أزمة ثقة سببها اضطرابات اقتصادية وسياسية واجتماعية غير مسبوقة … تقرير السعادة العالمي: أميركا تشهد أدنى مستويات الرضا عن الحكومة والأحزاب
| وكالات
كشف تقرير «السعادة العالمي» لعام 2024 تراجع الولايات المتحدة إلى المرتبة 23 عالمياً في أدنى مستوياتها منذ إطلاق التقرير في العام 2012، وذلك في وقت تُعاني فيه الولايات المتحدة اضطرابات اقتصادية وسياسية واجتماعية غير مسبوقة، إذ كشف التقرير عن انخفاض كبير في مستويات السعادة بين الأميركيين، في حين احتلت الدول الشمالية الصدارة في قوائم السعادة.
تقرير السعادة وهو مقياس للسعادة تنشره شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة وجد هذا العام أن أبرز ما يقلق الأميركيين هو الاقتصاد المتعثر وارتفاع معدلات التضخم، حيث شهدت أسعار السلع الغذائية الأساسية ارتفاعاً كبيراً منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه، فقد زادت أسعار الدجاج بنسبة 26 بالمئة، والخبز 30 بالمئة، والسكر 44 بالمئة، والزبدة 27 بالمئة، في حين ارتفعت تكاليف الإيجار بنسبة 20 بالمئة خلال الفترة نفسها، حسب قناة «القاهرة الإخبارية».
ووسط هذه الصدمة الناجمة عن ارتفاع الأسعار، عبر العديد من الأميركيين أيضاً عن قدر كبير من الشكوك تجاه النظام السياسي، فقد كشفت دراسة شاملة أجراها مركز «بيو» للأبحاث عن مستويات عالية من عدم الرضا تجاه الحكومة والحزبين الديمقراطي والجمهوري، فضلاً عن المرشحين للمناصب السياسية، ومن بين النتائج، قال 4 بالمئة فقط من البالغين الأميركيين إن النظام السياسي يعمل بشكل جيد للغاية أو جيد جداً، في حين عبر 63 بالمئة عن عدم ثقتهم على الإطلاق أو بدرجة قليلة في مستقبل النظام السياسي الأميركي.
وحسب المعطيات فإنه في الآونة الأخيرة، أصبحت نسبة متزايدة من الأميركيين تعبر عن ازدرائها للحزبين السياسيين على حد سواء، في حين أبدى نحو 28 بالمئة آراء غير مواتية تجاه الحزبين، وهي أعلى نسبة في ثلاثة عقود من استطلاعات الرأي، كما لا يشعر ما يقرب من ربع المستجيبين (25 بالمئة) بأنهم ممثلون بشكل جيد من قبل أي من الحزبين.
وبينما ظلت الثقة في الحكومة قريبة من مستوياتها التاريخية المنخفضة على مدى العقدين الماضيين، إلا أنها اليوم تقف بين أدنى المستويات في العقود السبعة الماضية، والآن، بعد ثلاث سنوات من أزمة اقتحام مبنى «الكابيتول» في السادس من كانون الثاني 2021، يعتقد المزيد من الأميركيين أن بلدهم متجه نحو انهيار سياسي.
ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة «يوجوف» لمصلحة شبكة «سي بي إس» الأميركية في كانون الثاني الماضي، توقع 49 بالمئة من المستجيبين حدوث بعض أشكال العنف في المنافسات السياسية المستقبلية، مثل الصدام المرتقب بين دونالد ترامب وجو بايدن في تشرين الثاني، وفي الوقت نفسه، وافق 70 بالمئة على القول إن الديمقراطية الأميركية «مهددة».
وحسب «القاهرة الإخبارية»، لم يشهد الشعب الأميركي مثل هذه الانقسامات السياسية الحادة منذ فترة الحرب الأهلية، ويبدو أنها مجرد مسألة وقت قبل أن تعود أزياء المعارك القديمة إلى الواجهة مرة أخرى، ولكن بشأن قضايا مختلفة تماماً هذه المرة، ويشير مؤشر السعادة إلى أن ما يزيد من معاناة الأميركيين هو مشاعر الوحدة، ففي أيار 2023، وصف الجراح العام الأميركي فيفيك مورثي، الوحدة بأنها «وباء صحي عام».
وكشف آخر استطلاع للصحة العقلية من الجمعية الأميركية للطب النفسي أنه في أوائل عام 2024، قال 30 بالمئة من البالغين إنهم «شعروا بالوحدة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع خلال العام الماضي، في حين قال 10 بالمئة إنهم وحيدون كل يوم».
وكان الشباب أكثر عرضة لتجربة هذه المشاعر، حيث أفاد 30 بالمئة من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً بأنهم «وحيدون كل يوم أو عدة مرات في الأسبوع»، كما أن العازبين أكثر عرضة بمرتين تقريباً من المتزوجين للشعور بالوحدة على أساس أسبوعي خلال العام الماضي (39 بالمئة مقابل 22 بالمئة).