصيل جديدة يستحق الوقوف عندها فعلاً.
ربما لم تكن مشكلة الداهود مع المنتخب الأولى، وقد لا تكون الأخيرة، فهناك مشاكل كثيرة سابقة حدثت وعكرت أجواء المنتخب ومزاج الجماهير التي تتنظر الفرحة رغم كل ما تعيشه من شقاء، ولكن لماذا تحدث هذه المشاكل، وكيف يجب أن تعالج، ومن المسؤول عن تذليلها في حال حصلت، وهل تمت معالجتها أم دفنت لتظهر من جديد؟
ما حدث قبل يومين، ولكوننا سمعنا القصة من مصدر واحد وهو اتحاد اللعبة، ولم نسمع من اللاعب سوى بيان مقتضب منشور لا يعبر عما حدث ويوضح الصورة، فهذا يدفعنا إلى تساؤلات عديدة، هل المنتخب في نظر البعض فقط بوابة عبور، أليس من واجب اللاعب الذي يضع نفسه في خدمة المنتخب وهو يعرف كل تفاصيل البلد والكادر والإمكانيات أن يتعامل بواقعية مع الموضوع أم أن الأمر فقط مجرد مكاسب؟
ألم يكن من المفترض بمن قام بالحوار مع اللاعب وغيره من اللاعبين أن يضع كل النقاط على الحروف بعيداً عن مسألة «تبويس الشوارب» وشعارات الوطنية والحماسة، و«كرمالي وكرمالك»، لأن الاحترافية هي التي يجب أن تسود هنا.
وفي العموم ورغم تواضع منتخب ميانمار، فقد لمسنا كثيراً من الإيجابيات في تطور وأسلوب اللاعبين.
المباراة ليست كل خيوطها بيد المدرب، بل على اللاعب أن يظهر مهاراته وإبداعاته وفكره الكروي في التخطيط بالملعب وحسم موضوع التسديد أو التحرك بالمساحات الفارغة أو التمرير والتقدم والتراجع، لأن وقائع المباراة هي التي تظهر فكر اللاعب وجديته، وقد لاحظنا ما فعله العجان الذي تخلص من عقدة الثبات في المركز، وكذلك الأسود، ومثله بقية اللاعبين، كما أننا كسبنا لاعباً من طراز رفيع وهو داليهو، وعلينا أن نشير إلى شهية الخريبين المفتوحة للتسجيل ولو أنه كان أكثر تركيزاً لكان أكثر تسجيلاً.
الفوز خطوة على طريق طويل يجب أن يمهد بالعمل الاحترافي الصحيح لضمان الوصول السليم دون مطبات مفاجئة.