ألمانيا حذرت من خطر انتصار روسيا.. وبولندا: أوروبا دخلت حقبة ما قبل الحرب … موسكو: عمليتنا العسكرية غيرت الحدود وخلقت واقعاً جديداً على كييف الاعتراف به
| وكالات
أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية في الكرملين، دميتري بيسكوف، أنه يتعين على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن يأخذ في الاعتبار الواقع الجيوسياسي الجديد عند الحديث عن المفاوضات مع روسيا، على حين حذّر رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، أمس السبت من أن أوروبا دخلت «حقبة ما قبل حرب»، معقّباً أن «الحرب لم تعد مفهومة من الماضي» في أوروبا.
وحسب وكالة «سبوتنيك» أوضح بيسكوف تعليقاً على تصريح زيلينسكي حول إمكانية التفاوض مع روسيا، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا غيّرت الحدود، وخلقت واقعاً جيوسياسياً جديداً، وقال: «الواقع الجيوسياسي قد تغير بشكل جذري منذ بدء العملية العسكرية الروسية، وتغيرت حدود أوكرانيا وروسيا، انضمت إلى روسيا 4 مناطق جديدة، وهذا واقع جديد لا يمكن تجاهله، يتعين على الجميع أن يأخذوا ذلك في الاعتبار».
كلام المتحدث الروسي جاء بعد يوم من تصريح لزيلينسكي «وللمرة الأولى» بأن مفاوضات السلام مع موسكو واردة حول حدود عام 2022، بعد تمسّك كييف التام بتحرير «آخر ذرة تراب وإعادة الجيش الروسي إلى حدود عام 1991»، أي إلى حدود ما قبل انضمام القرم إلى روسيا.
في السياق، سخرت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من زيلينسكي الذي لم يستبعد التفاوض مع روسيا على حدود ما قبل عمليتها العسكرية، بعد تمسكه المستميت بحدود 1991، أي بعودة القرم، وقالت وفق وكالة «نوفوستي»: «إنه متوتر ولديه انتخابات قادمة، أو لن يجري الانتخابات؟».
وكانت الانتخابات الرئاسة الأوكرانية مقررة في أوكرانيا اليوم الأحد لكن تم إلغاؤها بسبب الأحكام العرفية والتعبئة العامة في البلاد، وقال زيلينسكي مؤخراً إن الوقت الآن غير مناسب للانتخابات، مؤكداً ضرورة إقصاء هذه القضية جانباً.
في الأثناء، حذّر رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، أمس السبت، من أن أوروبا دخلت «حقبة ما قبل الحرب»، وعقب أن «الحرب لم تعد مفهوماً من الماضي» في أوروبا، وقال توسك خلال مقابلةٍ لتحالف «لينا» (ليدينغ يوروبيين نيوزبايبر ألايانس) الذي يضمّ ثماني صحف أوروبية: «لا أريد إخافة أي أحد، لكن الحرب لم تعد أحد مفاهيم الماضي، بل هي واقع وبدأت قبل أكثر من سنتين».
وأضاف: إن «أكثر المسائل إثارة للقلق راهناً، هي أن كل السيناريوهات ممكنة، لأننا لم نشهد وضعاً كهذا منذ العام 1945»، كما أشار توسك إلى أن ذلك قد يكون «مدمّراً خصوصاً للجيل الجديد، لكن علينا أن نعتاد على فكرة أن حقبة جديدة بدأت، وهي حقبة ما قبل الحرب وأنا لا أبالغ بكلامي هذا»، ومضى يقول إنه «في حال خسرت أوكرانيا لن يشعر أحد في أوروبا بالأمان».
كذلك، قال رئيس الوزراء البولندي الذي تعد بلاده من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا إن «أمام أوروبا شوطاً كبيراً تقطعه على صعيد الدفاع، وأضاف: إنه ينبغي أن تكون أوروبا «مُستقلة ومُكتفية ذاتياً» في المجال الدفاعي، مردفاً بالقول: إن «عمل أوروبا يتلخّص في مواصلة العلاقات عبر الأطلسي مهما كانت هوية الرئيس الأميركي»، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل.
في سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: إن انتصار روسيا في أوكرانيا سيجعل الأمن الأوروبي والنظام الدولي في خطر، مشددة رغم ذلك على رفضها إرسال أي قوات أوروبية إلى أوكرانيا.
وأضافت عبر شبكة «فونك» الإعلامية: «هو (فلاديمير بوتين) بالتأكيد لا يريد التفاوض»، وأشارت إلى أنه في حال انتصار روسيا «فإن الأمن في أوروبا والنظام العالمي سيصبحان في خطر»، مؤكدة رغم ذلك معارضتها إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا.
ورداً على سؤال عما إذا كان المستشار الألماني أولاف شولتس قد منع تسليم صواريخ «توروس» لأوكرانيا خوفاً من بوتين، قالت بيربوك: إن «شولتس لا يخاف من بوتين»، وفي وقت سابق، قال شولتس إن المناقشات في ألمانيا حول إرسال صواريخ «توروس» المجنحة إلى أوكرانيا مثيرة للسخرية، ووفقاً لوسائل إعلام ألمانية فإن شولتس منزعج من مطالبة الدول الأخرى له بتزويد أوكرانيا بأسلحة إضافية، ويؤكد أن برلين تزود كييف بما يكفي من الأسلحة.
من جانب آخر، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو سير إنتاج الأسلحة والذخائر في مؤسسات المجمع الصناعي العسكري بإقليم ألتاي شرقي البلاد، وأشار إلى مضاعفة عدد العاملين فيها، وزيادة كبيرة لرواتبهم.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية: «تفقد الوزير شويغو سير إنتاج المكونات المعقدة للأسلحة والذخائر في مؤسسات الصناعات الدفاعية، التي تنتج القذائف والصواريخ للطائرات الحربية، والذخائر والقنابل اليدوية والرصاص والصواريخ على مختلف أنواعها».
وعقد شويغو اجتماع عمل مع المسؤولين في وزارتي الدفاع، والصناعة والتجارة، وممثلي هيئات الإدارة العسكرية ذات الصلة والمديرين العامين في مؤسسات ألتاي الدفاعية، وأشار إلى زيادة عدد العاملين في مصانع الأسلحة والذخائر في الإقليم بواقع أكثر من 1600 شخص، وزيادة رواتبهم لتصبح أعلى بنسبة 30 بالمئة من متوسطها في البلاد.
وأشار شويغو حسب البيان إلى بدء إعادة التجهيز الفني لخطوط الإنتاج في جميع مجالات إنتاج الأسلحة والذخائر تقريباً، وقال: «تنفيذاً لقرار الرئيس الروسي في تموز الماضي، خصصت الأموال اللازمة بالكامل ولا توجد أي مشكلات في التمويل، ويتم شراء المعدات اللازمة لإعادة التجهيز التقني، ومواد البناء لجميع المرافق، والشيء الوحيد الذي نركز عليه الآن هو حل بعض مشاكل التصميم».
في الغضون، ذكر موقع «روسيا اليوم» أن وثائق عثر عليها في مستشفى بمدينة ماريوبول التي حررها الجيش الروسي شرق أوكرانيا، كشفت اختبار شركات أدوية غربية عقاقير مسرطنة على مرضى قسم الأمراض العقلية في المستشفى.
وتعود الوثائق التي عثر عليها في المستشفى المذكور للفترة بين عامي 2008 و2016، وتؤكد أن بعض الأدوية التي تحمل أرقاما من دون تسميات تم اختبارها على مرضى المستشفى.
وتشير الوثائق إلى اختبار الدواء التجريبي «أس بي 4» لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي الذي يثبط عامل الورم «ألفا» الذي يلعب دوراً مهماً في جهاز المناعة، ما قد يؤدي إلى تطور أشكال مختلفة من السرطان، بما في ذلك في الجهاز اللمفاوي والدم والجلد.