100 ألف ليرة تعرفة أطباء جلدية.. و«مجاناً» في مشفى «جامعة دمشق» … من ينقذ قطاع التمريض؟.. مختصون يطالبون بتأمين حاجة المشافي من الممرضين لسد النقص الشديد
| فادي بك الشريف
طالب أطباء ومختصون بحل جذري لمعالجة التسرب الكبير والنقص الشديد الحاصل في قطاع التمريض وسط التسرب الملحوظ باتجاه «الخاص» على حساب المشافي الحكومية، وذلك بإمكانية إصدار تشريع أو قرار يعطي صلاحيات لوزارتي التعليم العالي والصحة بتوظيف حاجتها من خريجي كليات التمريض وخاصة اللاذقية من دون العودة لمسابقات.
وفي حديث لـ«الوطن» أكد المدير العام لمشفى الجلدية بجامعة دمشق علي عمار أن هناك حلاً ممكناً لتوفير احتياجات المشافي من الممرضين من خريجي كليات التمريض، ولاسيما في ظل عدم قدرة مدرسة التمريض على تلبية الاحتياجات المتزايدة، على أن يتم وضع معيار خاص لقبول الممرضين والممرضات وفقا للرغبة والمعدل.
وأضاف: تطبيق هذا الموضوع يتطلب مساواة طبيعة العمل للممرضين بالتي يتقاضاها العاملون في قطاع التخدير إضافة إلى وجود حوافز ملموسة جاذبة، مؤكداً أنه تم العام الماضي رفد مشفى الجلدية بـ4 ممرضات فقط لم يلتحق منهن سوى ممرضة واحدة لأسباب باتت معروفة.
واعتبر عمار أن تأمين احتياجات المشافي من الممرضات بالشكل المطلوب سنويا يخفف الضغط أيضاً على الموجودين في المشافي، في ظل الضغط الكبير الحاصل، علما أن العاملين في مجال التمريض بالمشفى هم من الإناث فقط.
وفي سياق متصل، كشف عمار أن المشفى يستقبل سنوياً بحدود 150 حالة مصابة بـ«سرطان الجلد»، نسبة الحالات التي تكون في المراحل المتقدمة لا تتجاوز الـ5 بالمئة ممن لا يتم الكشف عليها بشكل مبكر، وتظهر في نسبة من الحالات ممن يصابون بالورم ولكن يلجؤون إلى «الطب العربي» والتداوي بالأعشاب ما يوسع العمل الجراحي ومرحلة العلاج، وقد يتطلب الأمر «العلاج الشعاعي»، ما يدفع المشفى إلى تحويل الحالات إلى مشفى البيروني.
واعتبر أن أورام الجلد تأتي في المرتبة الخامسة أو السادسة من ضمن الإصابات الأكثر انتشاراً، علما أن نسبة الإصابة بأورام الجلد تعتبر ضمن النسب العالمية ومن أسبابها التعرض الكبير لأشعة الشمس.
ونوه مدير المشفى بأن الكشف المبكر عن أي ورم يفيد في مرحلة العلاج بالنسبة للمريض، معتبراً بضرورة مراجعة المشفى في حال لحظ أي اندفاع أو ظهور أعراض جلدية متزايدة، علماً أن ورم الجلد يعتبر ملاحظاً مقارنة مع الأورام والسرطانات الأخرى التي تصيب الإنسان.
وأكد عمار أن عدد المراجعين للمشفى يومياً يصل حتى 400 مراجع تقدم لهم العلاجات اللازمة، لافتاً إلى وجود 15 ممرضة إضافة إلى وجود الأساتذة المختصين، ما بين أعضاء هيئة تدريسية وأعضاء هيئة فنية ومتعاقدين، مع وجود 60 طالب دراسات عليا، ذاكراً أن العدد يعتبر كافياً في المشفى.
وأشار مدير المشفى إلى وجود 5 عيادات تخصصية منها تقدم مادة الآزوت السائل لعلاج حالات ورمية مكتشفة بمراحلها الأولى، وعيادة لمعالجة الأمراض الجنسية أو التناسلية، ومخبر للفطور سواء بالأظفار أم بالجلد والشعر، وهناك مركز لعلاج الأشعة فوق البنفسجية لمعالجة حالات جلدية مزمنة كالصّداف وبعض الأمراض السرطانية، منوها بوجود توجه لزيادة عدد العيادات للضعف.
ولفت مدير المشفى إلى وجود 10 غرف تم تأهيلها وهناك توجه لتأهيل 10 غرف أخرى في خطة هذا العام، مع وجود سيارة إسعاف، و25 سريراً، ضمن خطة متكاملة منجزة لترميم المشفى بشكل كامل، مؤكداً أن معظم الحالات يتم تخريجها بشكل يومي أو خلال أيام، وبعض الحالات تتطلب إقامتها في المشفى لحدود الشهر.
وحسب مدير عام المشفى هناك انتشار ملموس بإصابات «اللاشمانيا» المتزايد في العديد من المناطق وذلك بسبب الظروف المناخية، وانتشار القمامة بكثرة، منوها بالعمل على تجهيز مركز متكامل لمعالجة هذا المرض، علما أن المصابين بهذا المرض يشفون لكن مكان الإصابة يمكن أن يترك أثر ندبة.
وطالب عمار بضرورة تحويل مشفى «الجلدية» إلى هيئة مستقلة مالياً وإدارياً ما ينعكس على سرعة بالإنجاز واتخاذ القرارات، علماً أن ميزانية المشفى حالياً هي جزء من ميزانية جامعة دمشق.
وبينما وصلت تعرفة العديد من أطباء الجلدية في القطاع الخاص لـ75 ألفاً أو 100 ألف ليرة، بين المدير أن جميع العلاجات في المشفى تتم مجاناً، إضافة إلى وجود أدوية بيولوجية من أحدث الأدوية التي تؤمن مجاناً للمريض.